المجتمع السوري بين السياسة ولقمة العيش

2022.02.24 - 01:38
Facebook Share
طباعة

عقدت طاولة مستديرة في مقر الأكاديمية السورية بدمشق تحت عنوان: أزمة الحوار في المجتمع السوري: رؤى سياسية واجتماعية"، في 20 شباط الجاري.
وتناولت الطاولة الحديث عن الجانب السياسي لأزمة الحوار في المجتمع السوري والذي قاده الباحث والأكاديمي الدكتور عقيل سعيد محفوض انطلاقاً من ملاحظته غياب الحوار الاجتماعي في سوريا، إن كان قبل الحرب أو خلالها. بالإضافة إلى غياب الحوار السياسي في سوريا، الحوار الذي يجب أن يرتبط بفكرة إرادة عامة، ومجتمع يفضي إلى دولة.
"المجتمع السوري واقعة لا تمتلك مبرراتها" .. فكرة صادمة طرحها الدكتور محفوض على الحضور، أعقبها بتساؤلات لا تقل حدّة عن الفكرة ذاتها، من بينها "هل هذا التكوين (المجتمع السوري) هو مجتمع بالفعل؟ هل هذا البناء السياسي هو دولة بالفعل"؟
واعتبر محفوض أنّ الأحداث التي شهدتها سوريا تحيل إلى قابلية اجتماعية لكل ما حدث: " المجتمع كان قابلاً لما يحدث، الدولة كانت قابلة لما يحدث، انطلاقاً من المعنى الذي تحدّث عنه مالك بن نبي، المجتمع عندما ينهار، فإنّ لحظة الانهيار هي تظهير لكل التناقضات والاستعدادات التي كانت موجودة بانتظار الشرارة الداخلية أو الضغوط الخارجية".
وكشف الدكتور محفوض عن نوع من الإعاقة المتبادلة بين المجتمع والدولة. فالمجتمع ببُناه التقليدية يعيق بناء الدولة بمعناها الحديث؛ المجتمع يرى الدولة كائناً غريباً وافداً مع الفترة الكولونيالية. كما أنه، أي المجتمع، يشعر بالخوف من كل مشروع للتحديث.
وأضاف:" على الجانب الآخر، الدولة لم تتكيّف مع المجتمع، بل واعتبرته غير قابل للتطوّر انطلاقاً من مقاومته للتحديث (رفض أنظمة التعليم الحديث مثلاً). هذه الإعاقة أو التضاد في العلاقة بين الدولة والمجتمع يعتبره د. عقيل سبباً ومنتجاً لأزمات اجتماعية عميقة ومتزايدة".
ولعلّ أهم ما ورد في حديث الدكتور عقيل محفوض قوله: "إننا نعيد إنتاج حوارات وأفكار مرحلة ما قبل الحرب ذاتها"، والخطير في الأمر، "مما سيؤدي إلى إنتاج الحالة نفسها".
وفي تلخيص للواقع الاجتماعي السوري اليوم، استغرب محفوض التعاطي مع الواقع الاجتماعي بأدوات غير صالحة، وتحدث عن غياب التيارات والرموز الاجتماعية الفاعلة في بنية المجتمع، وتناول مسألة الخوف الذي اعتبره القائد لكل أنماط الاصطفاف خلال الحرب، ولكل أنماط الخطاب والحوار، تقريبا. كما أشار إلى شعور اللامبالاة والاغتراب الذي جعل المواطن يتخلى عن القضايا الكبرى في المجتمع.
واختتم محفوض حديثه قائلاً: "ماذا يعني الحوار السياسي والاجتماعي لأناسٍ همهم الأساسي هو لقمة العيش؟". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 1