العداء يتصاعد بين الأكراد وخصومهم يبحثون عن كتف تؤكل

عمر قدور

2021.12.18 - 03:15
Facebook Share
طباعة

 يعيش أكراد سورية مؤخراً استحقاقات وتحديات كبيرة، منها ما هو مرتبط بعوامل خارجة عن قوميتهم، وتحديداً مع أنقرة ودمشق، ومنها ما هو متعلق بالبيت الكردي المليء بالشروخ والخلافات، ما بين حزب الاتحاد الديمقراطي المدعوم من حزب العمال الكردستاني وبين الحزب الديمقراطي الكردستاني في سورية، والحزب الديمقراطي التقدمي، والتنافس على أشده ما بين حزب العمال وحزب البرزاني، يأتي ذلك وسط تسريبات تتحدث عن وجود مفاوضات بين سورية وتركيا والتلويح بإعادة تفعيل اتفاقية أضنة.


ضوضاء في البيت الكردي

لم يستطع الكرد السوريين توحيد كياناتهم السياسية المتكاثرة والتي يبلغ عددها أكثر من 50 حزباً وحركة في الحد الأدنى، ومع وجود دعم أمريكي لقسد، زاد الشرخ بين حزب الاتحاد الديمقراطي وبقية القوى الكردية، حتى باتت تأخذ شكل اقتتال فيما بينهم.


ولم تكن حادثة الهجوم على إحدى المجالس المحلية التابعة لما يُسمى بالمجلس الوطني الكردي من قبل مجموعة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، سوى إشارة لإمكانية توسع رقعة الاقتتال، حيث اتهم المجس الكردي الحزب الذي تنتمي إليه قسد بالضلوع وراء ذلك الاعتداء في منطقة الدرباسية.


 وفي سياق الموضوع قال مصدر مقرب من المجلس الكردي لوكالة آسيا نيوز بأن ما تُسمى بالشبيبة الثورية باتت أشبه بالمكتب السياسي الخاص بالحزب الشيوعي أيام الاتحاد السوفييتي، صلاحيات واسعة وتعديات، وتصفية حسابات عناوين باتت تميز هذا التشكيل، موضحاً: بأن هناك استياءً عاماً بين الأكراد من ممارسات تلك الشبيبة، لا سيما فيما يتعلق بخطف الأطفال والقاصرات وخطف الفتيات لاقتيادهن إلى معسكرات التدريب.


زعيم قسد مظلوم عبدي حاول احتواء الحادثة خوفاً من تداعياتها، حيث أدان ذلك الاعتداء، واصفاً منفذيه بالمخربين والمخالفين للقانون، الذين يريدون استهداف الإدارة الذاتية .


بدوره قال مصدر مقرب من الحزب الديمقراطي الكردستاني في سورية لمراسل آسيا في الشمال السوري بأن إدانة مظلوم عبدي لذلك الاعتداء لا تغني ولا تسمن من جوع، مضيفاً: لقد قام الديمقراطي الكردستاني بمحاولات عديدة خلال السنوات السابقة لرأب الصدع مع الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني، وطالبنا بالمشاركة في الإدارة الذاتية، لكن قسد ومن ورائها حزبها رفضت كل العروض والطروحات، لأنها تريد الاستئثار بمفاصل القوة عسكرياً واقتصادياً في شرق الفرات، وهذا ما نرفضه نحن وبقية شركائها في المجلس الوطني الكردي.


وختم المصدر بالقول: إن إدانة عبدي، محاولة مكشوفة للتنصل من تهمة ملتصقة به، إذ كيف لمجموعة تتبع الشبيبة الثورية أن تقوم بمحاولة اغتيال لموظفي المجلس المحلي التابع للمجلس الوطني؟ إن المجلس يرى بأن هناك خطة ممنهجة لدى الاتحاد الديمقراطي لاستهداف كل مخالفيه من الأكراد، والدليل قيام مجموعة جوانين شورشكر بمهاجمة معبر فيش خابور الحدودي مع إقليم كردستان العراق، في 15 من كانون الأول الحالي، حيث اعتدوا على موظفي المعبر من كرد العراق.


