بعد عملية أطمة تحرير الشام تستعد لعرض قادم
عمر قدور
تستمر تفاعلات عملية الإنزال التي نفذتها قوات أمريكية بالتعاون مع التحالف الدولي، وسط معلومات عن اشتراك غير مباشر لتنظيم تحرير الشام الإرهابي، فيما تتوسع التظاهرات الاحتجاجية ضد الأخيرة، وسط حملات اعتقالات كبيرة يشنها التنظيم، إضافةً لورود معلومات إلى وكالة آسيا نيوز تفيد بوجود اتفاق قادم سيُعرض على تحرير الشام، وقد بدأت بتنفيذ بعض خطواته حالياً.
شبهات ولغز حول تحرير الشام
لا زال سكان أطمة وباقي قرى وبلدات ادلب يتحدثون عن عملية الإنزال الجوي التي نفذها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، إذ تحدثت تقارير تقاطعت مع ما روته مصادر أهلية لوكالة آسيا نيوز بأن تنظيم تحرير الشام أغلق الطرق المؤدية إلى مكان اختباء أبو إبراهيم الهاشمي القرشي زعيم تنظيم داعش، حيث تمّ تنفيذ الغارة، وتضيف المعلومات بأن التنظيم كان على علم بعملية الإنزال الأمريكية في أطمة قبل وقوعها بساعة كاملة من بدئها.
إلى ذلك تحدثت أوساط وصفت نفسها بالعليمة بأن تنظيم تحرير الشام تلقى بلاغاً بأن طائرات مروحية أمريكية ستدخل شمال غربي إدلب لتنفيذ عملية أمنية ضد شخصية لا تنتمي للهيئة ومطلوبة دولياً، وقد تم إبلاغ تحرير الشام عَبْر مسؤول ارتباط مع الجانب التركي لتجنُّب وقوع اشتباكات مع القوات الأمريكية.
فيما سُرب عن أوساط موالية لتحرير الشام بأن الهيئة لم تكن على علم بهوية الشخص المستهدف من العملية، إلى ذلك تسببت عملية أطمة بخروج تظاهرات ضد تنظيم تحرير الشام بسبب قيام المهاجمين بخلع حجاب النساء وانتهاك الأعراض والاعتداء عليهن بالضرب، دون أن يفعل التنظيم أي شيء بل وقعت العملية بموافقته ودرايته، فيما تقول مصادر أهلية بأن هناك حالة من الغضب في بين المتدينين في ادلب بسبب اشتراك تحرير الشام بملاحقة من يسمونهم بالجهاديين وتصفيتهم، ومساندة قوات الغرب في ذلك وفق تعبيرهم.
إلى ذلك علمت وكالة آسيا نيوز باحتجاز تنظيم تحرير الشام للطفلة إسراء وهي الناجية الوحيد من عملية الإنزال في أطمة، وسط تساؤلات ما إذا كان سيتم تسليمها لواشنطن أم سيتم تصفيتها منعاً لتسريبها أية معلومات عما جرى.
يُضاف إلى ما سبق وجود شهادات من الأهالي في أطمة ومحيطها، تثبت بأن عناصر تحرير الشام كانوا متواجدين خلال العملية لساعات، حيث تم ضرب طوق أمني يمنع الدخول والخروج حول أطمة، ومما يزيد في الشبهات، هو مقتل أحد عناصر تحرير الشام المدعو أبو صطيف زيدان برصاص التحالف عندما كان متواجد بالقرب من المكان المستهدف.
عرض قادم للهيئة تسبقه الاعتقالات
مع اشتداد حملات الدهم والاعتقالات التي ينفذها تنظيم تحرير الشام في ادلب وريفها، بدأت التظاهرات الشعبية الاحتجاجية تتسع بشكل أكبر، وسط شعارات مناهضة لحكم الهيئة وهجوم لاذع لمتزعمها الملقب بالجولاني.
المتظاهرون في بلدات ادلب، يطالبون تحرير الشام بإطلاق آلاف المعتقلين القابعين في سجونها، ففي بلدة دير حسان خرجت تظاهرة ضمت الآلاف للمطالبة بالمعتقلين ، كما اتهم المتظاهرون تحرير الشام بالعمالة للتحالف الدولي بسبب مشاركته عملية أطمة في التخلص من الإسلاميين.
المخيمات الحدودية بالإضافة لمنطقة كلّلي بالريف الشمالي لمحافظة إدلب شهدت مظاهرات مناهضة لتحرير الشام أيضاً وقد طالب المتظاهرون بضرورة إيقاف ممارسات هيئة تحرير الشام التعسفية تجاه المدنيين في الشمال السوري، بالإضافة للكف عن مداهماتها العشوائية التي من خلالها تقوم باعتقال المدنيين والناشطين.
وسط ذلك بدأ تنظيم تحرير الشام بملاحقة الأحزاب المعارضة له أيضاً، إلى جانب ملاحقة الناشطين والمعارضين المستقلين، فقد تحدثت مصادر خاصة لآسيا نيوز بأن التنظيم بدأ بشن حملة اعتقالات بحق قيادات ومنتسبي ما يُسمى بحزب التحرير الإسلامي.
فيما قالت مصادر خاصة وصفت نفسها بالمطعلة بأن المرحلة المقبلة بالنسبة لتحرير الشام تتمثل بمنع خروج أي صوت معارض لها، لا سيما عبر أحزاب أخرى، وهذا ما يفسر حملة الاعتقالات التي تشنها بحق قياديي ومنتسبي ما يُسمى بحزب التحرير الإسلامي.
وتابع المصدر بالقول: إن هذا الحزب هو أساساً منبثق عن تنظيم الأخوان المسلمين وليس لديه وجود فعلي أو مؤثر على الأرض، وهو يكتفي بطبع المنشورات وإصدار البيانات والنشاط على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف المصدر لآسيا نيوز: إن التعليمات صدرت من الدوحة لتحرير الشام بضرورة عدم وجود أي مظاهر معارضة في ادلب، لأن الفترة المقبلة ستشهد تقديم عرض تسوية طويلة الأمد واختبار لتنظيم تحرير الشام حول قدرته على تطوير نفسه وأفكاره، ولفت المصدر إلى أن من بين العروض القادمة هي تمدد الهيئة في شمال وشرق حلب.
ويردف المصدر: إن حزب التحرير الإسلامي يعتمد على المتعلمين جامعياً في كوادره وقياداته وهو ما يميزه عن بقية التنظيمات وعلى رأسها تحرير الشام، وهو ما أثار حفيظة الهيئة من أن يقوم هذا الحزب الذي بدأ نشاطه يتنامى اجتماعياً من خلق قاعدة شعبية له، بالتزامن مع التظاهرات الشعبية الاحتجاجية التي بدأت تتوسع ضدها في ريف ادلب.
