كواليس مثيرة لضحية الابتزاز الإلكتروني التي أثارت الرأي العام في مصر

2022.01.05 - 12:06
Facebook Share
طباعة

لليوم الثالث على التوالي، لا يزال حادث الفتاة المصرية بسنت خالد، التي أنهت حياتها عن طريق تعاطي حبة الغلال السامة، محور حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والرأي العام، بعد تعرضها للابتزاز من أحد شباب القرية التي تعيش فيها بمحافظة الغربية، عبر نشر صور وفيديوهات مفبركة للفتاة.

حيث تلقت أسرة فتاة الغربية المنتحرة بعد ابتزازها بصور مفبركة صدمة جديدة حيث توفي مساء أمس الثلاثاء جد الفتاة وتم دفن جثمانه بجوارها.
وشيع أهالي قرية كفر يعقوب التابعة لمدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية مساء الثلاثاء جد الطالبة بسنت خالد شلبي ضحية الابتزاز الإلكتروني، وذلك بعد 3 أيام فقط من انتحارها إثر تناول حبة الغلة.
وأصيب الجد سليمان شلبي وهو عم والد الفتاة بوعكة صحية، وساءت حالته بعد واقعة انتحار ودفن حفيدته مساء السبت الماضي، ليتوفى الثلاثاء ويشيع الأهالي جثمانه في جنازة مهيبة وتم دفن جثمانه بجوارها .


القبض على المتهمين:
جاء ذلك بعد ساعات من إلقاء القبض على الشابين المتهمين بفبركة صور الفتاة التي هز خبر انتحارها الرأي العام المصري.
وكشفت مصادر أمنية، أن المتهمين في قضية فبركة الصور وابتزاز المنتحرة بسنت خالد طالبين في الأزهر الشريف، أحدهما طالب جامعي والثاني في الصف الثالث الثانوي، وقاما بتركيب صور بسنت على صور جنسية، وتم القبض عليهم وعرضهم على النيابة العامة للتحقيق.

وقالت مصادر أن المتهمين لديهما خبرة في تركيب وفبركة الصور والفيديوهات، بالإضافة إلى اختراق الحسابات الشخصية، وأن هناك فتيات كثيرة تعرضن لابتزازات من نفس المتهمين، وستكشف عنها التحقيقات الأيام المقبلة.

النيابة العامة تباشر التحقيقات:
من جانبها، أعلنت النيابة العامة المصرية مباشرة التحقيقات في واقعة وفاة الفتاة بسنت حيث تلقت النيابة العامة بلاغا في 25 ديسمبر الماضي من والد الفتاة المدعوة بسنت، وتضمن تناولها قرصًا للغلال متأثرة بنشر شخصي صورًا خلة منسوبة لها بموقع التواصل الاجتماعي، وانتشارها بالقرية محل إقامتها فتولت النيابة العامة التحقيقات وأخطرت بوفاة الفتاة في اليوم التالي للبلاغ.

وقد سألت النيابة العامة والد الفتاة وشقيقتها فتواترت أقوالهما حول أن اثنين اخترقا هاتف المجني عليها وحصلا منه على صورها الشخصية، ووضعاها على جسدِ فتاةٍ عارية، ونشراها بالقرية بعد أن حاولا إرغامها بتلك الصور وتهديدها بنشرها لممارسة الرذيلة معهما، فلم تنصع لهما، وقدَّم والدها في التحقيقات وحدة تخزين تضمنت الصور المنسوبة للمتوفاة، وقدمت شقيقتها هاتف بسنت المحمول ورسالةً تركتْها قُبيلَ وفاتها أكدت فيها أنَّ الصور لا تخصها، وسألت النيابة العامة خالةَ الفتاة فقررت عِلمَها منها قُبيلَ وفاتها بشرائها القرص المتسبب في وفاتها منذ أسبوع، برفقة إحدى صديقاتها.

وعلى هذا أمرت النيابة العامة بطلب تحريات الشرطة حول الواقعة، وندب الطبيب الشرعي لتشريح جثمان المتوفاة بيانًا لسبب وفاتها، كما كلفت الجهة الفنية المختصة بفحص الصور المنسوبة للمتوفاة وهاتفها المحمول بيانًا للحقيقة.

وورد للنيابة العامة محضر من الشرطة أفاد بورود معلومات عن استخدام الشخصين اللذين اتهمهما والد المتوفاة صورَها الشخصية وابتزازها بها، مما عرَّضها لضغطٍ نفسيٍّ دفعها للانتحار، فأمرت النيابة العامة بضبط المتهميْنِ، وأُخطرت اليومَ بتنفيذ قرارها بالضبط، وجارٍ عرض المتهميْنِ على النيابة العامة لاستجوابهما.

