التحالف الدولي سيشيد بنى تعليمية بإشراف قسد وملف داعش يتعاظم

عمر قدور

2022.02.17 - 03:26
Facebook Share
طباعة

 لم تكن أحداث سجن الصناعة وحي غويران مجرد وقائع وّلت وانتهت، بل كانت أشبه بانطلاقة وبداية لعودة ملف يُعتبر الأخطر والأكثر سخونة بالنسبة لجميع الأطراف، سواءً السورية، أو الإقليمية والدولية، وهو ملف عودة تنظيم داعش الإرهابي، إذ يُتهم تنظيم قسد باستثمار هذا الملف لتحقيق مكاسب سياسية بل ومالية أيضاً، لكن تسليط الضوء على هكذا ملف، لم يمنع الناس وخصوم التنظيم الكردي عن إماطة اللثام عن مشاكل كبيرة اخرى لا تقل أهمية، كملف التعليم وسيطرة ما وُصفت بأنها شوفينية عنصرية ضد المكون العربي وبدعم امريكي.

معتقلو داعش والتعاطي الأوروبي

لا يمر يوم إلا ويعلن تنظيم قسد عن تنفيذ عمليات أمنية، سواءً تصفيات أو اعتقالات، وآخر ما وصل من معلومات هي اعتقال شكري كمال الخليل في قرية زعير جزيرة بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش، بالإضافة إلى قـتل المدعو أبو حمزة شامية في قرية جزرة الميلاج بريف دير الزور الغربي، بتهمة المشاركة في عمـليات عسـكرية ضدها بدير الزور.

فيما أكدت مصادر وكالة آسيا للأنباء بأن الشخص الذي تم اعتقاله هو المسؤول عن توزيع الأسلحة والذخائر على خلايا داعش، فيما الشخص المقتول كان هو المسؤول عن التخطيط للعمليات الإرهابية.

بدوره قال مصدر وصف نفسه بالمطلع لآسيا نيوز بأن قسد تحاول المتاجرة بتلك العمليات، كما أن القول باعتقال المسؤول عن توزيع الأسلحة والذخائر على الخلايا النائمة، سيعني حملةً اعتقالات واسعة وكبيرة لا تبقي ولا تذر في الأيام القليلة القادمة، وهو ما نشر المخاوف بين السكان العرب ، إذ أن لقسد سوابق في اتهام كثيرين بانتماء لداعش دون أن يكون ذلك حقيقةً وفق تعبيره.

إلى ذلك تهتم الكثير من الأوساط بدراسة المخاطر والتهديدات المحتملة والناتجة عن الاحتفاظ بآلاف المعتقلين المنتمين لتنظيم داعش الإرهابي في مناطق ضمن سيطرة قسد، حيث يوجد مئات المراهقين في المعتقلات، وهؤلاء باتوا يشكلون خطراً مستقبلياً إذا لم يتم إعادة تأهيلهم .

وتفيد المعلومات الخاصة لآسيا نيوز بأن هناك الآلاف من المنتمين لداعش معتقلين في أماكن أخرى غير مصرح عنها ما يضع إشارات استفهام عن سبب السرية في ذلك؟ فضلاً عن وجود آلاف المعتقلين من النساء والرجال والأطفال الذين لا ينتمون للتنظيم الإرهابي ولكنهم معرضون لتشرب بعض أفكاره، فضلاً عن تولد مشاعر الكره والحقد ضد التنظيم الكردي بسبب الظروف التي يعيشونها في المعتقلات، وهو أحد الأخطار الأخرى التي قد تدفع جزءاً من هؤلاء للانتقام في أي فرصة تسنح لهم.

لكن اللافت في التقارير والمعلومات التي وصلت آسيا نيوز هي أن بعض المنشآت التي يتم اعتقال المنتمين لتنظيم داعش فيها قد بنُيت بأموال أوروبية، مثل الأموال البريطانية، مما قد يشير إلى نية تلك الدول إلى إبقاء هؤلاء الإرهابيين ضمن نطاق الأراضي السورية وعدم الرغبة بإعادتهم لبلدانهم، نتحدث هنا عن المقاتلين الأجانب وهم الغالبية في ذلك التنظيم الإرهابي.

وبالحديث عن مواقف الدول الغربية من تنظيم داعش ومعتقليه لدى قسد، اكدت فرنسا عدم إعادة البالغين من عناصر التنظيم الفرنسيين المحتجزين في مخيمات شمال سورية ، فيما استعادت باريس 350 طفلاً من الأيتام، مع الإبقاء على عشرات النساء اللواتي يحملن الجنسية الفرنسية في اماكن اعتقالهن لدى قسد.

حول ذلك تقول مصادر محسوبة على المجلس الوطني الكردي لآسيا نيوز: إن الدول الغربية كبريطانيا وفرنسا وألمانيا، لا ترغب أبداً بإعادة أي من مواطنيهم الذين التحقوا بداعش، باستثناء أطفال التنظيم الذين باتوا ايتاماً، وأشارت المصادر إلى أن السلطات الأوروبية، ولا سيما الفرنسية، ترفض إعادة الشبان واليافعين كونهم تشربوا الأفكار المتطرفة وتربوا على القتل والدماء، مما يجعل من مهمة إعادة تأهيلهم شبه مستحيلة.

وختمت المصادر لآسيا نيوز بالقول: إن التعاطي الغربي مع ملف منتسبي داعش والمعتقلين لدى قسد، سيكون تحدياً كبيراً على حزب الاتحاد الديمقراطي وكأنه قنبلة موقوتة ستهدد الجميع عرباً وكرداً.

التعليم ملف يشتعل

مشاكل التعليم في مناطق سيطرة قسد ليست بجديدة، لكنها تراكمت حتى أصبحت مشكلة كبيرة لا يمكن التعتيم عليها، حيث يسيطر التنظيم الكردي بشكل مطبق على المؤسسات التعليمية في مناطقه، ويفرض مناهجاً تناسبه، بعضها ينبع من أفكار حزب العمال الكردستاني، وبعضها الآخر متعلق بتاريخ الأكراد في منطقة الشرق الأوسط، مروراً باللغة وعدم الاهتمام باللغة الأم أي العربية، مقابل تكثيف تعليم اللغة الكردية.

في هذا السياق أكد مصادر محلية لآسيا نيوز بأن جهاز الآسايش يطبق قبضته على المدارس والمعاهد، وذلك خوفاً من تشكل أفكار ووعي ما لا يناسب التوجه الثقافي والسياسي والعرقي للتنظيم الكردي.

إلى ذلك انطلقت مظاهرات احتجاجية في محافظة الحسكة، تنديداً بما أسموه الجرائم التي ارتكبها الأمريكي إلى جانب قسد في هدم العديد من المدارس والكليات بذريعة العمليات الأمنية وملاحقة تنظيم داعش الإرهابي.

فيما قال مصدر وصف نفسه بالمطلع أن ما جرى من استهداف للبنى التحتية التعليمية في الحسكة كان مقصوداً، وان المرحلة القادمة ستشهد تشييد مدارس و جامعة تحت إشراف وسيطرة قسد وبدعم وتمول من الدول المنخرطة في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 5