قسد والتسوية بين الفرص والتهديدات

نائل محمد

2021.11.09 - 10:05
Facebook Share
طباعة

 لم تتمخض محاولات التسوية بين قسد و دمشق عن نتائج فعلية، وكل ما يتم حتى الان هو في طور الرسائل وجس النبض لاسيما من قبل التنظيم الكردي نحو الحكومة السورية، فيما ترى الأخيرة أن اي تفاهم قادم يجب أن يستند الى امرين اولهما وحدة الجغرافيا السورية دون وجود كانتونات، والثاني هو الحق الدستوري للدولة بالاشراف على مقدرات وثروات المناطق والمحافظات، مطلبان قد ترى فيهما قسد نهاية لحلم كونفدرالية كردية، وسط الحديث عن معلومان تفيد بموافقة دمشق على  بقاء التنظيم كقوة سياسية سورية بين غيرها، لتبقى مشكلة التنظيم العسكري الذي لا يمكن أن يستمر كما هو عليه في حال التوصل لتسوية. 

قسد بين حكم الأمر الواقع والأمنيات

لقد قاتل التنظيم الكردي لسنوات واستفاد من دعم أمريكي لتثبيت نفسه سياسيا وعسكريا في المشهد السوري، تمهيدا لاي حل سياسي قادم لا يعيد أكراد الشرق الى زمن يسبق العام ٢٠١١ تمت الاستفادة بشكل كبير ولا زالت من النفط َالقمح السوريين بما جعل التنظيم الكردي يتمتع بقدرة تمويلية قوية لا تتوفر لدى ميليشيات اخرى، لكن المتغيرات السياسية الدولية والاقليمية كان لها كلام اخر، لا يمكن لقسد الاستمرار في امتصاص ارباح خيالية من النفط السوري، يقول مصدر كعارض، ويتابع: جميع الاطراف المناوئة للحلم الكردي في سورية لن تسمح له بتمويل نفسه بل ستسعى لتجفيف مصادر امواله المتمثلة بحقول النفط، لقد استغل الامريكيون الورقة الكردية الى اقصى حد، ولكن واشنطن ادركت اليوم انه من الصعب الاستمرار بذات السياسة شرق الفرات مع وحود الروس والاتراك فضلا عن دمشق والعشائر العربية الغاضبة ناهيكم عن جماعات المعارضة المسلحة، ويختم المصدر: قد يفسر ذلك نية الامريكي بالانسحاب وترك دور الوسيط للروسي وفق رأيه. 

بينما ترى اوساط صحفية في دمشق ان قسد محشورة مابين احلامها ومخاطر ضياعها وبين الواقع الصعب الذي وصلت اليه،اما عدوان تركي ينتهي بالسيطرة على مناطقهم او تعاون مع دمشق سيحميهم من خطر ابادة وملاحقة، شرط الدخول في كنف الدولة.

المفاوضات مستمرة  والوقت يمر 

تصريحات ومواقف عديدة صدرت خلال الايام والساعات الماضية عن قياديين أكراد سواء في قسد او مسد، حيث قال مسؤول العلاقات العامة في مسد حسين العزام، أنّ الإدارة الذاتية منفتحة على الحوار غير المشروط مع دمشق، من أجل إيجاد نقاط التقاء، مشيراً إلى أنّ "حلّ الأزمة السورية يتم في دمشق، وليس في جنيف، وهو ما اعتبرته مصادر معارضة موالية لتركيا محاولة من التنظيم الكردي لحجز مقعد له على مائدة التفاوض تحت يافطة الدولة لا المعارضة. 

فيما أكّد مصد. قيادي في مجلس الرقة العسكري التابع لقسد بأنّ مفاوضاتهم مع الجيش السوري بحضور ضباط من الشرطة العسكرية الروسية في منطقة عين عيسى شمال الرقة مازالت مستمرة حتّى الآن للوصول إلى صيغة نهائية حول مناطق شمال شرق سوريا تشمل تسوية عسكرية وسياسية بضمانةٍ روسية.

