مصر: حقنة الأنفلونزا القاتلة تثير الجدل وتحرك تشريعي لمنعها

2021.12.22 - 03:12
Facebook Share
طباعة

 تركيبة دوائية قاتلة قد تنهي حياة المريض، إنها " حقنة البردأو الأنفلونزا" التي تسببت في حالة من الجدال، وصلت إلى أروقة البرلمان المصري، وذلك بعد انتشار الحصول على التركيبة، التي تصرف بطريقة  عشوائية من «الصيدليات» دون ضوابط، رغم الآثار الجانبية الخطيرة التي نتج عن هذه الحقنة.


وتحولت حقنة البرد إلى ظاهرة قاتلة يتم تدولها على نطاق واسع في مصر، رغم  النداءات الكثيرة التي أطلقتها منظمات صحية محلية ودولية، حذرت خلالها من صرف الأدوية بدون «روشتة» أو استشارة طبيب، وهو الأمر الذي تتجاهله معظم الصيدليات فى كثير من الأحيان.


من جانبه تقدم النائب أحمد مهنى، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة، لوزير الصحة والسكان، لمنع تداول ما يطلق عليها «حقنة البرد»، التي يلجأ إليها المواطنين عند الإصابة بنزلات البرد، لاسيما في مع قدوم فصل الشتاء، والتى يطلق عليها الخلطة السحرية لعلاج أعراض البرد المزمنة.


وأوضح عضو مجلس النواب، في بيان له، أنه لابد من تحرك تشريعى لوقف تداول حقنة البرد، التي تتكون من مكونات خطيرة لها آثار جانبية عديدة، حيث تتكون من مضاد حيوي، وكورتيزون ومسكن للآلام، موضحا أن استخدامها يعد كارثيا على الصحة العامة، موضحا أن هذه الخلطة ليس له علاقة بنزلات البرد، لأن البرد علاج فيروسى يقاومها جهاز المناعة وليست الحقنة السحرية التي يتم أخذها وتسبب العديد من الأمراض.


وطالب «مهنى»، وزارة الصحة وقف انتشرت هذه الحقنة في الصيدليات، مع ضرورة التصدى لهذه الظاهرة، ولابد من وجود حملات تفتيش مكثفة على كل أنحاء الجمهورية لمراقبة الصيدليات والعاملين بها.


في المقابل رد دكتور حاتم البدوي سكرتير عام شعبة أصحاب الصيدليات، على تحذيرات هيئة الدواء من حقنة البرد المعروفة شعبيًّا بـ«الخلطة السحرية»، مشيرًا إلى أن حقنة البرد موجودة منذ أكثر من 25 عاما.


وقال خلال تصريحات تليفزيونية، إنه لا يمكن الاعتماد على حقنة واحدة للتعافي من البرد، أو تعاطي علاج بصورة عشوائية، مشيرًا إلى أن هناك ممارسات خاطئة في تعاطي الأدوية.


وواصل قائلًا: «الخطأ مشترك بين المواطن، ومن يسمح بهذه الحقنة»، مشيرًا إلى أن الصيادلة في الوقت الراهن يمنحون الحقن للتخفيف على المستشفيات، ولكن أغلب الأطباء يرفضون إعطاء «حقن البرد» للمواطنين، مشددًا على أن الصيدلي المصري الأفضل عالميًا.


وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي عدد من الحملات مؤخرًا تحذر من هذه التركيبة، بعد سقوط ضحايا بسبب تعاطيها، وأكد أطباء خلال هذه الحملات أن هذه التركيبة تهدد حياة الكثير من المرضى، خاصة هؤلاء الذين يعانون من أمراض مزمنة، وتحديدا مرضى القلب.


علق الدكتور مجدي بدران، أستاذ المناعة والحساسية، على حصول المريض على حقنة البرد دون الرجوع للطبيب، أو توقيع الكشف الطبي للحصول على الدواء المناسب، قائلا:" إن حقنة البرد من خزعبلات المجتمع العربي، لافتًا أن هذه الحقنة تحتوي على مادة الكورتيزون التي تسبب الكثير من الأمراض منها ضعف العضلات وهشاشة العظام، مؤكدًا أنه يفضل عدم استخدامه إلا بإشراف الطبيب".


