بدأت عمليات المطاردة… خسائر أثرياء روسيا تتوالى
يبدو أن الخسائر الاقتصادية التي ربما تشهدها روسيا خلال السنوات القادمة نتيجة للعقوبات التي وقعت عليها على أثر حربها على أوكرانيا، قد امتدت لتطال عدد كبير من أثرياء روسيا الذين تكبدوا خسائر وصلت بالمليارات نتيجة للأحداث العسكرية الأخيرة.
فيما بدأت عمليات مطاردة أثرياء روسيا للتو، فقد صادرت السلطات الألمانية يخت رجل الأعمال الروسي عليشير عثمانوف، الذي يقدر سعره بنحو 600 مليون دولار، وفقا لمجلة فوربس.
وأوضحت المجلة أن سلطات هامبورج صادرت يخت "ديلبار" الذي يبلغ طوله 156 مترا، وكان الاتحاد الأوروبي أدرج عددا من المسؤولين ورجال الأعمال الروس في قائمة العقوبات، بمن فيهم عثمانوف.
واليخت هو جزء من ثروة عثمانوف المقدرة بمليارات الدولارات ، والتي تشمل حصصًا في خام الحديد والصلب العملاق Metalloinvest وشركة الإلكترونيات الاستهلاكية Xiaomi ، بالإضافة إلى مقتنيات أصغر في الاتصالات والتعدين والإعلام.
ويوم الثلاثاء، علق عثمانوف على عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة عليه في بيان إلى الاتحاد الدولي للمبارزة، حيث أعلن أيضًا تنحيه عن رئاسة الاتحاد، وكتب: "أعتقد أن مثل هذا القرار غير عادل ، والأسباب المستخدمة لتبرير العقوبات هي مجموعة من الادعاءات الكاذبة والتشهير التي تضر بشرفي وكرامتي وسمعتي التجارية. سأستخدم جميع الوسائل القانونية لحماية شرفي والسمعة"
وخسر فاحشو الثراء في روسيا، الذين يصنفون بين أغنى 500 شخص في العالم، 83 مليار دولار، منذ بداية العام وحتى الآن، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
ومع شدة الانهيارات، اضطر المركزي الروسي لوقف التداولات في سوق الأسهم الأثنين الماضي، مما يعني أن بعض الخسائر قد تم إبطاؤها- وفقا لبلومبرغ.
وتراجعت أسهم الشركات الروسية المدرجة في لندن، إذ انخفضت أسهم نوفاتيك لإنتاج الغاز، وشركة سيفيرستال لصناعة الصلب، بأكثر من 50% يوم الاثنين بعد أن شددت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى العقوبات.
ومع اليوم الأول للقصف العسكري الروسي على أوكرانيا، الخميس الماضي، كشفت وكالة بلومبرغ الأمريكية عن خسارة أثرياء روسيا بقيمة 39 مليار دولار في أقل من 24 ساعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس شركة النفط الروسية "لوك أويل" وحيد ألكبيروف كان أكبر الخاسرين بين المليارديرات الروس، إذ انخفضت ثروته بمقدار 3.8 مليار دولار أو بنسبة 15.4%.
فيما تراجعت ثروة أليكسي مورداشوف رئيس مجلس إدارة شركة "سيفرستال" بواقع 3.3 مليار دولار (11.3%)، في حين هبطت ثروة سليمان كريموف الملياردير الروسي والعضو في مجلس الاتحاد الروسي بنسبة 2.6 مليار دولار (18.2%).
بينما خسر فلاديمير ليسين المالك الرئيسي ورئيس مجلس إدارة "NLMK" نحو 2.5 مليار دولار (8.3%) خلال تعاملات أمس الخميس.
وتراجعت بورصة موسكو الخميس الماضي بنسبة 33.28%، وجاء ذلك في ظل تطور الأوضاع في أوكرانيا، إذ أعلنت روسيا الخميس عن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا بهدف حماية دونباس.
إلى جانب هذا أغلق الباب أمام أثرياء روسيا في شراء عقارات راقية في لندن، وذلك بعد تشريعات التتبع السريع في المملكة المتحدة التي تلزم مالكي العقارات الأجانب بالكشف عن هوياتهم، بدلاً من الاختباء وراء شركات قابضة.
يأتي ذلك، فيما اعتمد الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين الماضي، عقوبات على بعض أصحاب الثراء الفاحش في روسيا، بما في ذلك قطب صناعة المعادن، أليشر عثمانوف ومالكو مجموعة ألفا، ميخائيل فريدمان، وبيتر أفين، وقطب صناعة الصلب، أليكسي مورداشوف.
يعاني اقتصاد روسيا الذي تبلغ قيمته 1.5 تريليون دولار بالفعل من العقوبات التي استهدفت البنوك الرئيسية، وقد تمنع بوتين من الوصول إلى الجزء الأكبر من احتياطيات البنك المركزي، التي تزيد عن 640 مليار دولار، أحدثت هذه القيود اضطراباً في أسواق البلاد، وكان لها تأثير سلبي على بعض أكبر ثرواتها.
وألقت الأزمة بظلالها على رومان أبراموفيتش، أحد أكثر المليارديرات شهرةً، ويملك عدد من الأصول من بينها حصة في شركة صناعة الصلب "إيفراز" (Evraz) ونادي تشيلسي لكرة القدم، الذي سلم إدارته لأمناء المؤسسة الخيرية للنادي الإنجليزي الممتاز لكرة القدم السبت الماضي، وقالت متحدثة إن أوكرانيا تواصلت معه أيضاً للمساعدة بالتوسط في سلام مع روسيا.
ولــ "أبراموفيتشمن" أصول الأخرى تقع أيضاً خارج روسيا أو مدرجة في البورصات الأجنبية، وحصته في "إيفراز" (Evraz) مدرجة في لندن، وكذلك الحال بالنسبة لشركات الطاقة "فيلوسيز" (Velocys) و"إيه إف سي إينرجي" (AFC Energy)، في حين أن حصته في شركة التقنية "يانديكس" (Yandex) مدرجة في الولايات المتحدة.
وتبلغ ثروة أبراموفيتش، الذي يبلغ عمره 55 عاماً، وغير المدرجة حالياً على قائمة عقوبات المملكة المتحدة، حوالي 13.9 مليار دولار، وانخفضت بنحو 5 مليارات دولار هذا العام، وفقاً لمؤشر بلومبرج للثروة.