تسريبات تثير المخاوف لدى قسد

تسريب معلومات عن وجود مفاوضات بين الحكومة السورية وأنقرة حول اتفاقية أنقرة و الملف الكردي، لم يكن مجرد فقاعة أو بالون اختبار تم إطلاقه إعلامياً، بل تشير مصادر كردية تصف نفسها بالعليمة بأن اللقاءات الأمنية التركية ـ السورية لم تنقطع، وكان يحتل الملف الكردي وقسد سلم الأولويات في تلك الاجتماعات.


وتضيف المصادر لوكالة آسيا نيوز: هناك حراك إقليمي لا يمكن فصله عن قسد، فموسكو كانت ولا تزال تحاول رعاية وساطة بين دمشق والإدارة الذاتية، وفي ذات الوقت أنقرة تريد ضمانات لأمنها بعد أن كانت تقترب من إعلان ساعة الصفر لعملية عسكرية في مناطق شرق الفرات، وإذا ما تطرقنا لشبه الحراك العربي نحو دمشق، فإننا قد نشتم رائحة طبخة تسوية ، لككنها لن تتم دون إيجاد مخرج لشرق سورية حيث قسد ومنابع النفط والتواجد الأمريكي.


بينما رأى مصدر معارض يقيم في اسطنبول أن التسريبات حول تلك المفاوضات منطقية، مشيراً إلى أن أنقرة لديها قبول بفكرة التفاوض مع دمشق بل وسيطرة الحكومة السورية على شرق الفرات، على أن لا تكون هناك قوات كردية، بغض النظر عن حالة العداء بين العاصمتين السورية والتركية حالياً.


ويكمل المصدر لآسيا نيوز قائلاً: ما تم تسريبه هو أن المفاوضات بين تركيا وسورية تحرز تقدماً فيما يخص التواجد العسكري التركي والتواجد الكردي المسلح، وعودة انتشار الجيش السوري في مناطق الكرد، لكن لا بد من التنويه إلى أنقرة لن تقبل بانتشار الجيش السوري على كامل الحدود، إذ ستبقى مناطق درع الفرات وغصن الزيتون تحت سيطرة الجماعات المعارضة التي تدعمها تركيا، بالتالي فإن المفاوضات التي تم تسريب معلومات عنها، تتعلق فقط بشرق الفرات والجماعات الكردية المسلحة فقط، مع التذكير بأن اتفاقية أضنة لن تُنفذ بشكل كامل، إذ أنها كانت تشير إلى دخول الجيش التركي بعمق 35 كم وفي هذه الحالة قد يُسمح للأتراك بالدخول إلى عمق أكبر لتشمل مناطق سيطرة الجماعات المعارضة، وبمساحة وسطية يوافق عليها الجانبان السوري والتركي وفق قوله.


أما المصادر الكردية فقد علقت على تلك التسريبات بالقول أنها مجرد فقاعات إعلامية لإثارة القلق بين الأوساط الكردية، إذ لن تسمح واشنطن لأي جهة أن تنهي تواجد قسد عسكرياً، وهي قطعاً سترفض فكرة انتشار الجيش السوري، إن كانت تركيا قد أوقفت عمليتها العسكرية بسبب فيتو أمريكي ـ روسي، فكيف يمكن لدمشق أن تفعلها؟ 


وتختم تلك المصادر لوكالة آسيا بالقول: لا ننفي وجود تواصل أمني تركي ـ سوري، ولن ننكر بأن أي تفاهمات بين هذين الجانبين ستكون ضد القوى الكردية في الشرق، لكن تلك المفاوضات لن ترقى إلى تغيير ميزان القوى، إلا إن كان هناك موافقة أمريكية ،وهذا لن يحدث ، لقد روج الآخرون عن انسحاب أمريكي من شرق الفرات، وبقي الأمريكيون وبقيت الحماية ولا زالت العمليات المشتركة بين قوات التحالف الدولي وقسد مستمرة ضد داعش.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 6