كتبت آيات الحداد: الأمان والثقة أقوى من الحب

2022.02.14 - 05:50
Facebook Share
طباعة

 الكثير من الشعراء وصفوا الحب بأقوى العبارات والمعاني، والكثير أيضًا وصفوه بأروع الأوصاف، لكن أكاد أن أجزم أن أصدق تعبير وصفي للحب هو مقولة جلال الدين الرومي " بالرغم من أن الحب لا يمكن تفسيره إلا أنه يفسر كل شيء"!


فالحب شعور جميل يعتري الإنسان يجعله يشعر بأنه مُحب للحياة متسامح، لديه شغف بالحاضر والمستقبل، ولكن هل يستمر الحب؟ إجابة هذا السؤال جعلتني أفكر كثيرًا: هل الحب وحده يكفي وأكاد أن أجزم بالطبع لا! فالحب مشاعر جميلة لا يستطيع أحد تفسيرها إلا صاحبها، ولكن الأقوى من الحب هو الشعور بالثقة والأمان!


علماء النفس قالوا إن الحب يبدأ من العقل وليس القلب وهذا حقيقي، فعندما يحب أحد شخصية ما هو يعتقد أنه أحبها قلب ولكن في الحقيقة بدون أن يشعر أحبها عقل، قد يتعامل شخصان مع بعضهما البعض بدون نية الحب ثم عقب فترة يشعر كلاهما أنه أحب الآخر ولكن كيف يتأتى ذلك؟ أو قد لا يدرك الشخص وهو في علاقة أنه أحب الآخر إلا بعد الفراق؟، فالحب الحقيقي يأتي من خلال عدة مراحل وليس ما يطلق عليه الحب من أول نظرة! ففي الحقيقة هو إعجاب من أول نظرة وليس حب!


لذا الكثير يعيشون قصص حب تتجاوز السنوات ثم يصطدم كلاهما في الآخر وتنقلب إلى عداوة أو كره في الكثير من الأحيان! والسبب راجع إلى أن الحب الحقيقي يأتي من خلال أولًا الشعور بالارتياح والقبول وهذه المرحلة أهم مرحلة بل بها تأتي المراحل الأخرى، القبول والارتياح بمثابة شخص طرق على الباب وتم فتح الباب له ثم تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة التعمق في شخصية من أمامك من الباطن وليس الظاهر! فالكثير يدّعون أنهم على معرفة تامة بشخصية من أمامهم ثم سرعان ما يدركون أنهم لا يعرفون هذه الشخصية قط!


فالمعرفة تأتي من الروح أي معرفة الشخص من الداخل ولا أقصد النوايا بل أقصد الشعور بالشخص وهذا الشعور لن يأتي إلا بالتعمق، ثم تأتي المرحلة الثالثة تلقائيًا وهي مرحلة الثقة والأمان وهي أهم وأخطر مرحلة فيها تكتمل القصة أو تنتهي بلا رجعة! فالثقة أشبه بالسلاح الذي يحمله الشخص وقد أعطاه لك فإما أن تكون جديرًا بتلك الثقة أو تصويب السلاح في وجه صاحبه! فالثقة كالرصاصة أن خرجت لا تعود وصعب عودة الثقة في شخص بعد فقدانها! أما الأمان فهو شعور أقوى من الحب! الحب من الممكن أن يكون فيه فرصة تانية أما الثقة والأمان فليس لهم فرصة تانية!


فلا تبحثوا عن الحب الأفلاطوني ولكن ابحثوا عن الراحة والأمان والثقة والاحتواء والاحترام والاهتمام والتقدير وقتها ستصنعون الحب الأفلاطوني الذي يبحث عنه الجميع ولا يجدونه إلا في الأفلام والمسلسلات! ولنجاح أي علاقة ما بين اي اتنين لابد من دراسة عميقة، وهدف تلك الدراسة حتى يتوصل كلا الطرفين إلى كيفية إسعاد كليهما للآخر، ولن تتأتى الدراسة إلا من خلال المعرفة الحقيقية لشخصيتهما وطباعهما وروحيهما ويتم ذلك من خلال رؤيتهما لبعض وليس كما يحدث في يومنا هذا الاكتفاء بوسائل التواصل التي لا تعبر إلا عن القليل، فنظرة واحدة قد تختصر الكثير من المكالمات والرسائل!


فيحتفل الكثير بعيد الحب ولكن القليل فقط من يعيّ معنى الحب، فالحب خلف الشاشات ليس بحب، الحب التقاء روحين قبل أن يكون لقاء جسد، الحب سلام وليس بحرب كما يحدث اليوم، فنشاهد البعض يستحي أن يعبر عن حبه لزوجته في المقابل يستطيع أن يُعلن كراهيته لها والصراخ في وجهها أمام الجميع! لذا أصبح الحب في السر والحرب في العلن!

 

 

 المقال لا يعبّر عن رأي الوكالة وإنما يعبّر عن رأي كاتبه فقط


Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 7