علاقات من القرون الوسطى أفسدها تدخل الغرب ..دليل الأزمة الروسية الأوكرانية

2022.03.02 - 07:44
Facebook Share
طباعة

 من اليوم الاول للأزمة الأوكرانية –الروسية، عمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلي الإشارة إلي الشعب الأوكراني والروسي على اعتبارهما شعب واحد، وهو التعبير الذي لم يخالف الواقع بصورة كبيرة، فكلاً من الدولتين ارتبطتا سوياً من القرون الوسطي، إلا أن تطلع الحكومات الأوكرانية إلى الجانب الغربي تسبب في خلافات كثيرة بين الدولتين تسببتا في الحرب الدائرة حالياً.

كانت أوكرانيا وروسيا داخل منطقة التوسع السلافي في القرون الوسطي، فكانتا ضمن دولة "روس كييف" التى انهارت في القرن الثاني عشر الميلادي، لتدخل منطقة أوكرانيا تحت سيطرة العديد من الدول من بينها الدولة العثمانية، وتحالف المملكة البولندية ودولة ليتوانيا، والقيصرية الروسية.

بعد مجموعة من الحروب التى وقعت في القرن السابع عشر الميلادي، تخلت بولندا عن سيطرتها على الاراضي الأوكرانية لصالح روسيا، مع دفع تعويض عن ذلك.

وحتى انهيار الاتحاد السوفيتي لم تحصل أوكرانيا على حكم مستقل سوى لمدة لا تتجاوز اربع سنوات، هي الفترة ما بين 1917 وحتى 1921، بعدها تم ضمها إلى الاتحاد السوفيتي.

وفي التسعينيات من القرن الماضي، كانت روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا من الدول الثلاث التى تسببت في حل الاتحاد، إلا أن روسيا حاولت الابقاء على الصداقة بين الدول الثلاثة من خلال شحنات غاز بأسعار رخيصة، وتأسيس رابطة دول الدول المستقلة من الاتحاد السوفيتي.

خلال فترة التسعينيات لم تحدث أزمات بين روسيا وأوكرانيا التى على عكس جارتها "[بيلاروسيا" اتجهت إلى الغرب، حيث اعترفت روسيا عام 1997 بحدود أوكرانيا، وضمت شبه جزيرة القرم، التى يعيش بها أغلبية روسية.

بدأت أولى الازمات الدبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا في 2003، مع بناء روسيا لسد في مضيق كريتش، وهو ما تم اعتباره محاولة لإعادة ترسيم الحدود بين البلدين، إلا أن لقاء بين الرئيس الروسي والأوكراني أنهى الازمة.

زادت الأزمة بين الدولتين في 2004، مع الثورة البرتقالية، و فوز فيكتور يوشتشينكو المقرب من الغرب برئاسة أوكرانيا، وبسبب التوترات قطعت روسيا امدادات الغاز عن أوكرانيا مرتين في 2006 و2009.

ومع تولي جورج بوش الابن رئاسة الولايات المتحدة الامريكية، ازدادت الازمة مع محاولات الرئيس الأمريكي في ضم أوكرانيا وجورجيا لحلف شمال الاطلسي، وهو ما يهدد الامن الروسي، وهو ما دفع موسكو إلى الاعلان بانها لا تقبل الاستقلال الكامل لأوكرانيا.

في 2013، وقعت أوكرانيا اتفاق تعاون مع الاتجاد الاوروبي، وكرد فعل ضيقت موسكو على الوارادت إلي أوكرانيا، مما دفع الرئيس الأوكراني حينها يانوكوفيتش إلى تجميد المعاهدة، فانطلقت الاحتجاجات ضده ليهرب إلى روسيا بعدها.

في 2014، ومع فراغ السلطة في كييف، قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم لها، وصوت السكان الذين ينتمي أغلبهم إلى روسيا على الانضمام إلي روسيا الإتحادية، ورفضت أوكرانيا الاعتراف بهذا التصويت، في الوقت الذي أعلنت فيه جمهوريتان شعبيتان في دونيتسك ولوهانسك استقلالهما عن أوكرانيا.

وتتهم "كييف" روسيا بدعم الانفصاليين في الدولتين عسكرياً، مما قوض قدرتها على دحرهم، وهو ما نفته موسكو، ومنذ عام 2015 تتهم الحكومة الأوكرانية القوات العسكرية الروسية بأنها تدعم الانفصاليين بقوات عسكرية لا تحمل شارات تعريف عقب كل هزيمة للجيش الأوكراني، ورغم توقيع الجبهتين اتفاق "مينسك 1" و"مينسك 2" إلا أن الاتفاقين لم يتم تنفيذ بنودهما حتى الآن.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 4