القصة الكاملة للاستاذ "المتحرش" في شمال لبنان

اعداد رامي عازار

2021.12.08 - 12:42
Facebook Share
طباعة

شهدت احدى الثانويات في طرابلس، شمال لبنان انتفاضة كبيرة نفذها الطلاب والطالبات، منذ صباح الاثنين 6 كانون الأول 2021، بعد توثيق شهادات تتهم احد الاساتذة بالتحرش بالطالبات، كما يطالبون بمحاسبة مدير الثانوية ، نظرًا لاتهامه بالتغاضي المتعمد وتغطيته لسلوك الأستاذ.
البداية كانت بمنشور وضعته إحدى الطالبات على صفحتها على موقع فايسبوك، وتحدثت فيه عما قالت إن الأستاذ كان يقوم به.
"ما قمت به أنا ليس خطأ أبدا. لا يجب أن نستحي مما حدث"، تقول الفتاة.
وتضيف: "وضع مرة يده على كتفي، فقمت بدفعه. وكنت أراقب كيف يتصرف مع طالبات أخريات ويقترب منهن، ويتحدث بشكل غير لائق".
وتؤكد الطالبة أن والدتها ساندتها: "أمي فهمتني؛ وأتمنى أن يكون جميع الأهل قد فهموا أولادهم".
وتقول احدى ضحايا الاستاذ المتحرش: "في مرة كنت أكتب على اللوح. جاء من خلفي وبدأ يضمني إليه بطريقة غير مريحة أبدا. وفي مرة أخرى كنت أقدم امتحانا في المدرسة، اقترب مني ووضع يده على ساقي. لم أكن وقتها في موقع يسمح لي بالدفاع عن نفسي. هو هكذا؛ يختار التوقيت الذي تكون فيه الفتاة غير قادرة على مواجهته. وكلما صدّته الفتاة، كلما أصبح أكثر إصرارا"
تريد الفتيات فضح ممارسات يقلن إن أستاذهن كان يقوم بها، بينما كان، بحسبهن، يستغل نفوذه لتهديد الطالبات بأنه قادر على التأثير على تحصيلهن الدراسي ومستقبلهن. يقلن إنهن يحتفظن برسائل أرسلت لهن من قبله عبر التطبيقات الإلكترونية.
وتضيف احدى الفتيات: "يكفي أن نطرح سؤالا متعلقا بالدراسة على واتساب، ليأتيَ الجواب بعبارات من نوع: "اشتقت لك. أنت جميلة".
طالبات أخريات قلن إن الأستاذ المعني "كان يطلب من فتيات أن يشغلن كاميرات هواتفهن كي يراهنّ".
كل ذلك كان يجري برغم شكاوى، تقول طالبات إنهن تقدمن بها للقيّمين على المدرسة دون أن يتحرك هؤلاء ضد الأستاذ، كما تؤكد الفتيات. لأجل كل هذا، قرر الطلاب أن يتحركوا بأنفسهم.
بعد انتشار المنشور، اعتصم طلاب أمام المدرسة في محاولة للضغط على الإدارة وفضح الممارسات التي يقولون إن الأستاذ كان يقوم بها.
وتظهر الفيديوهات المتداولة عبر مواقع التواصل اقتحام بعض الشبان، مكتب المدير، ومحاولة تطويقه ومواجهته بالشهادات الحية، واتهامه بالتواطؤ في التستر على الأستاذ المتحرش منذ سنوات.
وقد وصل الأمر حد استدعاء الإدارة للقوى الأمنية، بعد أن اقتحم عشرات الطلبة مبنى المدرسة، ودخلوا مكتب المدير. كانوا يهتفون: "ثورة وثورة" ويتهمون المدير بالذكورية وبالتستر على الأستاذ المتحرش.
لم تفتح المدرسة المعنية أبوابها منذ ذلك الحين. أما وزارة التربية فقد أوفدت مفتشا إليها على وجه السرعة وأعلنت أنها أجرت تحقيقات أولية مع الأستاذ المتهم.
وبحسب المسؤولين، تم وقف الأستاذ عن التدريس وإحالة ملفه إلى الهيئة العليا للتأديب، فضلا عن مصلحة حماية الأحداث التابعة لوزارة العدل اللبنانية.
اعتبرت ناشطات نسويات أن ما حدث في طرابلس، والتي تضم بيئات مُحافِظة، هو مؤشر على تغير طرأ على المجتمع اللبناني.
وقد شهدت الفترة الأخيرة إطلاق حملات توعية متعددة ضد العنف الجندري بكل أشكاله، وانتشرت معها بشكل كبير وسوم على تويتر تشجع النساء على مواجهة المعنفين، منها وسما: "#افضحمتحرش"، و"#نصدقالناجيات".
في الأسابيع القليلة الماضية عادت هذه الوسوم بزخم كبير بعد الحكم الفرنسي على أحد أشهر الكهنة المسيحيين في البلاد، والذي أدين بالتحرش بفتيات على مدى عقود، وشكلت قضيته مادة جدل ونقاش واسع في لبنان.
أما من الناحية القانونية، فقد أقر البرلمان اللبناني منذ نحو عام، وللمرة الأولى، قانونا يعاقب على التحرش الجنسي. وقد رُفعت بالفعل قضية أمام المحاكم اللبنانية بموجب هذا القانون، لكن الحكم فيها لم يصدر بعد.
وفي اول رد للاستاذ المتهم بالتحرش نشرت قناة الإعلامي طوني خليفة على “يوتيوب” اتصالاً أجري مع الاستاذ حيث علق على الفضيحة قائلا ان هناك حملة ضدّه لأنّه “محبوب وناجح”، ونفى تماما الاتهامات الموجّهة إليه. وأكد انها مجرد افتراءات والحقيقة ستظهر مع الوقت. وشدد على انه غير متوارٍ عن الأنظار، لافتا إلى انه ليس مجرما لكي يسلّم نفسه للقضاء. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 3