التدريب مع العدو وخلق شرق أوسط جديد

2022.02.11 - 10:40
Facebook Share
طباعة

يشارك جيش الاحتلال لأول مرة في أكبر مناورات بحرية متعددة الجنسيات تقودها الولايات المتحدة في البحر الأحمر، في حين أعلنت تل أبيب استخدام منظومة جديدة لاعتراض الصواريخ بالليزر خلال عام.
وشارك في هذه المناورات 60 دولة من بينهم الإمارات والبحرين اللتين وقعتا منذ أكثر من عام اتفاقا لتطبيع العلاقات مع تل أبيب، إلى جانب مصر والأردن وبنغلاديش وجزر القمر وجيبوتي وعُمان وباكستان والسعودية والصومال واليمن.
وكانت البحرية الأميركية التابعة للقيادة الوسطى أعلنت عن انطلاق أكبر مناورات بحرية متعددة الجنسيات بالشرق الأوسط، تستمر حتى 17 فبراير/شباط الجاري بمشاركة 50 سفينة تابعة لـ 60 ستين دولة ومنظمة دولية.
وتقود هذه المناورات المعروفة باسم "آي إم إكس- 2022" (IMX 2022) بحريةُ القيادة الوسطى الأميركية، بالشراكة مع مناورات تقودها البحرية الأميركية في أوروبا وأفريقيا بالخليج وبحر العرب وخليج عُمان والبحر الأحمر وشمال المحيط الهندي، وفق بيان للبحرية الأميركية.
وحسب البيان، فإن هذه المناورات تتيح للقوات المشاركة فيها اختبار الأنظمة المسيّرة والذكاء الصناعي وتعزيز قدرات القيادة والسيطرة وعمليات الأمن البحري ومكافحة الألغام البحرية.
وأثارت مشاركة سلطنة عمان في هذه التدريبات البحرية جدلا واسعا على موقع تويتر بين من يرفضون مشاركة القوات العمانية في هذه التدريبات، ومن يؤيدونها.
جدير بالذكر أنه أثناء مراسم التوقيع على تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين في أيلول/سبتمبر 2020 ، قال الرئيس الأمريكي وقتها، دونالد ترامب، إن "شرق أوسط جديد" سيبزغ، متوقعاً مبادرة دول عربية أخرى للتطبيع مع إسرائيل "بما فيها الدول الكبيرة".
وقال يومها وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، إن الغاية من معاهدات السلام هو العمل من أجل استقرار المنطقة، مضيفاً أن أي خيار غير السلام سيعني الدمار والفقر والمعاناة الإنسانية، فيما نوّه وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني، إلى أن الاتفاق المبرم خطوة تاريخية في الطريق إلى سلام دائم، وأن التعاون الفعلي هو أفضل طريقة لتحقيق السلام والحفاظ على الحقوق.
وانضم المغرب والسودان إلى قائمة الدول العربية التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في كانون الأول/ديسمبر 2020 وكانون الثاني/يناير 2021، وسط انقسام شديد في الرأي العام.
ورغم استبشار السودانيين خيراً بالمردود الاقتصادي من إزالة اسم بلدهم من قائمة الإرهاب، والذي تحقق بعد تطبيع العلاقة بين الخرطوم وتل أبيب، لم تتحسن أوضاع السودان بالمرة، بل ازدادت الصورة اضطراباً مع انقلاب المجلس العسكري على المكون المدني في السلطة الانتقالية.
وبالنسبة للمغرب فقد تزامن التطبيع مع إقرار الإدارة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء المتنازع عليها مع البوليساريو منذ عقود، لكن حركة حماس عبرت حينها عن "متابعتها بكل استهجان وأسف الإعلان المشترك لتطبيع العلاقات بين المغرب والعدو الصهيوني".
ويبدو أن اتفاقيات التطبيع التي تم توقيعها سواء في العلن أو التطبيع السياسي الموجود دون الإعلام عنه، يمثل تحولاً جيوسياسياً عميقاً في منطقة "الشرق الأوسط" يقوم على إعادة تشكيل وعي المنطقة وثقافتها بما يسمح بدمج "إسرائيل" فيها وتقبّل دورها في المنطقة، دون أي تغيير في سلوكها وسياساتها تجاه الفلسطينيين.
وهو ما كان قد أشار إليه شمعون بيريز في كتابه "الشرق الأوسط الجديد" والذي أكّد فيه ضرورة إقامة علاقات، يكون عمادها العلاقات الاقتصادية، مع بعض الدول العربية لتحقيق "السلام المزعوم" وقبول "إسرائيل" في المنطقة كما هي دون تغيير.
ومنذ طرح مفهوم "الشرق الأوسط" وبدء تداوله السياسي والفكري بكثرة في خمسينيات القرن العشرين، بدأت المخططات الإسرائيلية ترسم ملامح ومعالم هذا الشرق وفق خطط وضعت بشكلٍ محكمٍ وتبنتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وسعت إلى تطبيقها على أرض الواقع من خلال رعايتها لاتفاقيات عديدة بين العرب والإسرائيليين جاءت تحت مسمّيات "اتفاقيات سلام" كان الهدف منها هو فرض هوية جديدة على أبناء الأمة العربية تتلاشى فيها أو تضيع المرجعية العربية لصالح وعاء فضفاض تمت تسميته بـ "الشرق أوسط الكبير" أحياناً وبـ "الشرق الأوسط الجديد" أحياناً أخرى. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 10