أرقام مرعبة… مبادرات تشريعية وحقوقية للتصدي لظاهرة الابتزاز الإلكتروني في مصر

2022.01.26 - 03:46
Facebook Share
طباعة

بعد أسابيع قليلة من انتحار الطالبة بسنت على أثر واقعة الابتزاز التي تعرضت لها، أقدم طالب مصري على ابتزاز طفلة بالصف الثالث الإعدادي من خلال حساب مجهول على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي التفاصيل، قام طالب بمحافظة المنوفية بابتزاز طالبة بالصف الثالث الإعدادي من خلال صور مفبركة من خلال حساب مجهول.

وقام والد الفتاة، م غ، يعمل سائقاً ٤٠ عاماً، بالتقدم ببلاغ إلى قسم الشرطة بمدينة شبين الكوم، التابعة بمحافظة المنوفية، يتهم فيه مجهولا قام بابتزاز ابنته عن طريق الإنترنت من خلال حسابات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن جهتها ألقت قوات أمن المنوفية القبض على طالب يبلغ من العمر 15 عاما ومقيم في نفس القرية ميت موسى، وذلك عقب قيامه بعمل حساب خاص مجهول لابتزاز طالبة بالصف الثالث الإعدادي.

وأصبح الابتزاز عبر الإنترنت من أكثر الجرائم التي تتناولها أخبار الحوادث في مصر، الأمر الذي يتمثل في صور وفيديوهات فاضحة لاستغلال فتاة بهدف الحصول على مكسب مادي، وأحياناً جنسي.

وترى الدكتورة هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع بجامعة بنها،إن أول خطوة يجب على الفتيات الانتباه لها هي عدم وضع أي صور خاصة على الهاتف المحمول، فهناك من يضعن صور لهن على الهاتف معتقدين أن أحدا لن يراها وهذا غير صحيح، كما لا يجب إعطاء الثقة لأي أحد، وعدم الخوف طالما لم نرتكب أخطاء وأي خوف نتغلب عليه بالقوة الشخصية أو العناصر التي يمكن أن تدعمنا حتى في حالة ارتكاب الخطأ.

وأوضحت أن المبتز يعتمد على ضعف الضحية أو استسلامها، وهنا حال تعرض فتاة للابتزاز يجب عليها أن نستمد قوتها من شخصيتها إن استطاعت، بردع المبتز وتهديده بالإبلاغ عنه، أو إبلاغ الأهل والاستقواء بهم، وهنا أنصح الأهل بمساعدة أبنائهم عند وقوعهم في مشكلة قبل حسابهم ولا يبدؤون بالحساب مباشرة.

وبينت أن: "أي ضحية بشكل عام تتعرض في أي وقت للابتزاز يجب عليها التعامل بقوة لإثبات براءتها، وفي حال كانت أخطأت يجب أن تواجه الخطأ وتعترف به ومن ناحية أخرى يجب أن يرحمهم المجتمع في التعامل مع مثل هذه الحالات".

وشددت على أن: "الأسرة يجب أن تحتوي الأبناء وتبني حوارا معهم، وتضع محاذير وخطوط حمراء، فالحرية المفرطة تؤدي لسلبيات بالنسبة للأبناء، لأنهم يعانون من ضعف الخبرة، وضعف المهارة، وصغر السن، وهي عوامل تلعب أدوارا كبيرة، وهنا يجب على الوالدين عدم ترك أدوارهم وإدراك أهمية الاقتراب منهم، ومتى يمكن الاستعانة بشخص يكون قناة اتصال بيننا وبين أولادنا حتى نسهل التفاهم معهم".

وأشارت إلى أن "المجتمع غالبا لا يرحم الضحية، ويتعامل بحالة من الأنانية الشديدة حيث لا يقوم أحد بتخيل نفسه في ذات الموقف".

وعلى رغم وجود مواد قانونية تُقر عقوبات واضحة على المتهمين بـ "الابتزاز" عبر مواقع التواصل، فإن واقعة انتحار بسنت " فتاة الغربية"، دفعت الكثيرين إلى التأكيد على كون تلك العقوبات "غير كافية" لتمثل رادعا حقيقيا عن ارتكاب تلك الجرائم.

حيث تقدمت النائبة آمال عبد الحميد، عضو مجلس النواب عن محافظة الغربية (التي شهدت واقعة الانتحار الأخيرة)، بمقترح برلماني لتشديد العقوبة في جرائم "الابتزاز الإلكتروني".

وبحسب ما أعلنته النائبة البرلمانية عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فإن مقترحها جاء بعد انتشار جرائم الابتزاز الإلكتروني بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة مع انتشار وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات وإساءة استخدامها من قبل البعض في جرائم مستحدثة.

واعتبرت النائبة البرلمانية أن العقوبات الحالية "غير كافة" كما أنها "لا تحقق الردع المرجو منها"؛ ذلك أن المادة 25 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات تحدد عقوبات بالسجن مدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز الـ 100 ألف.

ومن جانبها، أشارت النائبة البرلمانية المصرية ميرفت عبد العظيم إلى ضرورة تغليظ العقوبات عبر مواد قانونية متكاملة تضع عقوبات صارمة ورادعة لجرائم الابتزاز الإلكتروني، موضحة في الوقت نفسه أن "جرائم الابتزاز الإلكتروني هي من أكثر الجرائم التي تشهدها مصر، وتشكل عبئا كبيرا على الأجهزة المعنية، وكذلك جرائم الفبركة والتهديد وانتهاك الحرية الشخصية والتصوير بدون إذن وغير ذلك".

وإلى جانب التحركات التشريعية للحد من ظاهرة الابتزاز الإلكتروني، كثفت مواقع إلكترونية جهودها لفضح المبتزين وتعقبهم، مثل صفحة "قاوم" التي أسسها مدير تسويق مصري ويسعى من خلالها إلى إنقاذ ضحايا الابتزاز الجنسي.

ويقول القائمون على الصفحة إنهم يتلقون قرابة 500 حالة بشكل يومي ويعملون على حل نحو 200 حالة أسبوعيا. ويشيرون إلى أن الأمر قد يستغرق ما بين ساعات وأسبوع حتى يتراجع المبتز عن تهديده.

ولا توجد إحصاءات رسمية عن معدل جرائم الابتزاز الإلكتروني، لكن دراسة أعدتها لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب المصري، كشفت عن أن شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) عام 2018 شهدا تقديم 1038 بلاغاً بجريمة إلكترونية، منها جرائم ابتزاز إلكتروني.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 5