وأضاف، أن أحد الأخطار التي يسببها استخدام المضادات الحيوية هي إنتاج بكتيريا مقاومة يمكنها مقاومة 32 نوعًا من المضاد الحيوي، لافتًا أن أحد أخطار المضادات الحيوية العبثية هو ضعف المناعة وانتشار الفطريات في الجسم.


دكتور محمد سعودى وكيل نقابة الصيادلة السابق، أكد أن حقنة البرد هى «تحبيشة مصرية» تم اختراعها من بعض الأطباء ثم تم تبادلها بين الصيادلة والجمهور، وكثير من الأفراد لديهم قناعة بأن هذه الخلطة هى الحل، سواء كانوا أفرادا متعلمين أو جهلاء أو أنصاف متعلمين، والشخص هو الذى يصر على شرائها، وأن نشأة «حقنة البرد» بدأت من قبل بعض الأطباء. وأكد أن «مادة الكورتيزون» أحد عناصر التركيبة التى يتم خلطها مع الأدوية من المسكنات والمضاد الحيوي، تزيد من نشاط الشخص بشكل مفاجئ، والمسكنات توحى بمفعول مؤقت على المريض، فيعتقد أنه تم شفاؤه بسبب «التركيبة».


وقال «سعودي»: «الحقنة دى مشاكلها كتير جدا»، تبدأ بأعراض الحساسية، وأحيانا تكون «قاتلة» بسبب المضادات الحيوية، مؤكدا أنها تعمل كمقاومة للبكتيريا، لأن جرعات المضاد الحيوى يجب أن تلتزم بكورس علاج محدد من قبل الطبيب وليس أقل من ٣ أيام، فعند تناول هذه الحقنة، تنشأ بكتيريا تقاوم جميع أنواع العلاج فيما بعد، وبالفعل قد اكتشفت الأبحاث أنواعا جديدة من البكتيريا المقاومة ويصعب التغلب عليها.


وشدد «سعودي» على أن الصيادلة لا يتحملون المسئولية كاملة معبرا: هي «تحبيشة اخترعها الأطباء للمواطنين» واتبعها بعض الصيادلة وأصر على تناولها الجمهور، وأوضح أنه علاج يتم صرفه من الصيدلية مثل كل الأنواع التى يتم بيعها، مؤكدا أننا لا نملك قوانين مفعلة بشأن عدم صرف العلاج بدون روشتة طبية.


من جانبه أوضح وكيل نقابة الصيادلة السابق ، أن الصيدلية أصبحت «نقطة إسعاف» لمحدودى الدخل والذين يعانون من الحالة الاقتصادية المتدنية ولا يملكون القدرة على الذهاب إلى طبيب ودفع مبالغ باهظة ثمنا للكشف، فيلجأون إلى الصيدلية لوصف وصرف العلاج بأقل التكاليف. 


وأشار سعودى في تصريحات صحفية سابقة إلى أن صرف الأدوية من الصيدليات بدون «روشتة» هو مخالفة كبيرة، وكثير من الصيادلة يقومون بصرف هذه «الافتكاسة»، بحسب تعبيره، دون إجراء اختبارات فحص للحساسية قبل صرف العلاج الذى لا يتناسب مع كل الحالات.


وأشار تقرير سابق لمنظمة الصحة العالمية إلى خطورة استخدام المضادات الحيوية على المرضى الذين يصف لهم أطبائهم جرعات زائدة من المضادات الحيوية، وقد تبين أن هؤلاء المرضى تنشأ لديهم مقاومة للدواء تستمر لمدة تصل إلى عام، ما يجعلهم عرضة للخطر عندما تكون هناك حاجة إلى علاج مرض أكثر خطورة.


وأشار الباحثون إلى أنه كلما زادت المضادات الحيوية التي توصف لعلاج السعال والأمراض الشبيهة بالإنفلونزا أو إصابات البول، أصبحت البكتيريا أكثر مقاومة فى مرض أكثر شدة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8