وبالتزامن مع ذلك انتقل فريقٌ من النيابة العامة لمعاينة مسكن المتوفاة وسؤال والدتها به لمرضها وتعذر تحركها، فضلًا عن تفتيش مسكنَي المتهميْنِ، وسؤالِ بعض صديقات المتوفاة.

هذا، وتتابع النيابة العامة عن كثب تهافت الكافَّة سواء بالمواقع الإخبارية أو مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة على تناول ملابسات الواقعة دون إلمام بحقيقة تفصيلاتها، أو دراية بما قد يؤثر به هذا التناول على حُسن سير التحقيقات، أو على شعور ذوي المتوفاة.


معلم بسنت دفعها للانتحار:
وكان سليمان شلبي، عم بسنت قد ،قال في مقابلة صحفية، إن معلماً يدرّس ابنة شقيقه شريك مع الشابين المتهمين في الجريمة، حيث سخر منها وتنمر عليها بعد نشر الصور المفبركة أمام زملائها ما أدى لسوء حالتها النفسية ودفعها للانتحار.

وأضاف أن المعلم يعد فاعلا أساسيا وأصليا في الجريمة فلم يقم بدوره التربوي في احتواء الفتاة وحمايتها ودعمها نفسيا، بل زاد من أزمتها وأصابها بالاكتئاب والإحباط ودفعها لإنهاء حياتها.

وذكر عم الفتاة أن الابتزاز الإلكتروني ونشر الصور المفبركة عادات دخيلة وثقافة غريبة غير موجودة في قريتهم أو القرى المجاورة، واصفا إياها بالسلوكيات الفردية التي لا يمكن أن يتحلى بها أهالي الريف المصري المتماسكون والمحافظون على عاداتهم وتقاليدهم.

وكشف أن ابنة شقيقه لم تخبر أسرتها بالأمر وظلت تصارع الشائعات بمفردها حرصا على عدم تسرب الخبر لوالدتها التي كانت تعاني من جلطة أثرت على حركتها.

أضاف أن والدها واجهها بوجود صور خادشة للحياء بين صفوف شباب القرية، قبيل صلاة الجمعة الماضية، إلا أنها انهارت ونفت معرفتها بالصور وأكدت أنها مفبركة وكشفت عن وجود محاولات من شابين لابتزازها منذ فترة، مؤكدًا أنه ووالدها اقتنعا بكلامها ولم يصدقا ما شاهداه من صور، خاصة أنها حسنة الأخلاق وتحفظ القرآن.

العقوبة المنتظرة:
وحول عقوبة الابتزاز في القانون يقول المحامي بالنقض محمد حامد، إن قانوني العقوبات ومكافحة جرائم تقنية المعلومات، جرما بشكل قاطع كافة أشكال التشهير والابتزاز بحق المواطنين، وغلظت مواد القانونين العقوبة الموقعة بحق المتهمين إلى الحبس.

وأضاف، أن القانون يعاقب على جرائم التقاط الصورة بدون إذن، أو الحصول عليها بدون إذن، أو نشرها أو فبركتها، فكل شق هو جريمة بحد ذاته، حيث ينص القانون على أن لكل إنسان الحق في الاحتفاظ بصورته، وأن هذا يعتبر من حقوقه الأزلية.

يذكر أن المادة رقم 327 من قانون العقوبات نصت على «كل من هدد غيره كتابة بارتكاب جريمة ضد النفس أو المال معاقب عليها بالإعدام أو السجن المؤبد أو المشدد أو بإفشاء أمور أو نسبة أمور مخدشة بالشرف وكان التهديد مصحوبًا بطلب أو بتكليف بأمر يعاقب بالسجن، ويعاقب بالحبس إذا لم يكن التهديد مصحوبا بطلب أو بتكليف بأمر».
وكل من هدد غيره شفهياً بواسطة شخص آخر بمثل ما ذكر يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين أو بغرامة لا تزيد على خمسمائة جنيه سواء أكان التهديد مصحوباً بتكليف بأمر أم لا، وكل تهديد سواء أكان بالكتابة أم شفهياً بواسطة شخص آخر بارتكاب جريمة لا تبلغ الجسامة المتقدمة يعاقب عليه بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر أو بغرامة لا تزيد على مائتي جنيه.

وأكد إذا أثبتت التحقيقات مساعدة المتهمين للمجني عليها لتنفيذ واقعة الانتحار، فإن العقوبة القانونية هي السجن من 3 سنوات إلى 15 سنة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 10