دباغة الجلود… مهنة تدفع ثمن أزمات الشمال السوري

2022.01.05 - 05:47
Facebook Share
طباعة

 أشتهرت العديد من المدن والقرى في ريف إدلب بشمال سوريا بمهنة دباغة الجلود التي شهدت تدهورا حادا خلال السنوات الماضية، حيث أغلق العديد من أصحاب المدابغ دباغاتهم وهم من العوائل التي توارثت المهنة، ومنهم من نقلوا أعمالهم إلى خارج البلاد.

وأرجع رئيس “جمعية الدباغة” في سوريا، مازن ثلجة، تراجع في صناعة دباغة الجلود لأسباب عديدة، منها قلة الذبح نتيجة لغلاء أسعار لحوم الأبقار والأغنام، فضلًا عن إصابة الأبقار بمرض “الجرب”، ما أدى إلى قلة الجلود في الأسواق.

وأضاف ثلجة، أن تهريب المواشي إلى خارج سوريا، كان له الأثر الكافي أيضًا على نقص الجلود، الأمر الذي ساهم بارتفاع أسعار الجلود الخام في الأسواق المحلية.

وكانت “جمعية الدباغة”، طالبت وزراتي الاقتصاد والصناعة بالموافقة على استيراد الجلود نصف المصنّعة، لتسهيل عمل الصناعيين وتحسين بضاعتهم.

وبحسب رئيس “جمعية الدباغة”، تعمل حاليًا 15 منشأة صناعية أو حرفية بدباغة الجلود في دمشق، بينما هناك 30 منشأة معروضة للبيع، و40 واحدة أخرى متوقفة عن العمل بسبب ظروف العمل في هذه الصناعة.

وتعتمد دباغة الجلود تعتمد على أخذ جلود الحيوانات بعد سلخها، وتحويلها إلى منتج قابل للاستخدام البشري.

وبحسب بيانات رسمية اضطر أكثر من 40 معملاً في مهنة الدباغة وتصنيع الجلد إلى الإغلاق والتوقف عن العمل نتيجة استحالة العمل في ظل الظروف الصعبة المعرقلة للتصدير واستيراد المواد الأولية من الخارج.

وتتزايد مطالب الصناعيين في مجال الدباغة بضرورة تدخل الدولة لتوفير الدعم والتسهيلات من خلال الموافقة على منح إجازات التصدير والاستيراد للجلد نصف المصنَّع واستيراد المواد وتسهيل العمل لإنقاذ هذه الصناعة قبل اندثارها.

ويدعو فاعلون إلى فتح باب التصدير والاستيراد ما من شأنه السماح بالتحكم في أسعار المصنوعات الجلدية لاسيما بعد ارتفاع أسعارها بسبب تكلفة الجلد التي ارتفعت نتيجة غلاء المواد الأولية واستيرادها بالنقد الأجنبي.

في تصريحات صحفية سابقة أكد رئيس لجنة الجلود في غرفة تجارة دمشق محمد خير درويش على إن “العمل يجري في الوقت الحالي على تفكيك العقبات التي تواجه عملية تسويق الجلود ودعم صناعتها وتصديرها لزيادة فرص العمل وتشغيل قطاعات مرتبطة بهذه الصناعة”.

وأشار إلى أن هناك “خطة لتقديم قروض للمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر من أجل الوصول إلى مرحلة الإنتاج الحقيقي المنتظم، وتقديم دراسات لتكاليف الأحذية والسترات من المنتج إلى التاجر من القطاعين العام والخاص وإصدار الفاتورة من الورشات الصغيرة وذلك من خلال منحها سجلاً تجارياً مؤقتاً لعرض منتجاتها في السوق”.

فيما أشارت عضو لجنة الجلود المديرة العامة للشركة العامة للدباغة جورجيت سليمان إلى أهمية التعاون والتنسيق بين القطاعين العام والخاص للنهوض بعملية تسويق المنتجات الجلدية محلياً وخارجياً وتخفيف التحديات التي تواجهها.

وبينت سليمان أن “الشركة استطاعت تجاوز العديد من الأضرار التي لحقت ببعض خطوط إنتاجها جراء الإرهاب وتداعيات العقوبات الاقتصادية وهي تكتفي حالياً بتسويق منتجاتها محلياً للقطاعين العام والخاص من كفوف وسترات وأحزمة جلدية والتي تتميز بالجودة العالية والأسعار المنخفضة بأكثر من النصف مقارنة مع مثيلاتها في الأسواق”.

وأكدت سليمان أن تصدير منتجات الشركة مدرج ضمن الخطة المستقبلية عند توافر الإمكانات كاليد العاملة الخبيرة وزيادة عدد الكوادر وتزويدها بخطوط إنتاج حديثة، لاسيما أن الجلود الملونة التي أنتجتها الشركة مؤخراً لاقت وتلاقي قبولاً واسعاً من المستهلكين، ما يبشر بتوسع أسواق منتجات الشركة بشكل عام وخاصة من الجلود الملونة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 8