أزمة تعليم شرق سورية و ‏‎الأطفال أبطال في الشمال

عمر قدور

2022.01.14 - 04:32
Facebook Share
طباعة

 تستمر المعاناة الانسانية للسوريين في شرق الفرات وادلب ومخيم الركبان في الجنوب، مقومات الحياة غير متوفرة، والتعليم بات مهددا، اما الاعتقالات فلا تزال تسير كما لو انها سيل في منحدر. 

الاطفال ابطال مأساة في الشمال

لا يخلو يوم من حوادث واخبار تواكب معاناة الناس في ادلب ودرع الفرات، فما بين القرارات الصادرة عن الفصائل المسيطرة والواقع المعيشي المتأزم يجد الناس انفسهم داخل سجن كبير وفق وصف بعض المصادر الاهلية لمراسل اسيا نيوز في الشمال. 

في سياق الاحتجاجات الشعبية على قرارات الفصائل المسيطرة بالشمال، اعلن ما يسمى بالمجلس المحلي في مدينة ‎مارع بريف حلب الشمالي عن استقالته بكافة اعضائه واركانه ورئيسه على خلفية مشكلة غلاء الكهرباء. 

وتعليقا على ذلك قال احد اعضاء المجلس لوكالة آسيا نيوز: مادفعنا للاستقالة هو عدم رغبتنا بالانسلاخ عن معاناة اهلنا، ولقد تقدمنا بالتماس من احل ابقاء اسعار الكهرباء على حالها، لكن على مايبدو فان مصالح بعض القادة التي تتقاطع مع اصحاب الشركات التركية، مما دفعهم لرفض التماسنا، لنجد انفسما مجبرين على الاستقالة والانحياز للناس لا الى قادة الفصائل وشركائهم وفق تعبيره. 

على صعيد اخر افادت مصادر اسيا نيوز في ادلب، بأن عناصر تحرير الشام يلاحقون الاطفال الذين يقومون بتهريب كميات قليلة من مادة المازوت والتي يشترونها من مناطق قسد، واكدت المصادر ان كل طفل لا يمكنه حمل اكثر من ١٠ ليترات ورغم ذلك يتم توقيفهم وضربهم وتخويفهم. 

وتضيف المصادر: ان هؤلاء الاطفال يخرجون في اوضاع مناخية قاسية من اجل تأمين مربح ليرتين تركيتين فرق السعر بين شرق الفرات وادلب، هذا يعكس الواقع المأساوي الذي تعيشه العائلات بريف ادلب، ليبقى هؤلاء الاطفال ابطال المأساة تختم المصادر حديثها. 

وفي سياق كتصل اكدت مصادر اسيا نيوز المحلية في ادلب بأن امنيي تحرير الشام كثفوا دورياتهم الثابتة في المناطق الحدودية بين ادلب ومناطق قسد، كما انهم يمنعون الناس من ادخال المازوت معهم رغم انه بكميات قليلة وغالبيته للتدفئة لا للتجارة.

شرق الفرات اعتقالات وازمة تعليم

يستمر عناصر تنطيم قسد بشن حملة مداهمات واعتقالات، منذ اشتعلت نيران الاحتجاجات لسكان المنطقة ضد الواقع المعيشي وقرارات الادارة الذاتية التي يقف ورائها التنظيم الكردي. 

في هذا السياق قالت مصادر اسيا نيوز بدير الزور ان قسد اعتقلت عشرات الشبان من بلدتي  الصعوة ومحميدة  بريف دير الزور الغربي، بسبب مشاركتهم بالمظاهرات الاحتجاجية. 

فيما اكدت مصادر محلية من قرية السويدية بريف الرقة ان احد ابنائها الذي تم الافراج عنه بعد اعتقاله مع اخرين قد اكد تعرضهم للضرب والاهانة، واشارت المصادر ان عناصر قسد والاسايش مصرون على ملاحقة كل من شارك بالمظاهرات، وهم حاليا يجمعون المعلومات تحضيرا لحملات اعتقال جديدة وفق قولها. 

لم تقتصر مناطق قسد على القمع وملاحقة الناس، اذ تعيش تلك المناطق مشكلة اخرى، تضاف الى الواقع المعيشي السيء وواقع الحريات المتهتك، وفق تعبير مصدر خاص لاسيا نيوز وصف نفسه المطلع. 

اذ قال المصدر للوكالة: هناك مشكلة كبيرة لا تقل خطورة عن الاعتقالات والفقر، وهي مشكلة التعليم، الذي يعاني الفساد والمحسوبية، اضافة للمناهج الكارثية ، وضألة اعداد الاطفال الذين يتلقون تعليماً، و لليوم هناك معلمون بدون رواتب منذ شهور. 

ويضيف المصدر: يتم اجبار المعلمين على الخضوع لدورات   مغلقة برعاية حزب الاتحاد الديمقراطي، يلقنون فيها محاضرات عن فكر عبد الله اوجلان، ومن لا يخضع للدورة لايحق له التدريس، فضلا عن المناهج الساذجة والركيكة، وقرار ألغاء امتحانات التاسع والبكاوريا الاخير، ما يجعل اجيالا من اطفالنا شبه معدومة التعليم، فلا تنظيم، وتخبط في هوية وثقافة المناهج.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10