بهجة لبنان الضائعة في عيد الميلاد بسبب الأوضاع الاقتصادية

2021.12.20 - 05:55
Facebook Share
طباعة

 لم يسلم عيد الميلاد المجيد واستقبال العام الجديد من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان خلال الفترة الحالية، بل ظهر المشهد العام في شوارع لبنان  باهت يفتقر الفرحة المتجسدة في ازدحام الأسواق وزينة الشوارع، قبل أيام من احتفالات عيد الميلاد والعام الجديد.

ورغم هذا لازال هناك مواطنين يحاولون إدخال البهجة إلى منازلهم رغم تلك الظروف الصعبة، وبحسب أحد أصحاب المحال في بيروت فإن إقبال اللبنانيين على شراء أشجار زينة الميلاد لم يتوقف إنما ضعيف مقارنة بأعوام سابقة.

ويتراوح سعر الشجرة المتوسطة الحجم دون أي زينة يتراوح بين 850 و900 ألف ليرة لبنانية. مؤكدا صاحب المحل أن  هذه الأسعار تعد رخيصة لأن البضاعة قديمة.

وفي  شارع الحمرا الرئيسي في بيروت حيث المحال التجارية والمقاهي والمطاعم، تبدو أجواء الاحتفالات بالأعياد خجولة أيضاً، ويفتقد الشارع الزينة والأنوار الملوّنة، حتى إشارات السير مطفأة في الشارع الذي اعتاد أن يشهد اكتظاظاً خاصةً في ساعات الذروة.

وتغيب كذلك أغاني الميلاد التقليدية التي كانت تصدح من المحال والمقاهي طيلة ديسمبر(كانون الأول)، على العديد من واجهات المحال المقفلة، ألصقت عبارات "للبيع" أو "للإيجار".

وفي السنوات الماضية، كانت عروض الأعياد على قوالب الحلوى ومستلزمات الميلاد والزينة تكاد تعيق الرؤية داخل المحال التجارية، لكن الوضع هذا العام مختلف تماماً.

في سياق متصل، أثيرت حالة من الجدل عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر في لبنان بعد تداول رسالة لأحد الأطفال  بما يتمناه في العام الجديد، وقال الطفل في رسالته الصغيرة المكونين من سطور قليلة :"  إلى "بابا نويل" بدي ماما تصير منيحة وبابا يرجع للشعل لأنه مو مبسوط، وإذا فيك تقول ليسوع أنه لبنان كتير تعبانط.

من ناحية اخرى علقت  الباحثة بمعهد عصام فارس في الجامعة الأمريكية في بيروت، دانيا قليلات الخطيب على استعدادات المواطنين لاستقبال عيد الميلاد قائلة: “على الرغم من أنك قد ترى بعض الناس يتسوقون وتظن أن الأمور على ما يرام، بيد أن ذلك ليس حال معظم اللبنانيين”.

وأضافت: “الأشخاص الذين ليس لهم مورد سوى راتبهم الشهري لن يكونوا قادرين على شراء الهدايا لأطفالهم في الكريسماس، ولا تجعلكم مشاهد وجود الناس في المطاعم تعطيكم صورة خاطئة، فأولئك الأشخاص لا يمثلون سوى 1 أو 2 بالمئة من اللبنانيين بأن الغالبية فقيرة جدا”.

وتابعت: “سوف تشهد البلاد بعض الاحتفالات بأعياد الميلاد بسبب المغتربين الذين سيأتون لقضاء العطلة في لبنان، ولكن ذلك لا يعني أن الناس أفضل حالً”.

وزادت: “هكذا هي الأوضاع في لبنان دائما، إذ لدينا الكثير من المغتربين الذي يزورون البلاد لقضاء العطلات، ولولا إنفاقهم من العملات الصعبة التي يحضرونها معهم لكانت الأمور أسوأ بكثير”.

وكانت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة، يونيسف، قد ذكرت أن 77 في المئة من العائلات اللبنانية تفتقر إلى الطعام الكافي وأن 60 في المئة منهم لا يشترون الطعام إلا عن طريق الدفع الآجل أو اقتراض المال.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 3