العنصرية تهمة تلاحق قسد والأخير يتبع استراتيجيات جديدة

عمر قدور

2022.02.01 - 12:23
Facebook Share
طباعة

تتكشف المعلومات يوماً بعد يوم عن أحداث الحسكة وسجن غويران، سواءً لجهة أعداد قتلى قسد، أو لجهة الممارسات العنصرية التي يرتكبها التنظيم الكردي ضد المكون العربي وبوتيرة أكبر مما كانت عليه، يُضاف إلى ذلك تشديد القبضة الأمنية واستغلال المعتقلين العرب في السجون من أجل القيام بأعمال شاقة .
تهمة العنصرية تعود بقوة
لم تُنفى تهمة العنصرية ضد المكون العربي في شرق الفرات عن تنظيم قسد الكردي في أي وقت منذ سيطرته على تلك المناطق، رغم محاولاته تكذيبها عبر إقامة مجالس محلية من ضمنها مسؤولون من العرب، فضلاً عن ضم مقاتلين ضمن صفوفه من المكون العربي أيضاً، لكن أحداث مدينة الحسكة الأخيرة أعادت تلك التهمة إلى الواجهة وبشكل أقوى هذه المرة.
وفي المعلومات الخاصة التي وصلت وكالة آسيا نيوز أن التنظيم الكردي بدأ ببناء جدار فصل بين المناطق التي يسيطر عليها في حي غويران ومناطق سيطرة الحكومة السورية بالحسكة، حيث وصفت مصادر خاصة ذلك الجدار بأنه للفصل العنصري، مؤكدةً أن عشرات الآليات والكتل الاسمنتية ترافقها سيارات همفي الأمريكية بدأت بهذا المشروع.
إلى ذلك اتهمت مصادر أهلية من المكون العربي تنظيم قسد بالتخلي عن مقاتليه من العرب، مقابل التفاوض على المقاتلين الأكراد الذين أسرهم تنظيم داعش الإرهابي خلال أحداث سجن غويران، وأضافت المصادر لآسيا نيوز: أن جميع حراس سجن غويران من مقاتلي قسد هم من العرب، وقد تم أسرهم خلال عملية التنظيم الإرهابي، إذ لم تقم قيادة قسد بأي ردة فعل لطمأنة أهالي هؤلاء الجنود الذين تم أسرهم، فيما تحرك التنظيم الكردي من أجل التفاوض على إطلاق سراح ما يقارب الـ 13 مقاتلاً كردياً تم أسرهم عندما نصب داعش كميناً لهم بمنطقة المقبرة في محيط كراج الحسكة، دون أن يتم التفاوض على أي مقاتل عربي.
إلى ذلك أفادت مصادر آسيا نيوز أن تنظيم قسد بدأ يعتمد على المعتقلين في سجونه، وغالبيتهم العظمى من المكون العربي، في حفر الأنفاق والخنادق والتحصينات، وغيرها من الأعمال الشاقية، حيث يتم حالياً العمل على حفر الأنفاق على طول خطوط التماس مع ما يُسمى بالجيش الوطني المدعوم من أنقرة، وفي المعلومات أيضاً أن عشرات المعتقلين العرب في سجن عايد وسجن الأمن العام في عين عيسى يقومون حالياً بتلك الأعمال الشاقة.
على صعيد آخر ناشدت مصادر أهلية في مخيم مقبرة جزرة البوحميد بريف دير الزور الغربي وكالة آسيا نيوز وجميع وسائل الإعلام والمجالس المحلية و المنظمات الدولية لمساعدتهم بسبب نية قسد إزالة المخيم و المعاملة السيئة التي يتعرض لها النازحين خلال عمليات المداهمة ، حيث تمت إزالة بعض الخيام و مصادرتها .
أحداث الحسكة وتبعاتها
لم تتوقف تبعات أحداث سجن غويران في الحسكة حتى الآن رغم انتهاءها، فقد أعلن تنظيم قسد إلغاء الحظر الكلي عن مدينة الحسكة وسريان الحظر الجزئي في كافة مناطق سيطرتها شرق الفرات، في خطوة وصفها مصدر معني بمتابعة شؤون الأحزاب الكردية، بأنها ردة فعل متوقعة بعد أحداث غويران، ويتابع المصدر لآسيا نيوز: إن قسد بهذه الخطوة فرض حالة طوارئ شاملة على مناطق سيطرته، وسيستغل ما حدث سابقاً في غويران من أجل التذرع بتشديد القبضة الأمنية لاحقاً.
إلى ذلك سربت مصادر خاصة في شرق الفرات أن التنظيم الكردي يقوم خلال اليومين الماضيين بالتباحث مع ممثلي التحالف الدولي من أجل نقل سجون معتقلي تنظيم داعش الإرهابي إلى خارج الحسكة، وإجراء التغييرات في تدابيرها بالتنسيق مع التحالف الدولي، حيث أكدت المصادر أن هوية جميع السجناء موثقة لدى قسد، والمفقودين منهم يبلغ عددهم 223، فيما يبلغ عدد جثث مقاتلي داعش 374 جثة.
وفي سياق متصل أعلن التنظيم الكردي أن حصيلة خسائره في معارك الحسكة بلغت 121 مقاتلا، فيما تساءل معارضون للتنظيم الكردي ما إذا كان هذا العدد هو لعناصرها من الأكراد فقط دون حساب المقاتلين العرب وبقية المرتزقة وفق تعبيرهم.
من ناحية أخرى أكد مصدر خاص في مشفى الحسكة الوطني لآسيا نيوز أن هناك 102 جثة في المشفى لم يتم التعرف على كثير من أصحابها، بينما وصلت 46 جثة إلى عين العرب، مما قد يرفع التوقعات بأعداد قتلى قسد إلى أكثر من 400 قتيل.
وفي سياق آخر أشارت مصادر وصفت نفسها بالمطلعة إلى أن مقاتلي داعش الموجودين في سجون قسد حالياً موزعون على خمسين جنسية، بين العرب والأجانب، ورغم أن هناك مطالبات بمحاكمة هؤلاء في دولهم، إلا أن التنظيم الكردي لا يلقي بالاً لتلك الدعوات معتمداً في ذلك على دعم التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، ما يثير الشبهات، ما إذا كان يُراد استخدامهم لاحقاً واستثمارهم لتعزيز موقع قسد التفاوضي مع دمشق وأنقرة . 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6