أوكرانيا تعاند وموسكو تريد استسلاماً تاماً

2022.03.07 - 03:11
Facebook Share
طباعة

 تزامنا مع  تصاعد الأحداث واستمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أعلن عضو الوفد الأوكراني في المفاوضات بين كييف وموسكو دافيد أراخاميا، استمرار انعقاد جولات التفاوض، بهدف وضع حد للحرب الدامية في أوكرانيا، بعد جولتين فشلتا في تحقيق تقدم يذكر على طريق وقف القتال.


كما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (الأحد)، أن بلاده «ستحاول» التفاوض مع روسيا رغم أنها «لا تعول كثيراً» على أن هذه المفاوضات ستضع حداً للغزو الروسي.


إن الحرب الدامية التي تدور رحاها بين روسيا من جهة وأوكرانيا محمية في واشنطن والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى غير معروف مداها إلى الآن، لكن يبدو أن هناك 5 خيارات قد وضعتهم الولايات المتحدة في آذانها  وهي تدير المعركة القائمة.


1- الروس يغرقون في حرب استنزاف مثلما حدث  في أفغانستان في عهد الاتحاد السوفيتي

هناك احتمال أن يتطور الصراع العسكري إلى حرب طويلة الأمد تغرق فيها القوات الروسية مثلما حدث مع الاتحاد السوفيتي أثناء غزوه أفغانستان قبل أكثر من اربعين عاما،  حيث تدخل الاتحاد السوفيتي في  أفغانستان عام 1979، في حرب استنزافية دامية دامت  عشر سنوات، تحت عنوان دعم الحكومة الاشتراكية برئاسة بابراك كارمال، التي كانت تعاني من هجمات معارضين مدعومين من الغرب.


وخاضت الجماعات المتمرّدة عرفوا بـ (المجاهدين)  حرب عصاباتٍ  ضدّ الجيش السّوفيتّيّ وحكومة جمهوريّة أفغانستان. وقد صُنّف هذا الصّراع على أنّه حربٌ بالوكالة في حقبة الحرب الباردة، حيث دُعِم المجاهدين من قبل الولايات المتّحدة وعدد من الدول من بينهم المملكة المتحدة. وقُتل في حرب أفغانستان ما بين 562 ألفًا إلى 2 مليون أفغانيّ، وفرّ الملايين من البلاد كلاجئين، معظمهم إلى باكستان وإيران. وتسبّبت الحرب في دمارٍ جسيمٍ في أفغانستان، ويُعتقَد أنّها ساهمت في انهيار الاتّحاد السّوفيتّيّ.

وانسحبت بعدها القوات السوفيتية بعد أن كلفت الحرب الاتحاد السوفيتى 50 بليون دولار وبعد أن تكبد الجيش السوفيتى 15 ألف قتيل و35 ألف جريح.


2- انهيار أوكرانيا وتقسيم البلاد:

هناك خيار ثاني قد يكون مطروحا ولكن ليس أكيد بل ويحتمل يكون ضعيف نظرا لرغبة واشنطن في فرض السيطرة، ففي هذا السيناريو يفترض أن تكون الحرب قصيرة الأمد وتنتهي خلال الأشهر القليلة القادمة، وفي الأرجح حينها ستلجأ القوات الجوية الروسية، ستلجأ إلى شن غارات مدمرة،  إلى جانب فرض حصار عسكري وإلكتروني حول أوكرانيا بقطع الاتصالات وموارد الطاقة،  وفي هذا الاحتمال يفترض أن تسقط كييف خلال أيام في المقابل سيتساقط الآلاف من المدنيين . إلى جانب هذا ستقوم روسيا بعزل الحكومة واستبدل بأخرى موالية للنظام في موسكو.


3- نجاح المفاوضات والوصول لحل دبلوماسي

ان هذا الاحتمال يعني نجاح المفاوضات بعد عدة جلسات بين الطرفين الروسي والأوكراني والتوصل إلى اتفاق دبلوماسي،  لكن هذا الخيار من المحتمل أن يأتي في ظل تزايد فرض العقوبات على موسكو. وأن يحدث حالة غضب ومعارضة داخلية في ظل تزايد الخسائر البشرية بفعل الحرب، وما سوف يدفع بوتين إلى التفكير جديا في القبول بالمفاوضات في ظل ضغط من الصين لتوقف العمليات العسكرية. في الوقت ذاته يقتنع  المسؤولون الأوكرانيون بضرورة التنازل بدلا من الدمار وزهق الأرواح فيقبل الأوكرانيون مثلاً بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، وعلى أجزاء من إقليم دونباس. وفي المقابل يقبل بوتين باستقلال أوكرانيا وتعميق روابطها بأوروبا.


4- اندفاعة روسية إلى دول أخرى خارج الحدود الأوكرانية:

في هذا الاحتمال قد يسعى الرئيس الروسي إلى استعادة  الاتحاد السوفيتي على أمل  انهاء الحرب لصالحه،  فيرسل قواته إلى جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقاً، مثل مولدوفا وجورجيا وهما ليستا في حلف الناتو. وقد يعلن الرئيس بوتين أن إمداد الغرب أوكرانيا بالأسلحة عدوان يتطلب الردّ. قد يهدد بإرسال قواته إلى دول البلطيق، التي هي في حلف الناتو، مثل لتوانيا، وفتح ممر أرضي إلى الجيب الروسي الخارجي الساحلي كالينينغراد. وهذا أمر بالغ الخطورة وسيكون له مردود كارثي.


وفقا للمادة الخامسة من ميثاق التكتل العسكري فإن أي اعتداء على عضو واحد في الحلف، هي اعتداء على جميع الأعضاء، ما يعني مواجهة حلف الناتو بشكل واضح وصريح وقد يجازف الرئيس الروسي بذلك إذا رأى أنه السبيل الوحيد لكسب المعركة.


5- الانقلاب على بوتين:

خلال الأيام الأولى من الحرب انطلقت الاحتجاجات من الروسيين تنديدا بالعملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، الأمر الذي انتهى باعتقال عدد من المحتجين وتفريق التظاهرة بالقوة الأمنية.


رغم ذلك هناك مخاوف من اندلاع ثورة شعبية ضد الرئيس الروسي في ظل تزايد الخسائر البشرية في صف الجيش الروسي  . وقد يلجأ فيها  بوتين إلى قوات الأمن الداخلي لقمع هذه الثورة. ولكن الأمور قد تنفلت من يديه، فينقلب عليه عدد كاف من السياسيين والعسكريين والنخبة.


تقول الدول الغربية أن مع رحيل  بوتين واحلال محله قائد معتدل فإن العقوبات ستخفف عن روسيا وتعود العلاقات الدبلوماسية إلى طبيعتها مع موسكو. وقد يحدث انقلاب عسكري دموي فيترك بويتن السلطة. ولا يبدو هذا الأمر أيضاً مرجحاً الآن.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 8