الفساد والتصفيات فكي كماشة يحاصران سكان الشمال السوري

عمر قدور

2022.01.06 - 12:50
Facebook Share
طباعة

بالتزامن مع تطور المشهد الميداني في ادلب، حيث تزداد وتيرة الغارات الروسية على أهداف تتبع فصائل متطرفة هناك وما رافقها من اتهامات المعارضة لموسكو بالتسبب بأزمة مجاعة وعطش محتملة ، يتصاعد منسوب الغضب بين سكان الشمال السوري في ريف حلب وادلب، بسبب واقعهم المعيشي، ففي الشمال تتحكم الشركات المملوكة لأتراك ومعارضين برقاب الناس، وفي ادلب هناك فساد وحرب تصفيات بين التيارات المتشددة.

سكان ريف حلب متخوفون من الشركات

لم يكد يستوعب سكان ريف حلب ومناطق ما تُسمى بدرع الفرات قضية انخفاض الليرة التركية وما تبعها من ارتفاع جنوني للأسعار، حتى تلقى هؤلاء صدمة أخرى تمثلت بمضاعفة أسعار الكهرباء، مما أدى إلى خروج مظاهرات شعبية احتجاجاً على ذلك.
وفقاً لهذا المشهد تتضارب الاتهامات، إذ يرى بعض السكان في مارع أن الأتراك الذين يشبكون مع قادة الفصائل حولوا الريف الحلبي إلى منطقة استثمارات باتوا هم وكلائها الحصريين على حساب الناس، وفق قولهم لمراسل آسيا نيوز في الشمال السوري.
فيما قالت مصادر أهلية في عفرين لآسيا نيوز بأن المجالس المحلية تتحمل جزءاً كبيراً بشأن ما يحصل، كونها المسؤولة عن توقيع العقود والمناقصات، ولوحت تلك المصادر بوجود صفقات فساد كبيرة وعمولات .
في السياق ذاته قال مصدر ينشط بالمجتمع المحلي في اعزاز أن الشركات التركية الخاصة هي من تسيطر على الكهرباء في مناطقهم، وأضاف المصدر الذي فضل عدم كشف هويته قائلاً لوكالة آسيا: هناك إشارات استفهام حول الشركة السورية التركية للطاقة الكهربائية STE حيث يتشارك فيها رجال أعمال أتراك إلى جانب قادة بعض الفصائل المتنفذين فضلاً عن وجود بعض مسؤولي الحكومة المؤقتة كأصحاب أسهم فيها.
إلى ذلك عبر أهالي اعزاز عن مخاوفهم مما سيلحق بهم في المستقبل، إذ يرى هؤلاء بأنه قد تم تركهم فريسة للشركات الخاصة، معتبرين أن الشركات والمؤسسات المتعددة الجنسية بين أتراك وسوريين معارضين هي من تقرر مصير معيشة الناس ليس فيما يتعلق بالكهرباء فقط بل فيما يخص كل القطاعات الخدمية الأخرى، والاستيراد والتصدير والمعابر.

غضب شعبي يحرج الجولاني وهيئته

ترتفع الأصوات التي تعلن معارضتها لتنظيم تحرير الشام الإرهابي، إذ تتهم بعض الأصوات تلك الهيئة بأن لها دوراً في تصفية التيار السلفي المرتبط بالقاعدة ، والسعي للتقرب من الغرب، فيما يرى آخرون بأن هذا التنظيم يسعى لتسويق نفسه كدويلة حالية بديلة عن دولة مركزية مستقبلية في دمشق وفق اعتقادهم.
وفي ملف تصفية الشخصيات السلفية القاعدية أشارت مصادر وكالة آسيا في ادلب إلى أن القيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي أبوعبد الرحمن المكي المعتقل لدى تحرير الشام عادت للتدهور مجدداً، وأضافت المصادر بأن المكي هو سعودي الجنسية وكان من أبرز شرعيي القاعدة، وكان ضابط الارتباط بين فرع القاعدة في سورية ومركز القيادة الأم للحركة في خرسان, حيث بقي المكي بعد فك النصرة ارتباطها بالتنظيم الأم، قائداً لفصيل يوالي القاعدة، ثم تشكل تنظيم حراس الدين الذي يرى في المكي زعيماً .
وتتابع مصادر آسيا نيوز: متزعم تحرير الشام الجولاني أمر باعتقال المكي، كونه يشكل خطراً عليه، وهو منافس شرس كونه من أبزر قيادات القاعدة المتبقية في سورية، وقد مرت عدة سنوات على وجود المكي في معتقلات الهيئة، كون الجولاني يرفض إطلاق سراجه، رغم إطلاق سراح أمراء وشرعيين ينتمون للقاعدة، لكن قضية المكي مختلفة كون الرجل منافس شرس ويشكل تهديداً لزعامة الجولاني.
فيما يعتقد مصدر متخصص بمتابعة شؤون الجماعات الراديكالية المتشددة بأن الجولاني يخشى من أن يستقطب المكي مقاتلين في الشمال السوري في حال الإفراج عنه، لا سيما وأن تنظيم حراس الدين لم يعد يخفي خصومته مع تحرير الشام.
إلى ذلك تتحدث معلومات خاصة أخرى وصلت إلى آسيا نيوز بأن تحرير الشام أعلنت الاستنفار الأمني بسبب بلاغات تتوقع انشقاق عناصر منها، يأتي ذلك تزامناً مع اتهام كثير من المعارضين للهيئة بالتراخي مع الروس، لا سيما مع اشتداد الغارات الروسية على ادلب، ما دفع المدعو أبو مسلم الشامي أحد قياديي الهيئة للقول بأن الهيئة على جاهزية واستعداد تام لرد أي عدوان قد يفكر فيه العدو .
وليست هذه التحديات والمشاكل هي الوحيدة التي تواجهها تحرير الشام، إذ باتت أيضاً في موقف حرج أمام الناس بسبب ممارسات بعض قيادييها وعناصرها، ما ألب البيئة الادلبية بنسبة كبيرة ضدها، إثر ذلك عمدت الهيئة إلى عزل الشيخ التكفيري رمضان الحمود أبو مصطفى التابع لهيئة الجولاني من منصبه شرعي الزراعة بسبب اختلاسه لمبلغ 10 آلاف دولار منذ أيام، فيما يعيش سكان ادلب أوضاعاً معيشية سيئة للغاية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7