قسد أمام اتهامات وداعش هي العنوان الكبير

نائل محمد

2021.11.27 - 04:01
Facebook Share
طباعة

 تتعاظم التحديات في شرق سورية أمام تنظيم قسد، وسط رياح تغيير في السياسة الدولية والإقليمية نحو المنطقة تعود لعدة أسباب منها ما هو اقتصادي ومنها ما هو صحي ووبائي بحسب البعض، فيما يجد التنظيم الكردي نفسه أمام ملفات عدة أبرزها عودة نشاط تنظيم داعش الإرهابي، ثم الملف العالق والمتمثل بمفاوضات تشرف عليها موسكو بموافقة مبدئية أمريكية مع حكومة دمشق، فضلاً عن النقص في المقاتلين والحاجة لتنجيد ما أمكن من الشبان والفتيات، وأخيراً ملف الاستنزاف الذي يطال عناصر التنظيم سواءً من قبل مجهولين أو على يد الميليشيات المدعومة تركياً في ريف حلف ومناطق ما تُسمى بدرع الفرات.


داعش يطل برأسه 

لم تكن التصريحات الأمريكية حول بقائها في شرق الفرات من أجل ضمان عدم عودة تنظيم داعش مجرد تصريحات عبثية، إذ لم تصدر واشنطن مواقفها تلك حتى تم رصد عودة نشاط مكثف للتنظيم الإرهابي، في عمليات متفرقة ما بين شرق الفرات حيث تسيطر قسد، وما بين البادية السورية حيث يُستهدف الجيش السوري.

أخبار مكثفة ومعلومات تتحدث عن قيام داعش بإعدام مقاتلين من قسسد، كان آخرها تنفيذ التنظيم الإرهابي إعداماً ميدانياً بحق عنصرين من قوات قسد قرب نواحي تل الجاير بريف الحسكة الجنوبي، واللافت أيضاً قيام داعش بإصدار انفوغراف عبر وسائل التواصل الاجتماعي يبين فيه الهجمات التي نفذها خلال الأسبوعين الماضيين و التي بلغ عددها 17 هجوماً، قال فيها أنها أسفرت عن مقتل وإصابة 35 عنصراً من الجيش السوري الجماعات الرديفة له، و قوات  قسد .

حول ذلك يعلق مصدر مقرب من تنظيم قسد قائلاً: إن التنظيم الإرهابي تقصد عبر بيانه ذاك الترويج لأساليب استهداف مقاتلي قوات سورية الديمقراطية فضلاً عن جنود الجيش السوري، وهي عمليات اغتيال، واشتباكات ووضع عبوات ناسفة وكمائن، إضافة إلى عملية إحراق الآبار النفطية، وتدمير الآليات.

ويضيف المصدر: إن هدف داعش من ذلك، أولاً التذكير بأنه لا زال موجودا وحاضراً بقوة، والهدف الثاني هو نشر الذعر بين الناس، لا سيما في شرق الفرات، وهو أسلوب يعتمده هذا التنظيم بشكل أساسي.

من جهتها اتهمت أوساط محسوبة على ما يُسمى بالجيش الوطني المدعوم من تركيا التنظيم الكردي بلعب تمثيلية تعتمد على نشر الخوف بسبب عودة داعش وأن قسد هي القوة الوحيدة والفعالة التي تواجهه بدعم أمريكي، وتختم تلك الأوساط بالقول: إن داعش ما هو  إلا شماعة لقسد من أجل إطالة عمرها وإطالة أمد بقاء القوات الأمريكية الداعمة لهم بحسب رأيها.

وسط هذا المشهد تحدثت عدة تقارير أن تنظيم قسد يستعد للإفراج عن عدد كبير من السجناء لديه بتهم الانتماء لتنظيم داعش، حيث من المرتقب أن يتم إخراج ما لا يقل عن 850 سجين لدى غالبيتهم من محافظتي الحسكة دير الزور، خلال الساعات القادمة، ممن جرى اعتقالهم على مدار فترات متفاوتة، وستتم عملية الإفراج بوساطة شيوخ ووجهاء عشائر في المنطقة.

هذه المعلومات أثارت العديد من التساؤلات ما إذا كان تنظيم قسد سيستثمر لاحقاً في ملف داعش كدعاية وذريعة له، فضلاً عما إذا كان التنظيم الكردي يريد الترويج لنفسه بين أهالي المنطقة عبر إطلاق سراح أبنائهم، واحتواء غضبهم وفق بعض وسائل الإعلام المعارضة.

خطف الفتيات لعنة تلاحق قسد والأخيرة توضح

تخرج بين الحين والآخر اتهامات تطال تنظيم قسد عبر قيامه بخطف الفتيات القاصرات أو اقتيادهن قسراً إلى مخيمات التجنيد للقتال في صفوفه.

