هروب الدولار من مصر… كيف أثرت الحرب على الأسواق الناشئة؟
تشهد مصر حالة نزوح جماعية لمليارات الدولارات منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية يوم الخميس الماضي، مع فرار المستثمرين من الأسواق الناشئة لأسواق أكثر أمانا، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.
وبحسب التقرير يشعر المستثمرون بالقلق من تأثر الأسواق الناشئة أكثر بالصدمات الناجمة عن اضطراب التجارة مع روسيا، بما في ذلك الزيادة في أسعار بعض السلع الأولية، إذ تورد روسيا وأوكرانيا، 80% من واردات القمح لمصر. وبالفعل ألغت الهيئة العامة للسلع التموينية، مناقصتين، خلال أسبوع واحد، لشراء القمح بعد أن رفعت الأزمة الأسعار.
وفقا لتقرير رويترز، بدأت، يوم الخميس 24 فبراير، موجة بيع متوسطة لأوراق الدين المصرية، وصلت ذروتها يوم الاثنين الماضي، مع بداية التعامل في الأسواق الأوروبية، وذكر التقرير أن المستثمرين الأجانب سحبوا 3 مليار دولار، قبل أن تهدأ الموجة نسبيا بعد ذلك، ولم يرد البنك المركزي المصري على طلب رويترز بالتعليق على تلك التقارير.
كما أظهرت بيانات البنك المركزي انخفاضا في الأصول الأجنبية للشهر الرابع على التوالي لتصل لأقل مستوياتها منذ 2017، إذ كانت تبلغ 186.3 مليار جنيه في سبتمبر الماضي، بينما سجلت 11.8 مليار جنيه في نهاية يناير الماضي، مما يزيد الضغط على سعر الصرف وفقا لرويترز.
ووفقاً لبيانات البنك المركزي، كان المستثمرون الأجانب يملكون أذون خزانة لآجال تصل إلى عام قيمتها 321.8 مليار جنيه (20.55 مليار دولار) حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول)، إضافة إلى مبلغ لم يتم الكشف عنه بآجال أطول.
كما تظهر بيانات رسمية، أن عجز المعاملات الجارية ارتفع إلى نحو 4 مليارات دولار في الشهور الثلاثة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) من 2.8 مليار دولار قبل عام، بسبب كلفة الواردات المتزايدة.
وخلال ديسمبر الماضي، قال طارق عامر، محافظ البنك المركزي المصري، إن السلطات النقدية شعرت خلال الجائحة بأن خفض سعر الصرف لن يعيد السياح للبلاد أو يدعم الصادرات الأمر الذي دفعها للتدخل باحتياطيات كبيرة.
قالت رئيسة شركة ثري واي لتداول الأوراق المالية رانيا يعقوب، إن الأزمة بين روسيا وأوكرانيا تعد جزءا من المخاوف التي تسيطر على المستثمرين في بورصة مصر.
وأضافت يعقوب في تصريحات صحفية، أن مخاوف أخرى مثل التضخم وارتفاع الفائدة تسيطر على المشهد، مما أدى إلى مبيعات للمستثمرين الأجانب على مدار الفترة الماضية في الأسواق العربية والناشئة ككل.
وأشارت إلى أن هناك هجرة لأموال الأجانب والصناديق إلى الأصول الأكثر أمانا، وهذا انعكس على صعود الذهب إلى أعلى مستوياته منذ فترة ليصل إلى 1860 دولارا للأونصة.
