كتبَ يوسف رزقة: ما الأخطر في حرب أوكرانيا؟

2022.02.28 - 06:45
Facebook Share
طباعة

 ثمة ما يلفت النظر في الأخبار التي تتحدث عن الحرب في أكرانيا. أول ما يلفت النظر تلك الأرقام التي تتحدث عن الخسائر البشرية والعسكرية من الطرفين، وبالذات الطرف الروسي المهاجم، حيث ترى المصادر الأمريكية أن خسائر القوات الروسية كبيرة، وأداء الجيش الأوكراني تجاوز ما كان متصورا قبل بدء الحرب! الخسائر الكبيرة خطر يهدد بتطور الحرب.


وثاني ما يلفت النظر هو إعلان رئيس أوكرانيا عن إنشاء فرقة من المتطوعين الدوليين لدعم الجيش الأوكراني، والكلام في هذا التصريح موجه لدول الغرب، التي تعرب عن مساندتها لأوكرانيا، حيث يقول لهم هذا هو الطريق للدعم، وهذا فيه خطر كبير أيضًا.


وثالث ما يلفت النظر هو توزيع حكومة أوكرانيا السلاح على المواطنين لإنشاء مقاومة شعبية تدعم الجيش الأكراني. ورابع ما يلفت النظر هو إعلان بوتين عن تعبئة قوات الردع النووي الروسي لحماية البلاد، ووضعها في جاهزية عالية!


هذه الأخبار الأربعة على وجه الخصوص، وغيرها على وجه العموم، تشير إلى خطورة الحرب، وخطورة تداعياتها، وتعطي ترجيحا للرأي الذي يقول إن حرب استنزاف طويلة الأمد بدأت، وهذا ربما يفسر حالة الموقف العسكري الأوكراني الذي يصر على المقاومة رغم الفارق الكبير في قوة النيران بين الطرفين. وفي ضوء ما تقدم أقول:


إذا كانت ثمة إرادة قتال عند الجيش الأوكراني، والشعب الأوكراني، بقيادة حكومة زيلنسكي، وإذا تدفقت إمدادات سلاح غربية متطورة على أوكرانيا، وإذا تم فعلا إنشاء فرقة متطوعين دوليين من المعادين لروسيا بشكل مبدئي، فإن الوضع خطير، والأخطر هو تعبئة الردع النووي ورفع جاهزيته!


فإن القادم فيما يبدو ولا نرجو، أخطر من الذي مضى في الأيام الأربعة، وإنه لا حل لتجاوز الأخطار المحتملة غير بدء محادثات بين روسيا وأكرانيا، بما يسمح بتجميد الأعمال القتالية، ونزع فتيل حرب واسعة النطاق، لأن الحرب الدائرة بدأت فيما يبدو من التخطيط والاستراتيجيات أنها تتجاوز أوكرانيا. هذا والغرب فيما أفهم من سياسته وسياسة أمريكا يقوم على رؤية بعيدة المدى. الغرب لا يريد لبوتين أن يحقق انتصارا في أوكرانيا، وسيعمل على رفع التكلفة بشكل باهظ، والغرب يعمل على إيقاف طموحات بوتين في مناطق وقضايا أخرى، وفي محاولة صناعة إمبراطورية روسية.


هناك من ينظر للأداء الأمريكي والغربي على أنه ضعيف، والمعطيات المتعجلة والمنظورة تؤيد هذا الاستنتاج، ولكن من تعمق الوقائع والسياسات يقول بخطورة ما يبدو ضعيفا في نظر آخرين، لأن الأداء الغربي الأمريكي يقوم على المكر، والخداع، وطول النفس، وامتلاك الأفضلية بجمع النقاط، وليس بالضربة القاضية. الضربة القاضية تعني حربا عالمية، هم لا يبحثون عنها، ولكنهم يبحثون عن إضعاف وإنهاك للدولة الروسية، وهذا يتحقق بطول الحصار والاستنزاف!


ولا حل بغير المفاوضات المبكرة، وفيما مضى من خسائر يكفي لبدء التفاوض.

 

 

 المقال لا يعبّر عن رأي الوكالة وإنما يعبّر عن رأي كاتبه فقط


Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 2