مخيمات الشمال دجاجة جائعة تبيض ذهبا لمتزعمي الفصائل

عمر قدور

2021.12.21 - 07:43
Facebook Share
طباعة

 مع قدوم المنخفض الجوي الشديد البرودة للمنطقة، ترتفع الاصوات في الشمال السوري لاغاثة سكان المخيمات التي غمرتها المياه ونخر البرد في عظام اطفالها، وسط غضب واستنكار من عدم تقديم الدعم من قبل متزعمي الجماعات المسيطرة هناك لهؤلاء. 


نكبة المخيمات المنهوبة

يقول احد سكان مخيم سرمدا لمراسل اسيا نيوز : الامطار غمرت خيامنا واطفالنا باتوا فريسة للبرد، ورغم مناشداتنا لم يزرنا اخد للوقوف على معاناتنا. 


الى ذلك اكد مراسل اسيا بأن اضرارا مهولة لحقت بمخيم براعم  أبي الفداء قرب مدينة سرمدا، مشيرا الى ان غالبية الخيام هناك ليست عازلة للبرد، وكثير منها بات متهتكا بسبب قدمها وتعرضها للاحوال الجوية السيئة. 


في ذات السياق اكدت المعلومات الواردة من عدد من المخيمات وقوع عشرات الحرائق فيها بسبب استخدام النازحين لمواد التدفئة البديلة مع قدوم فصل الشتاء، اذ عمد كثير من النازحين لاستخدام الخرق و الملابس كوقود. 


وفي مخيم ‎جبل حارم رفعت بعض النسوة الصوت عاليا من اجل نجدتهن واولادهن من البرد، حيث قالت مصادر محلية من ذلك المخيم لاسيا نيوز : نحن نتهم مستلمي التبرعات والمشرفين على المخيمات بالفساد، وهم مسؤولون عن ارواح الاطفال التي ازهقها البرد او الحرائق. 


وختمت المصادر بالقول : هؤلاء يسكنون في قصور سرمدا وفيلات ‎دركوش ونحن نحرق ثيابنا لتدفئة اطفالنا في خيام بالية. 


ذات المشهد يتكرر في مخيمات  كللي، حيث تؤكد المعلومات ان جميع استغاثات النساء والاطفال من هناك لم تحرك مشاعر المسؤولين عن المنطقة. 


الى ذلك اكد مصدر معارض لتنظيم تحرير الشام في ريف حلب بأن هناك ١١٣ منظمة اغاثية في ادلب، وجميع التبرعات والخيرات تذهب لأمراء هيئة الجولاني وباقي المنتفعين وفق تعبيره. 


وختم المصدر الذى تمنى عدم الاشارة لهويته بالقول: رغم تعرض سكان المخيمات للتهجير والتشريد والبرد، فان ذلك لم يقيهم ايضا عن دفع الضرائب والمكوس، ولا عن تعرضهم للاثار السلبية الناتجة عن احتكار المواد الإغاثية والتهديد بالقوة الأمنية والاعتقالات. 


اثار الفقر تصل الى الجماعات المسلحة

لم يقتصر الفقر وصعوبة المعيشة على سكان الشمال السوري من المدنيين سواء في ادلب حيث تسيطر تحرير الشام، او في مناطق درع الفرات وريف حلب الشرقي حيث الجماعات المدعومة من تركيا، بل تعداهم الى مقاتلي ميليشيات الشمال بمختلف مسمياتها. 


في هذا السياق اكدت معلومات خاصة لوكالة آسيا للانباء قيام عشرات العناصر فيما يسمى فصيل أحرار الشرقية بتعليق عملهم بعد خلافات مالية وإدارية مع قائد الفصيل أبو حاتم شقرا، وبحسب المعلومات فان عدد هؤلاء المحتجين تجاوزوا ال ١٢٠ مقاتلا. 


من جهته قال مصدر محلي وهو شقيق لاحد المقاتلين في اخرار الشرقية بأن قائد الفصيل يسرق الاموال، ويتأخر في سداد الرواتب لانه يقوم بتشغيل تلك الاموال مقابل مرابح مالية، وختم المصدر: لقد صبر اخي وزملائه شهرين دون ان تصلهم رواتب كاملة، ولكن مع ارتفاع الاسعار وصعوبة المعيشة لم يعد بالامكان السكوت عن فساد شقرا. 


الى ذلك اشارت مصادر في ادلب بأن كثيرا من مقاتلي تحرير الشام يعانون صعوبة المعيشة وتدني الاجور، موضحة بأن الميزات منحصرة بقادة الجماعات والمسؤولين الاداريين والجهاز الامني للهيئة. 


هذا المشهد ادى لتراكم مساعر السخط بين جزء من مقاتلي الفصائل، فيما توجه مصادر محسوبة على المتشددين التكفيريين اتهاماتها لتحرير الشام بالوقوف خلف عزل  الشيخ أبو جابر عن الخطابة في جامع الزهراء في ‎بنش، لانه بدأ يوقظ الناس على حقوقهم ويؤلبهم على الفساد المستشري بتحرير الشام، حيث يعاني الناس الفقر والجوع فيما امراء الهيئة ومدراء ما تسمى بحكومة الانقاذ ينعمون بالدفء والشبع.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7