أزمات إجتماعية كبيرة في سوريا

2021.12.13 - 10:29
Facebook Share
طباعة

كتبت الشرق الاوسط:

تشهد مراكز وفروع الهجرة والجوازات السورية في مناطق النظام السوري طوابير «غير مسبوقة» من آلاف المتقدمين للحصول على جوازات سفر بشتى الوسائل، بما فيها الرشاوى والوساطات، هرباً من الوضع الاقتصادي المتردي وغياب الأمن.
يقول «م.ع» موظف لدى أحد الفروع السورية للهجرة والجوازات، إن البلاد تشهد في الآونة الأخيرة حالة غير مسبوقة للحصول على جواز سفر. وأضاف، أنه رغم التعميم الأخير الذي أصدرته وزارة الداخلية، لتسهيل إصدار جواز سفر للمواطن، فإن التعليمات لم تنفذ بدقة، وبقي الحال على ما كان عليه سابقاً، (وساطات ورشاوى). ويعمل كثير من الموظفين على تعقيد معاملة جواز السفر، للحصول على رشوة، هذا عدا الخلل التقني في الكومبيوترات الذي يعرقل إنهاء الحد الأقصى من الجوازات يومياً، تحت سقف العدد المحدد بحسب كل فرع. على سبيل المثال، فرع دمشق للهجرة والجوازات لديه مخصصات وتعليمات، بإصدار 300 جواز سفر يومياً، بينما ينتظر على باب الدائرة أكثر من 1000 مواطن يريد تقديم طلب للحصول على جواز.
مأمون الديب، ناشط حقوقي في حماة، يرى أن ارتفاع أعداد الراغبين من السوريين بمغادرة البلاد، أفرز ظاهرة طوابير يومية أمام مباني وفروع الهجرة بدمشق والمحافظات السورية الأخرى، بعد أن كانت الطوابير تسجل أمام محطات الوقود والأفران والمؤسسات الغذائية بسبب الأوضاع الاقتصادية الكارثية. ويعتبر مأمون أننا أمام مرحلة جديدة سعى إليها النظام مع حلفائه الإيرانيين والروس، لإفراغ البلاد من سكانها. وهذا الطلب العالي على جوازات السفر يعكس أيضاً قناعة لدى السوريين، بغياب أي أمل قريب بتحسن الظروف المعيشية والأمنية، ليبقى الحل الأبرز لدى السوريين، هو مغادرة البلاد والبحث عن حياة كريمة في أي بلد آخر.

بمشهد آخر للأزمات في سوريا، فبعد الانتهاء من الاحتفال الرسمي بإضاءة شجرة الميلاد بفندق «داما روز» وسط دمشق لهذا الموسم، بحضور معاون وزير السياحة، وقفت مجموعة من الفتيات لالتقاط صور تذكارية مع الشجرة وهن يتضاحكن، فيما قالت إحداهن إنها لا تأخذ صورة مع الشجرة، بل مع الكهرباء، وردت صديقتها: «يجب أن نأخذ كثيراً من الصور مع الكهرباء كي لا ننساها». ووسط تعالي ضحكاتهن، تساءلت ثالثة: «شو يعني كهربا؟».

ويلاحظ المتابع للمشهد العام في العاصمة دمشق بوضوح ظهور شرخ اجتماعي جديد، على خلفية الأزمة الحادة في توفر مواد الطاقة، وارتفاع أسعارها، بعد قرارات تقليص الدعم الحكومي، وتخفيض حجم خسائر القطاع العام. وقد أصبح توفير الكهرباء من دون انقطاع ضمن ميزات الأماكن ذات النجوم الخمسة، يُشار إليها في الإعلانات التجارية لجذب من يملك إليها سبيلاً من أصحاب القدرة المالية، إذ لا يقل معدل الإنفاق للفرد في تلك الفنادق عن نصف مليون ليرة في اليوم الواحد، وعن 60 ألف ليرة للشخص في المطاعم.

وكانت وزارة الكهرباء في دمشق قد طرحت، الشهر الماضي، الحصول على الكهرباء دون انقطاع لفئة «كبار المشتركين»، من فعاليات صناعية وتجارية وسياحية، مقابل سعر خارج التسعيرات للكيلوواط الواحد. وحددت تعرفة مبيع الكيلوواط الساعي لاستجرار الكهرباء على التوتر 20 بسعر 300 ليرة للكيلو، ولكامل الكمية المستهلكة؛ أي نحو 300 ألف ليرة سورية مقابل كل ألف كيلوواط ساعي، بمعدل شهري قد يتجاوز 6 ملايين ليرة سورية (الدولار الأميركي الواحد يعادل 3400 ليرة). وقد سبق قرار تخصيص فئة «كبار المشتركين» قرار برفع أسعار تعرفة الكهرباء في معظم الشرائح، بنسب تراوحت بين 100 في المائة و800 في المائة، بزعم الدفع نحو الاعتماد على مصادر الطاقات المتجددة لتغطية جزء من استهلاك الكهرباء، وتخفيض الخسائر المالية لدى مؤسسات الكهرباء، بتقليص مبلغ الدعم، وتوفير السيولة المالية لاستمرار عمل المنظومة الكهربائية.

المصدر: الشرق الاوسط 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 9