ضغط روسي أمريكي وراء إيقاف تركيا عمليتها شمال سوريا

2021.11.20 - 08:28
Facebook Share
طباعة

رجح تقرير نشره معهد“ISW لدراسات الحرب“، ومقره واشنطن، أن يكون التراجع التركي عن العملية العسكرية التي كانت متوقعة للتوغل في شمال سورية، بعد الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، جاء نتيجة مزيج من الضغط العسكري الروسي والدبلوماسي الأمريكي.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد دعا، في 11 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى هذه العملية العسكرية، التي تستهدف منطقة الحكم الذاتي ذات الأغلبية الكردية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وجرى تجهيز ”الجيش السوري الحر“ الموالي لتركيا للمشاركة في تنفيذها.
وفي الفترة ما بين 26 و29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أرسلت القوات المسلحة التركية (TSK) ما لا يقل عن 10 قوافل عسكرية لتعزيز مواقعها العسكرية شمال سوريا.

ووصل الجزء الأكبر من هذه القوات إلى تل أبيض في محافظة الرقة وجنوب إدلب، مع تعزيزات إضافية إلى رأس العين، استعدادًا لما بدا أنه يستهدف غزو أجزاء من مناطق تل رفعت وتل تمر وعين عيسى، بحسب ما ذكره التقرير.

 

 

التوغل كان وشيكاً

وأظهر الرصد العسكري أن التعبئة العسكرية التركية هذه، وهي الأكبر شمال شرق سوريا منذ توغل تركيا، في أكتوبر 2019، تشير إلى استعدادات حقيقية محتملة للتوغل وليس مجرد المواقف.

لكن تقارير وسائل التواصل الاجتماعي عن التعزيزات العسكرية التركية وبيانات الجيش الوطني حول ”التوغل المقبل“ لم تلبث أن توقفت، كما قال التقرير الذي يرجح أن ضغوطًا روسية وأمريكية هي التي منعت تركيا من التوغل تجنبًا لما وصف بأنه تكلفة دبلوماسية واقتصادية عالية ستدفعها الحكومة التركية.

شواهد الردع الأمريكي الروسي للعملية

أجرت القوات الروسية والسورية الحكومية مناورات عسكرية مشتركة، قامت روسيا ”بتنسيقها“ مع قوات سوريا الديمقراطية، في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
كما نشرت روسيا طائرات دوارة وثابتة الأجنحة في القامشلي وبالقرب من عين العرب قرب مناطق يحتمل أن تكون فيها تعزيزات عسكرية تركية.

كذلك أجرت روسيا مناورات مشتركة متعددة الأيام مع الجيش السوري قرب تل تمر بمحافظة الحسكة في اليوم نفسه.



وبالمثل، قامت الولايات المتحدة، في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، وأوائل نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري بدوريات محدودة، وقيل إنها بنت قاعدة جديدة بين القامشلي وتل تمر لردع التوغل التركي ضد قوات سوريا الديمقراطية، الشريكة للولايات المتحدة.

ولم يستبعد التقرير احتمال أن يكون المسؤولون الأمريكيون أعربوا لتركيا عن معارضتهم لتوغلها في سوريا خلال العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى، في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بما في ذلك اجتماع الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 منه مع الرئيس أردوغان.

حزم روسي

ورأى التقرير أن روسيا أضحت أقل تسامحًا مع المزيد من الاستيلاء التركي على الأراضي في سوريا.
ويشير عدم وجود اتفاق روسي – تركي للحشد العسكري، في أكتوبر/ تشرين الأول، إلى أن الإستراتيجية الروسية في سوريا ربما تكون تحولت لرفض أي تنازلات روسية جديدة لتركيا، بحسب التقرير.

ونقل التقرير عن قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، قوله إن روسيا تسعى الآن إلى وقف المزيد من التوغلات الإقليمية التركية، لأن جنوب إدلب الذي تستهدفه العملية التركية، مهم للقوات الموالية للحكومة السورية شمال غرب سوريا للوصول إلى الطريق السريع M4 الإستراتيجي ودفع الجماعات المتشددة شمالًا بعيدًا عن المناطق الرئيسة.
وعرض التقرير كيف أن روسيا باتت الآن تعطي الأولوية لهدفها طويل المدى لتعزيز سيطرة الحكومة السورية.

وفي هذا النطاق، تبدو روسيا جاهزة للتعاون مع الأكراد السوريين وقوات سوريا الديمقراطية لردع طموحات تركيا العسكرية في سوريا.

واعتبر التقرير أن عدم تحقيق الأهداف التركية في سوريا، سيديم جهود أنقرة في إحداث اضطراب وعدم استقرار شمال سوريا، لأن القتال بين القوات المدعومة من تركيا والقوات الكردية لا يقتصر على حدود العملية الرسمية، ولذلك، تشتبك الفصائل المدعومة من تركيا مع المقاتلين الأكراد السوريين بشكل منتظم في حرب استنزاف طويلة الأمد.
كما وثقت المنظمات الإنسانية، على نطاق واسع، دور المقاتلين السوريين المدعومين من تركيا في قطع إمدادات المياه عن المناطق الكردية السورية، وإجراء عمليات اعتقال تعسفي، وتفاقم عمليات النزوح الجماعي قبل الحملات التركية.

 

توجيهات روسية أمريكية

وذكر التقرير، أن من شأن هذه التحركات التركية تقويض الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش، وهز استقرار المؤسسات الهشة والمناطق المدنية، فضلًا عن أنها تخلق أيضًا فرصًا لروسيا لتوسيع وجودها العسكري شمال شرق سوريا.

كما أشار التقرير إلى احتمال أن تكون روسيا، فضلًا عن المناورات العسكرية التي أجرتها في سوريا، نشرت في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري صواريخ S-300 المضادة للطائرات في قاعدتها الجوية في الطبقة بمحافظة الرقة.



وهذه الرسائل، التي وصفها التقرير بأنها نادرة، ربما كانت كافية لردع الترتيبات التركية ومنعها من التوغل الذي كان مقررًا الشهر الجاري. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 6