تحذير نيابي لمصرف لبنان من انقطاع شامل للإنترنت

2021.12.14 - 06:16
Facebook Share
طباعة

 طالب رئيس لجنة الإعلام والإتصالات النيابية حسين الحاج حسن، مصرف لبنان بدفع المستحقات المتوجبة على الدولة لشركات الانترنت والمقدّرة بقيمة 500 ألف دولار، كي لا تصبح الدولة أمام أزمة انقطاع قريبة في خدمة الإنترنت.

وحول رفع كلفة الإتصالات شدد الحاج حسن، على أن الحل لا يجب أن يكون دائماً بزيادة الفواتير والضرائب، وصحيح أن هناك فرقاً كبيراً في نفقات وإيرادات الشركات، إلا أنه لا يجب بالذهاب إلى جيوب المواطنين". وأضاف، أنّ "الشركات تعاني من الأزمة المرتبطة بسعر الدولار، والمواطن يعاني كذلك، فيما على المسؤولين معالجة الملف من الجذور".

وأكد رئيس لجنة الإعلام والإتصالات، أن "سعر كرت التشريج لا زال كما هو، فيما بعض وكلاء البيع يحققون أرباحاً غير مشروعة عبر البيع بسعر أعلى، وطلبنا من وزير الإتصالات التأكيد على وزير الاقتصاد ملاحقة وكلاء الذين يرفعون الأسعار".

وأصبح لبنان مهدد بالدخول في  أزمة جديدة متمثلة بانقطاع الإنترنت المرتبطة بأزمة الكهرباء والمتعلقة بدورها بالأزمة المالية، ما أثار موجة غضب في أوساط اللبنانيين خلال الفترة الماضية
.

وكان أول من حذّر من هذه الأزمة عماد كريدية، المدير العام لهيئة اوجيرو لشركة الاتصالات التابعة للدولة اللبنانية والتي تؤمن المصدر الرئيسي للإنترنت في تغريدة له عبر تويتر بالقول: "إن الارتفاع المستمر بساعات التقنين الكهربائي يتسبب بضغط كبير على مجموعات توليد الطاقة التابعة لهيئة أوجيرو وزيادة الطلب على المحروقات التي باتت نادرة هي أيضا".

وأضاف في وقت سابق: "استمرار الوضع بهذا الشكل يهدد جديا إمكانية اوجيرو بتقديم الخدمات. اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد"، ليعود بعدها كريدية ويوضح في حديث تلفزيوني أن "انقطاع الإنترنت أصبح جدياً والهدف من تغريدته إطلاق آخر جرس إنذار".

وبحسب خبراء فإن انقطاع الإنترنت سوف ينتج أزمة بالغة من بينها تعطّل كافة النشاطات الاقتصادية للأفراد والمؤسسات، ففي هذه الحالة ستتوقف أكثر الشركات عن العمل، منها المصارف وشبكات الهاتف الثابت والمحمول التي تعتمد جميعها على الإنترنت لتسيير أعمالها. وستنقطع الكهرباء في معظم أرجاء البلاد، فشبكات توزيع الطاقة الحديثة تعتمد على شبكة الإنترنت لإيصال الكهرباء والطاقة إلى المنازل والمعامل وشبكات الطرق والبنى التحتية الأخرى، مثل المياه وشبكات تكرير الصرف الصحي. بالإضافة إلى تعطيل المعاملات المالية بين المصارف، مؤكدين على أن الإنترنت  أصبح متغلغل في كل جوانب الحياة تقريبا.

ويعاني قطاع الاتصالات في لبنان من عدة أزمات بدءاً بأزمة سعر الدولار المرتفع، مروراً بشحّ المازوت، ووصولاً إلى ضعف مداخيل الشركات، وبالتالي عدم القدرة على تطوير الشبكة أو ملاقاة تقنيات الجيل الخامس.

وفي تصريحات صحفية سابقة قال  المستشار في شؤون التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات، عامر الطبش، أن "توقف توليد الطاقة الكهربائية في لبنان يتبعه حتما انقطاع الإنترنت"، وعزا الطبش السبب إلى "وجود المولدات القديمة في بعض مباني (السنترالات) المخصصة لخدمة الهواتف والإنترنت، والتي لا يمكن صيانتها في الظروف الراهنة، في ظل عدم رصد ميزانية مخصصة لها".

وأشار الطبش إلى أن "عدة خطط كانت قد قدمت في عام 2016 من قبل هيئة أوجيرو للعمل على استبدال هذه المولدات بأخرى تعمل على الطاقة الشمسية، إلا أنها لم تبصر النور".

واختتم الرجل حديثه قائلا: "يعد قطاع الاتصالات من أكثر القطاعات المربحة للدولة، إنما بغياب أية رؤية نصل إلى ما وصلنا إليه.. لم ترصد ميزانية هيئة أوجيرو هذا الوضع في ظل المناكفات السياسية المستمرة".

ويمر لبنان بأزمة مالية شديدة بسبب ديون ثقيلة تراكمت عليه منذ انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت بين عامي 1975 و1990، مما جعل البلاد تواجه صعوبات لتوفير ما يكفي من العملة الصعبة لتغطية نفقات الوقود وغيره من الواردات الأساسية.

واعتاد اللبنانيون منذ سنوات على التكيف مع أزمة انقطاع الكهرباء بانتظام لساعات قليلة يوميا في العاصمة بيروت ولفترة أطول بكثير في مناطق أخرى حيث لا تستطيع محطات توليد الكهرباء الحكومية على تلبية الطلب، فيما يعتمد الكثيرون على مولدات الكهرباء الخاصة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 4