فشل جديد للقبة الحديدية يربك حسابات العدو

2022.02.19 - 11:27
Facebook Share
طباعة

فشل جديد يضاف إلى ملف القبة الحديدية، التي أثبتت فشلها على مدار الأشهر الماضية بعدما فشلت في تنفيذ مهمتها الأساسية وهي حماية الإسرائيليين من صواريخ المقاومة.
حيث أقر جيش الاحتلال بأنه فشل في اعتراض الطائرة المسيرة التي قيل إنها خرقت الحدود أمس الجمعة والقادمة من لبنان، ما تسبب في تفعيل صافرات الإنذار في أجزاء مختلفة من الضفة الغربية المحتلة.
وذكر المتحدث باسم الجيش الاحتلال على حسابه في "تويتر" أن التحقيق الأولي في الحادث كشف أن الطائرة المسيرة الصغيرة رصدت لأول مرة في أجواء لبنان، وهي كانت تحلق صوب الحدود.
وتابع: "بعد خرقها السيادة الاسرائيلية ومع متابعتها عبر أنظمة الرصد تم استدعاء مروحيات وطائرات حربية، كما تم إطلاق صاروخ اعتراض من القبة الحديدية دون تمكنه من اعتراض المسيرة وتم تفعيل الانذارات". وأشار المتحدث إلى أن الطائرة تمكنت، بعد دقائق معدودة، من العودة إلى أجواء لبنان، مشددا على أن الحالة في الجبهة الداخلية لا تزال "اعتيادية وطبيعية".
من جانبه يرى الخبير العسكري المصري، اللواء سمير راغب في تصريح صحفي؛ إن فشل إسرائيل اعتراض مسيرات حزب الله اللبناني، إنما يدل على فشل القبة الحديدية.
وأضاف اللواء المصري أن "الطائرة المسيرة التابعة لحزب الله، مسيرة استطلاع غير مسلحة، بمدى تحليق بدائرة نصف قطرها أكثر من 70 كم ومدى تحليق حوالي 40 دقيقة ، وهي صغيرة الحجم، ذات مقطع راداري صغير، الذي يصعب عملية الكشف الراداري والتتبع، وهذا يعني عدم القدرة على إصابة الهدف.
وأوضح الخبير أنه "لم تنجح منظومة القبة الحديدية في اعتراضها، الأمر الذي دفع الإسرائيليين لإشراك طائرات هليكوبتر مسلحة في محاولة لاعتراضها وإسقاطها بصواريخ جو-جو.
ويشير الخبير العسكري إلى أن كل الجهود "لم تفلح في التعامل معها، وعلى الأرجح سقطت تلك الصواريخ وصواريخ القبة الحديدية في نهاية المطاف ما أدى إلى انفجار وتصاعد الدخان.
وبحسب اللواء سمير راغب فإن "سقوط الصواريخ والانفجارات وتصاعد الدخان أدى إلى تضارب الأنباء حول سقوط المسيرة التي عادت إلى قواعدها في جنوب لبنان".
ويؤكد الخبري المصري أن "نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي يواجه تحديات جديد في مواجهة مسيرات حزب الله.. كشفت المسيرة فشل الدفاع الجوي بتحليقها بهذا العمق وبهذا المدى، دون اعتراض من منظومة الدفاع الجوي ذات الطبقات المتعددة، بما فيها القبة الحديدية، ليضاف لفشل سابق في مواجهة صواريخ ومسيرات المقاومة الفلسطينية في حرب غزة.
وأثيرت في الآونة الأخيرة عدة تساؤلات حول مدى فعالية منظومة "القبة الحديدية" الإسرائيلية، وإلى أي مدى يمكن الاعتماد عليها لحماية إسرائيل، وذلك بعدما قامت الفصائل الفلسطينية بإطلاق آلاف الصواريخ من غزة باتجاه أراضيها.
ووفقا للبيانات الرسمية لجيش الاحتلال، فإن "نظام القبة الحديدية له هدف واحد وهو اعتراض الصواريخ في الجو قبل أن تتمكن من قتل مدنيين إسرائيليين".
ويقول جيش الاحتلال إن المنظومة اعترضت أكثر من 90% من الصواريخ المستهدفة، لأن القبة الحديدية لا تطارد كل صاروخ. لكن في الواقع، وبحسب البيانات الرسمية للجيش الإسرائيلي، دمّر النظام أقل من نصف الصواريخ وقذائف الهاون التي أطلقتها حماس والجهاد الإسلامي.
حبث تم إطلاق أكثر من 3100 صاروخ من غزة منذ بداية الصراع الأخير، في حين فشل نحو 450 صاروخًا منها في اختراق أجواء إسرائيل. ومن بين الـ 2650 صاروخًا المتبقية، تم اعتراض نحو 1210 صواريخ فقط.
الأمر الأسوأ بالنسبة لإسرائيل، أن المسافة الكبيرة التي قطعها الصاروخ من تل أبيب للقدس أحرجت القبة الحديدية، لأنه يفترض أنه كلما زادت المسافة التي يقطعها الصاروخ في الهواء، زادت فرص رصده وإطلاقه.
هذا الفشل ليس الأول للقبة الحديدية التي فشلت قبل فترة في اعتراض صاروخين قادمين من سوريا سقطا بالقرب من المفاعل النووي "ديمونا"، ما طرح وقتها عشرات التساؤلات عن مدى فاعليتها.
وكشف تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي، أسباب عدم إسقاط الصاروخ السوري الذي وقع بالقرب من مفاعل ديمونا النووي.
وأفادت تقارير عبرية، أنه تبين من نتائج التحقيق الأولية التي أجراها الجيش الإسرائيلي، أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية لم تتوفر لديها المضادات اللازمة لإسقاط هذا النوع من الصواريخ، فاضطرت إلى استخدام مضادات أخرى غير ملائمة لهذا النوع من الصواريخ السورية.
إن فشل القبة الحديدية أمر طبيعي، لولا أن إسرائيل تُصر على أنه غير ذلك. لا يوجد نظام دفاع يوفر حماية بنسبة 100%، هناك دائمًا هامش للخطأ يستغله الخصم طول الوقت. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 3