خطر يهدد أهم محمية بحرية في شمال لبنان

2022.02.05 - 07:34
Facebook Share
طباعة

 خطر شديد يهدد محمية جزر النخيل الواقعة قبالة شاطئ طرابلس في شمال لبنان، حيث كشفت دراسة أعدها فريق من طلاب الكيمياء في الجامعة اللبنانية الأميركية عن أن "مستويات عالية من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة" المضرة بالإنسان تهدد جزر النخيل المدرجة على قائمة اليونسكو للمحميات البحرية العالمية منذ مارس (آذار) 1992.

وتعتبر المحمية المؤلفة من ثلاث جزر والمعروفة أيضاً باسم جزيرة الأرانب، من أكثر المحميات غنى بالتنوع السمكي والطيور البحرية، وتعيش فيها حيوانات مهددة بالانقراض كالأرانب وفقمة الراهب والسلاحف البحرية وأنواع استثنائية من الفراشات الملونة.

وتشكل جزر النخيل التي تبعد عن شاطئ طرابلس نحو خمسة كيلومترات وتبلغ مساحتها الإجمالية 2.4 كيلومتر مربع تقريباً، موئلاً للطيور المهاجرة وبعض النباتات التي يمكن استخدامها لأغراض طبية وفيها آبار مياه عذبة.

وأظهرت الدراسات البيئية "وجود مستويات مثيرة للقلق من المعادن الثقيلة والنفايات الصلبة والملوثات الكيميائية السامة"، بحسب الجامعة. كما أظهرت نتائج الدراسة "أموراً مهمة لجهة تحديد مستويات عالية من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة المعروفة باسم الفثالات"، تجاوزت معدلاتها "المعايير التي حددتها المنظمات الدولية".

و"يؤدي التعرض المفرط للإنسان لهذه المواد من خلال الابتلاع والاستنشاق وحتى من خلال ملامسة الجلد، إلى كثير من الحالات الصحية"، حسب البيان، ومنها الربو وسرطان الثدي والسمنة ومرض السكري من النوع الثاني ومشاكل النمو العصبي.

وأوضح المشرف على الدراسة أن "التلوث ازداد بفعل الجسيمات البلاستيكية بشكل كبير في السنوات الماضية بسبب غياب الرقابة وسوء الإدارة من قبل الهيئات التنظيمية، ما أدى إلى سرعة انتشار تلوث المياه والتربة والهواء".

ولاحظ الدكتور إلياس عاقوري مشرف الدراسة أن "غياب البنية التحتية الفاعلة لمعالجة النفايات إلى جانب انعدام الرقابة على الملوثات الصناعية والمنزلية المصرفة في البحار والأنهار في لبنان يؤديان وتشير أبحاث علمية إلى أن هناك الكثير من المواد الكيميائية في البلاستيك تعتبر مثيرة للقلق؛ لأنها تترك آثاراً ضارة على البشر على المدى الطويل.

وتواجه الطيور البحرية والسلاحف والدلافين والفقمات مخاطر بسبب المخلفات البلاستيكية، فقد تعلَق بالأكياس البلاستيكية بشكل يعيق حركتها ويمنعها من الحياة بشكل طبيعي، وقد تموت جوعًا، أو تأكل المخلفات البلاستيكية باعتبارها طعامًا.

مع مرور الوقت، تتحلل المخلفات البلاستيكية وتنكسر إلى أجزاء ميكروسكوبية هي مصدر قلق العلماء، إذ أننا لم نتوصل حتى الآن إلى طريقة آمنة للتخلص منها أو تحييد أضرارها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 2