بين سورية والأردن: "الخطر الأبيض" بـ375 كيلومتر!

إعداد – عبير اسكندر

2022.03.07 - 08:52
Facebook Share
طباعة

 أكد الجيش الأردني مقتل مهرّب كان يحاول التسلل من سورية باتجاه الأراضي الأردنية يوم أمس السبت، وعقب رصده من قوات حرس الحدود تم التحرك وفق قواعد الاشتباك الجديدة وإطلاق النار مباشرة على الهدف.
ما حدث بالأمس، ليس بجديد، فالتهريب بكل أشكاله ينشط على طول الحدود السورية الأردنية منذ اندلاع الحرب في سورية قبل حوالي 11 عاماً، إلا أن التعامل بطريقة "الرماية المباشرة" بعد الأبرز فيما حدث، لتكون الآلية الجديدة رادعة لعمليات التهريب قدر الإمكان.
ووفقاً لبيان الجيش الأردني، فإن "قوات حرس الحدود رصدت من خلال المراقبات الأمامية الآليات القادمة باتجاه الحدود الأردنية من سوريا، حيث تم تحريك دوريات رد الفعل السريع وتطبيق قواعد الاشتباك بالرماية المباشرة عليها، ما أسفر عن مقتل أحد المهربين وتدمير إحدى الآليات وفرار الآخرين إلى العمق السوري".
وشدّد البيان على أن "القوات المسلحة الأردنية، تقف دوماً بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطن، وستتعامل بكل قوة وحزم وتطبيق قواعد الاشتباك الجديدة، لمنع أي محاولات تسلل أو تهريب".


أمر خطير
مصدر حدودي كشف لـ"وكالة أنباء آسيا"، عن أمر خطير تم لحظه خلال عمليات تهريب المخدرات المضبوطة مؤخراً بين سورية والأردن، بوجود مجموعات مسلحة ترافق مجموعات التهريب بسيارات مجهزة بتجهيزات حديثة معها طائرات مسيرة توجّه تحركاتها بشكل منظم.
ورأى المصدر أن هناك ارتباط غير علني "رفيع المستوى" بين جهات سوريّة وأخرى لبنانية بهذه المجموعات تساهم بتنشيط عملها وتزويدها بالأدوات الحديثة بهدف عدم كشف عمليات تهريب المخدرات التي تقوم بها من سورية مروراً بالأردن نحو الخليج، إلا أن القوات الأردنية تمكنت من التصدي لها بأساليب أشد حزماً عن السابق.
المصدر اكد على ضرورة تعاون جميع السلطات عسكرياً في ضبط عمليات التهريب والتسلل لمنع جميع الشبكات من تكرار محاولاتها في عبور الحدود بين سورية ولبنان والأردن، ما يساهم بضبط الأمن على الشريط الحدودي بين كل دولة وأخرى، مشيراً إلى عدم خلو الأمر من حالات فساد لدى بعض المخافر الحدودية نم كل الجوانب.


نشاط مضاعف!
تشهد المنطقة الحدودية بين الأردن وسورية نشاطاً ملحوظاً في عمليات تهريب المخدرات ومحاولات التسلل بشكل عام، وذلك على طول الشريط الحدودي البالغ طوله حوالي 375 كيلومتراً، فيها مساحات كبيرة خارج سيطرة الدولة السورية جراء الحرب الدائرة فيها.
الجارة الشمالية (سورية) للأردن، تعيش ظروفاً امنية صعبة في المناطق الجنوبية، الأمر الذي دفع رئيس هيئة الأركان علي أيوب للقاء نظيره الأردني يوسف الحنيطي العام الماضي، بهدف بحث القضايا الأمنية بما يضمن استقرار الحدود بالتنسيق مع الجانب الروسي لمكافحة الإرهاب وعمليات تهريب المخدرات وغيرها من الأمور الخارجة عن القانون بشكل عام.


الحرب السورية، أفرزت شبكات تهريب منظمة تعمل بين البلدان الثلاثة سورية ولبنان والأردن، بهدف تهريب المواد المخدرة وحبوب الكبتاغون إلى الخليج وأوروبا، ما جعل الساحة السورية موطن إنتاج رئيسي لهذه المواد لتكون بوابة تجارتها إلى باقي دول المنطقة.
ومنذ بداية العام الجاري ضبطت السلطات الأردنية 16 مليون حبة كبتاغون، بما يعادل الكمية المضبوطة خلال عام 2021 بالكامل، في إشارة إلى تضاعف النشاط باتجار المخدرات لثلاثة أضعاف مقارنة بالعام المنصرم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10