أثر الرفاق في مشاكل تربية الطفل

2022.02.16 - 11:47
Facebook Share
طباعة

للرفاق أثر كبير في نجاح عملية التربية المنزلية وفشلها فإذا ما كان الأهل قائمين بدورهم على أحسن وجه

فإن رفاق الخيرلأولادهم يكرّسون هذه المفاهيم ويطوّرونها عملياً لديهم أما رفاق السوء فإنهم قد يكونون أكثر تأثيراً في الولد فيحرّفونه عن الصراط السوي خاصة وأنهم ألصق بالابن من أهله، وإذا ما كان الأهل مقصرين في التربية أو تاركين لها أو يربون بطريقة منحرفة؛فإن رفاق السوء يساعدون على تفاقم الانحراف لدى هذا الابن وزيادته. في حين أن رفاق الخير قد يكونون أبلغ أثراً في الولد فلا ينفع إهمال أهله وانحرافهم فيخرج ولداً مؤمناً ملتزماً خيّراً صالحاً؛ لذلك على الأهل مساعدة أولادهم وحثهم على اختيار الرفاق الصالحين لما لهم من عميق الأثر عليهم وقد يكون هذا الرفيق أكثر فاعلية في التأثير على ابنهم من المدرسة والبيت وقديماً قال الحكماء: (قل لي من تعاشر أقل لك من أنت) فليس الإنسان إلا من ينسجم معه في الأخلاق والنفسية والأسلوب، ومن خلال رفاق الإنسان يمكن لنا أن نتعرف على شخصيته هو وقد ورد في الحديث عن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه قال: قال عيسى ابن مريم (عليه السلام): (إن صاحب الشر يعدي وقرين السوء يردي فانظر من تقارن) .

فالواضح من الحديث أن للمعاشرة والمصاحبة أثراً كبيراً في بناء الشخصية المتعلقة بالطفل فالولد السيئ يعدي كما المرض المعدي؛ لذا يجب على الكبار اختيار من يقارنون وعلى الاهل أن يسعوا لاختيار أقران صالحين لأولادهم.

والصلاح في الأقران كما هو مطلوب على المستوى الأخلاقي، فكذلك هو مطلوب على المستوى العقائدي والفكري، فكم من أهل متدينين اكتشفوا بعد مدة أن ابنهم أصبح مع الجماعة الملحدة الفلانية أو مع جماعة كافرة كجماعة عباد الشيطان. كل ذلك لأنهم لم يتنبهوا إلى أن ابنهم كان مصاحباً لفرد من هذه الجماعة ورد في ذلك عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: (لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (المرء على دين خليله وقرينه) .

وهذا الحديث الشريف دليل واضح على ترك مصاحبة من يعاني من انحراف في أي مجال من مجالات الحياة سواء في مجال الفكرأو الأخلاق أو الدين. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 3