بالتزامن مع ذلك تزور الرئيسة المشتركة لمسد الهام احمد العاصمة الروسية للتباحث حول تسوية مع دمشق، في الوقت الذي لا تزال انقرة تحشد فيه الاف المقاتلين على تخوم مناطق سيطرة قسد، وهو مايعطي سببا للروس من اجل حسم المفاوضات بين الكرد والعاصمة السورية. 

شروط وتنازلات كيف ستكون التسوية 

تتضارب المعلومات الواردة بشأن مطالب وشروط الاكراد ما الذي يمكن ان يقبلوه وما يمكن ان يرفضوه، فيما تشارف رمال الساعة على الانتهاء وتنذر بتطورات ميدانية حاسمة قد تكون مم بينها عملية عسكرية تركية. 

في هذا السياق تقول مصادر كردية بأن سيناريو الحسكة مطروح، بحيث تكون للناس حرية الاختيار بالإقامة والعمل مع الإدارة الذاتية او مع الحكومة النظام، فيما المطلوبون للخدمة العسكرية سيختارون إمّا الخدمة تحت مسمّى واجب الدفاع لدى قسد أو خدمة العلم لدى الجيش السوري. 

وتضيف المصادر:  سيتمُّ منح الأولوية في التسوية لمناطق خطوط التماس ومن ثمّ مراكز المدن الرئيسية بما يضمن حقوق الإدارة الذاتية الكردية والمؤسسة العسكرية المتمثلة بقسد عبر المحافظة على هيكليتها وإدارتها للمنطقة، وذلك بضماناتٍ تتمُّ عبر الشرطة العسكرية الروسيّة.

حول ذلك يقول مصدر وصف نفسه بالمطلع: قد تقبل الحكومة السورية ببقاء الادارة الذاتية وقوات قسد حاليا مع دخول الجيش السوري لمراكز المدن الرئيسية اضافة للانتشار على كامل خطوط التماس مع القوات التركية وجماعاتها، لكن هذا سيكون بشكل مؤقت فقط، اذ لن ترضى دمشق ان يكون تواجدها شكليا او لحماية مقاتلي قسد فيما هي في اكثر الظرَف احتياجا لاستعادة الاشراف على النفط بسبب الضائقة الاقتصادية والتي بدأت تظهر بشكل اكبر معيشيا على المواطنين السوريين، فهل ستتفهم قسد ذلك السيناريو وتقبل به. 

تحركات عسكرية وعمليات استنزاف 

ريثما يتم الاعلان عن التوصل الى تسوية بين قسد ودمشق من عدمه، تتحدث المعلومات الواردة من مصادر محلية في تل رفعت عن تحركات عسكرية روسية في المنطقة، حيث عزز الروس قاعدتهم العسكرية في مطار منغ، وقد وصلت قافلة عسكرية روسية تضم عشرات الآليات العسكرية الثقيلة،بالاضافة لعدد َن جنود الجيش السوري والياته. 

في حين تتحدث تقارير خاصة بأن انتشارا كبيرا للجيش السوري والروس سيحدث قريبا في دير جمال، منغ، تل رفعت، وآبين، بريف حلب الشمالي،تحركات عسكرية يربطها البعض بملف التسوية الذي تعمل موسكو بالاشراف عليه. 

بالتوازي مع ذلك وقعت تطورات ميدانية شكلت لقسد تحديا جديدا هي في غنى عنه بهذا التوقيت الحرج، حيث تعرضت مقرات قسد في عدد من بلدات دير الزور لهجمات هي الأعنف منذ فترة طويلة، تزامنا مع اشتباكات عنيفة اندلعت بين أبناء العشائر العربية ومسلحي تلك القوات في البلدات، وفي السياق، قام مجهولون أيضا بدعوة الأهالي إلى الالتزام في منازلهم ببلدة ذيبان بالقرب من قاعدة حقل العمر النفطي، ليتبع ذلك هجوم مسلح على نقطة عسكرية تابعة لقسد بالقرب من محطة المياه التابعة للحقل.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 10