قطاع الاتصالات والانترنت في لبنان بين الإفلاس وارتفاع الأسعار

2022.01.12 - 10:34
Facebook Share
طباعة

مازال منحنى الدولار يشهد تصاعدا ملحوظا أما الليرة اللبنانية، وصلت إلى متوسط 30000 ليرة للدولار الواحد، في المقابل ظلت تسعيرة فواتير الاتصالات المحلية والدولية وخدمة الإنترنت يتم حسابها على أساس 1500 ليرة، الأمر الذي قد يهدد شبكة الاتصالات في لبنان.

من جانبه أكد عماد كريدية، المدير العام لهيئة "أوجيرو"، الذراع التنفيذية لوزارة الاتصالات في لبنان، في تصريحات صحفية، أن "أوجيرو" تحتاج يومياً إلى ما بين 60 طناً من المازوت و70 لتشغيل المولدات الخاصة بشبكة الاتصالات وإيصالها إلى 303 سنترالات تملكها الهيئة على كامل الأراضي اللبنانية. في وقت يتراوح سعر طن المازوت بين 560 دولاراً و610 دولارات. وهو رقم مرشح للارتفاع مع ارتفاع أسعار النفط عالمياً.

ولفت إلى أن "أوجيرو" تحتاج إلى مبلغ يتراوح بين 1.2 مليار ليرة و1.5 مليار ليرة لتشغيل المولدات.وأضاف كريدية أن أوجيرو تدفع مبلغ 6 ملايين دولار سنوياً لاستجرار الإنترنت من أوروبا وأميركا، كتكاليف لخدمة 800 ألف مشترك بالهاتف الثابت و450 ألف مشترك بخدمة الإنترنت.

وبحسب كريدية، فإن الاستمرار في تحصيل الفواتير على سعر صرف 1507 ليرة مقابل الدولار الواحد، لم يعد منطقياً في وقت تخطى سعر الصرف في السوق الموازية الـ30 ألفاً للدولار الواحد، وهو السعر الذي يُعتمد لشراء المحروقات وقطع الغيار واستقرار الإنترنت.

ولضمان استمرارية القطاع، بات لزاماً زيادة التعرفة، لأن هذا الأمر يحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء.

ويرى كريدية في هذا الإطار، أنه بناء للمحاكاة التي جرت بين هيئة "أوجيرو" ووزارة الاتصالات كي تؤمن الهيئة مصاريفها، فإن احتساب الدولار يقدر على أساس سعر صرف بين 4 و8 آلاف ليرة.

وتشهد مناطق مختلفة في لبنان تراجعا في مستوى خدمة الإنترنت، وجرى التحذير في أكثر من مناسبة من انقطاع الخدمة كليا بسبب نقص الوقود. ويدعم مصرف لبنان قطاع الاتصالات لإبقاء تسعيرة الخدمة على السعر الرسمي للصرف وهو 1515 ليرة لبنانية مقابلة الدولار، في حين أن الكثير من مستلزماته تدفع بسعر السوق السوداء.

بدوره، أكد رئيس تجمع شركات مقدمي خدمة الإنترنت روبير صعب على أن شركات مقدمي خدمة الإنترنت تضطر إلى سداد كل التكاليف والأعباء بالدولار، سواء لشراء المازوت لتشغيل المولدات بتكلفة زادتها بنسبة 500 في المئة، أو للقيام بأعمال الصيانة ونظام الحماية من الهجوم السيبراني التي تدفع أيضا" بالدولار.

مشيرا إلى إن الشركات لم تعد قادرة على تحمل أعباء تغير سعر الصرف. وتوقع أن يتراجع عدد المشتركين الذين يصلون إلى 800 ألف مشترك لدى شركات مقدمي خدمة الإنترنت الـ 120 عند رفع التعرفة.


يذكر أن لبنان قد شهد احتجاجات في تشرين أول/أكتوبر الماضي، بسبب اقتراح ضريبة على اتصالات تطبيق "الواتساب" تصل إلى 6 دولارات شهريا".

وأصبحت الحكومة اللبنانية أمام خيارين إما الاستمرار في دعم قطاع الاتصالات والإنترنت واستنزاف الإحتياطي من مصرف لبنان أو فقدان الخدمة.

والخيار الثاني يعني عمليا أن أسعار هذه الخدمة ستزداد، مما يعني إلقاء مزيد من الأعباء على اللبنانيين الذين يعانون من أزمة اقتصادية خانقة منذ 2019 طالت شتى مناحي الحياة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 8