وفي هذا السياق أفادت المعلومات بأن عناصراً يتبعون لما تُسمى بالشبيبة الثورية قاموا بخطف  سيلفا نضال عيسى من مواليد 2002 من أبناء قرية جلبل في ريف عفرين من احد المخيمات في ريف حلب الشمالي بهدف التجنيد، و في سياق متصل تم توثيق فقدان القاصر خطاب عبيد حسن 15 سنة  من سكان حي الهلالية بمدينة القامشلي، إضافةً لاختطاف الطفلة عبير عبد العزيز من مدينة المالكية بريف الحسكة، وجندتها قسرياً في صفوفها.

مصادر محسوبة على الائتلاف المعارض أكدت أن التنظيم الكردي يتبع هذا الأسلوب لتحقيق عدة أمور، أولها غسل أدمغة الصغار واليافعين بأفكار حزب العمال الكردستاني، وثانياً الضغط على عائلات الفتيات، إذ تُعتبر الفتيات بمثابة ورقة ابتزاز لمنع أهلهم من الانتفاض ضد التنظيم الكردي، وأخيراً حشد ما يمكن من المقاتلين بغض النظر عن أعمارهم وزجهم على الجبهات وعندما يُقتلون تروج قسد إلى أن خصومها يستهدفون الأطفال والفتيات في مناطقها بحسب قولها.

بدوره رد مصدر قيادي من قسد فضل عدم ذكر اسمه قائلاً: ليس غريباً على المعارضة المرتبطة بتركيا أن تسوق هذكا اتهامات ضدنا، فهي منبر لتسويق المزاعم التركية ضد أكراد سورية وفق تعبيره.

ويتابع المصدر قائلاً: ليست هناك أية حملات تجنيد قسرية، إذ كيف يمكن أن نضع أناساً غير مؤمنين بقضيتنا وفكرنا ونحولهم إلى حصان طراودة بين مقاتلينا؟ ما يحدث هو الحرص على عدم انجرار الفتيات والفتيان في شرق الفرات إلى الأفكار التكفيرية، إذ أن فكرنا هو علماني بحت بحسب قوله.

عودة هواجس المعارضة من قسد

ليست كل المعارضة السورية تعادي تنظيم قسد والقوى السياسية الكردية، يقول أحد المعارضين السوريين القاطنين في مدينة اسطنبول، ويردف قائلاً: هناك معاداة للفكر الإقصائي والانفصالي، ولفكرة الاستئثار بالثروات السورية النفط والقمح .

ويختم هذا المعارض بالقول: هناك عدة استفسارات حول ممارسات قسد، ولا نقصد بها الممارسات الداخلية ضد الأهالي في المناطق التي يسيطر عليها، بل أيضاً الممارسات السياسية والتحركات الخارجية، لجهة العلاقة مع الأمريكان والروس والتفاوض مع دمشق، ووجود أناس مؤيدين للسلطة السورية يعيشون في مناطقهم.

في سياق متصل أفادت مصادر محلية في دير الزور بأن عدداً كبيراً من الأشخاص الذين قاموا بتسوية أوضاعهم  مع حكومة دمشق قد عادوا إلى مناطق سيطرة قسد ، وأضافت المصادر أنه لم يتم التعرض لهم من قبل عناصر التنظيم الكردي، وهم يتمتعون بحرية الحركة والعمل، ما يعني بحسب مصادر معارضة أن ذلك سببه المساعي الروسية للتوصل إلى تسوية ما بين دمشق والأكراد، الأمر الذي لا يزال يثير غضب المعارضة السورية وجماعاتها بل وسكان ريف حلب الشرقي على حد سواء وفق رأيها.

فيما يتساءل البعض كيف لموالين للحكومة السورية التحرك بحرية والعودة إلى مناطق سيطرة قسد في دير الزور؟ فيما السكان في مناطق أخرى يُلاحقون بتهم التعامل مع تركيا أو ما تُسمى حكومة الإنقاذ في ادلب، أو الحكومة المؤقتة في ريف حلب الشرقي؟.

على صعيد آخر عاد الغضب والاستفسار من استمرار قسد بالسيطرة على السكن الشبابي والعمالي في حي رميلة شرقي مدينة الرقة، حيث يرفض التنظيم الكردي الخروج منه أو تعويض مالكيه الذين يبلغ عددهم المئات على الرغم من تقديمهم لوثائق قانونية تثبت ملكياتهم، وهو الأمر الذي اعتبره مصدر فيما تُسمى بالحكومة المؤقتة دليلاً على نية قسد مصادرة أرزاق الناس وإحداث عمليات تغيير ديمغرافي في المنطقة على حد وصفه.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10