الثراء يطرق باب الميليشيات في ادلب والناس يعانون

عمر قدور

2021.12.06 - 04:12
Facebook Share
طباعة

 تنتشر حالة من الغضب وخيبة الامل بين سكان ادلب وريفها جراء ما يعانوه من فقر وجوع وبرد، فيما لا يشفع كل ذلك عند ما تسمى بحكومة الانقاذ و من ورائها تحرير الشام كي ترأف بحال العباد، بل رغم ذلك تستمر القرارات التعسفية لجني المال من الفقراء، يقول بعض سكان الريف الادلبي. 

الخطف والابتزاز مصدر رزق 

لا تتوقف اساليب الميليشيات المسيطرة في ادلب على فرض الاتاوات والغرامات والرسوم ورفع الاسعار و احتكار بعض القطاعات كالنفط والغذاء، بل وصل الامر للخطف بقصد المال. 

تقول مصادر محلية في ادلب لمراسل اسيا في الشمال السوري:

هناك ‏عشرات المفقودين يومياً بحالات اختطاف و ابتزاز في مناطق سيطرة الجهاز الامني التابع لتنظيم تحرير الشام الارهابي. 

وتضيف المصادر: العناصر الامنية للهيئة بالالاف وهم  لم يشاركوا في معركة لا قديماً و لا حديثاً  شغلهم الشاغل معبر باب الهوى و معبر الغزاوية و اغلاق المعابر مع غصن الزيتون،فلماذا لا يتم ضبط امن المنطقة تختم المصادر بالسؤال. 

اما عمليات الاحتيال فقد كان لها طرق غريبة، في هذا السياق تؤكد مصادر خاصة لاسيا نيوز بأن عناصر تحرير الشام كانوا يساومون الاهالي عند كل تبادل اسرى ومعتقلين مع الحكومة السورية. 

وتضيف المصادر بعض المعتقلين هم اساسا كانوا يقاتلون في صفوف الهيئة، والغريب ان الهيئة ذاتها ساومت عائلات زملائهم على وضع اسمائهم في قوائم التبادل لقاء مبالغ وصلت ل ٢٠٠٠ دولار اما للمدنيين المعتقلين فالمبلغ يكون مضاعفا. 

الى ذلك فقد اكد مراسل آسيا بأن تنظيم تحرير الشام قد رفع  ضرائب إدخال عدد من المواد الغذائيةِ من مناطق ريف حلب إلى مناطق إدلب، حيث زادت بنسبة تصل إلى 30%.

يأتي ذلك بالتزامن مع رفع الرسوم الجمركية ورسوم الدخول عبر المعابر، وفق ما قاله بعض سائقي الشاحنات، وقبل مدة كانت حكومة الانقاذ قد رفعت سعر ربطة الخبز وتلاعبت بوزنها لتصبح اقل مما كانت. 

فيما تؤكد مصادر محلية في ادلب بأن من بين المواد التي رفعت رسوم ادخالها كانت مادة الطحين، وهو ماقد ينذر بأزمة رغيف قادمة وفق رأيها. 

ميليشيات ودول شركاء في سرقة الاثار 

على الرغم من ملاحقة تحرير الشام للتنظيمات التكفيرية المشابهة والمنافسة لها، كجنود الشام، الا انها تستخدم جماعات اخرى للقيام بالاعمال القذرة نيابة عنها بغية الحصول على المال السريع وبمبالغ خيالية. 

تفيد المعلومات الواردة لمراسل اسيا في الشمال بأن عناصر الحزب الإسلامي التركستاني، يقومون بالتنقيب عن الاثار في محيط بلدة دركوش بريف إدلب، حيث قام عناصر من تحرير الشام بمساعدة عناصر التركستاني على قطع عدد من الطرق الزراعية والرئيسية التي تصل إلى البلدة، تزامنا مع إدخال معدات هندسية ولوجستية خاصة بالتنقيب عن الآثار، عبر طريق زراعية محاذية لمجرى نهر العاصي، 

 فيما تؤكد مصادر اهلية بأن تلك العملية تتم بوجود دوريات عسكرية تركية، مشيرة الى ان تركيا هي السوق الذي يصرف تلك القطع للمافيات والاثرياء. 

وتختم المصادر بالقول: لقد باتت حركة التنقيب عن الاثار ملحوظة اكثر من ذي قبل، مشيرة الى ان تحرير الشام تحكم بالاعدام على من يثبت وجود اثار لديه لم يبلغ عنها بحجة انها تكفيرية، اذ وقعت حوادث سابقة عند بعض المواطنين في مزارعهم حيث عثر على اثار خلال عمليات البناء وتمت مصادرتها من قبل تحرير الشام والبعض الاخر لم يبلغ اصحابها لدى الهيئة فتمت الوشاية بهم من جيرانهم ليدفعوا حياتهم ثمنا، والذريعة اقامة الحد لحيازة اعمال تكفيرية وفق تعبيرهم. 

البرد وتحرير الشام يحاصران الناس

وسط المعلومات التي تتحدث عن ثراء فاحش ينعم به قادة وعناصر تحرير الشام ومن يدور في فلكها، يعيش سكان ادلب الفقر والبرد والجوع. 

 فقد  تضررت مئات الخيام بعد أن عصفت الرياح العاتية بمخيمات النازحين في إدلب، وسط انتشار القلق والخوف بينهم  إذ أن الأسوأ لم يأت بعد. 

حول ذلك قالت مصادر من داخل المخيمات لاسيا نيوز بأن حالات النزلة الصدرية والالتهابات الحادة بدأت تنتشر بين الاطفال، مضيفة: لقد اتت الينا منظمات غربية للوقوف على حاجاتنا في الصيف الماضي، لكن تلك المنظمات رافقها مندوبون عما تسمى بحكومة الانقاذ التابعة لتحرير الشام، توسمنا خيرا حينها وطلبنا تخصيص كل اسرة باغراض تدفئة وعوازل مطرية وبيوت مسبقة الصنع، لكن لم نحصل على شيء مما ذكر. 

وتختم المصادر: لقد تم تسجيل قوائم اسمية لدى حكومة الانقاذ منذ ذلك الحين، ثم علمنا بأن المساعدات العينية والمالية كانت تصل لحكومة الانقاذ لتوزيعها، لقد بات البرد وتحرير الشام حليفان يحاصران مساكين المخيمات بل وقرى ادلب ايضا، على حد وصفها

على صعيد متصل افاد مراسل اسيا عبر مصادره في ادلب بأن الحالة المعيشية في هذا الشتاء مأساوية، حيث يقوم مئات الأطفال والنساء بجنع بقايا محصول بطاطا من الأراضي الزراعية من اجل البحث عن الطعام، ومنهم من يجمع أعواد الحطب للتدفئة.

‏‎

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 8