الأكراد أمام استحقاق والأتراك يبحثون عن وقت بدل ضائع في الشرق السوري

علي مخلوف

2021.11.06 - 10:05
Facebook Share
طباعة

 لا تستطيع أنقرة التراجع بشكل كلي عن عمليتها العسكرية دون إطلاق قذيفة واحدة حفظاً لماء الوجه، يقول مصدر صحفي مطلع على ما يحدث في شرق الفرات، فتركيا في حالة تفاوض مع الأمريكي وتنسيق مع الروسي والعنوان العريض يجب إبعاد الأكراد عشرات الكيلومترات عنا، الأخيرون يدرسون خياراتهم الاستراتيجية هل يمكن حصد مكاسب وتحقيق حلم استقلال مجتمعي مع وقف التنفيذ تحت مسمى إدارة ذاتية تتبع للحكومة السورية؟ مع انتشار الجيش السوري في مناطق الإدارة لسد الطريق على تركيا من استهدافها في حال تم التوصل إلى اتفاق نهائي بين قسد ودمشق؟

تهديدات تركيا بمعركة و فرصة موسكو الذهبية

منذ أن هددت أنقرة بشن عملية عسكرية كبيرة ضد مواقع مقاتلي قسد ، و النشاط الروس يزداد بوتيرة عالية وهي غير مسبوقة، وفود عسكرية وأمنية روسية إلى مناطق قسد، و استقدام طائرات مقاتلة من طراز سوخوي في مطار القامشلي مع مناورات بالذخيرة الحية، وتكثيف لطلعات المسيرات من أجل رصد تحركات الجيش التركي و الفصائل المسلحة التي يدعمها على خطوط ‎التماس في المبروكة بريف ‎رأس العين ، روسيا تريد أن تصبح المفاوض لتركيا في ملف شرق الفرات بحسب رأي مصادر معارضة، وبذريعة عدم السماح بقيام عمل عسكري استطاعت الدخول بقوة الى القامشلي وغيرها من مناطق سيطرة قسد، بعبارة أخرى لقد استفادت موسكو بشكل كبير كان مستحيل الحصول لولا تهديدات تركيا بعملية عسكرية ، وختمت تلك المصادر بالقول هل روسيا وتركيا متفقان ام مختلفان!

كما أن ما حدث في دير الزور من إصدار الرئيس السوري توجيهاً بتسوية عامة لأهالي دير الزور ضمن إطار ما يسمى بالمصالحات الوطنية يرتبط لدى البعض بالاتفاق الذي يتم طبخه على نار هادئة بين القوى الفاعلة في المحافظة، بحيث ينص على دخول الجيش السوري إلى المناطق التي تسيطر عليها قسد في دير الزور، وفي ذات الوقت فإن التسوية العامة لأهالي دير الزور سوف تجذب أبناء العشائر من العرب فيما يوحي بأنه محاولة من دمشق لتثبيت تواجدها بين القوى المحلية سواءً كانت كردية منظمة أو عربية عشائرية، وهذا يمهّد لمرحلة سيطرة الحكومة السورية على كامل محافظة دير الزور. 

انتشار أمني كثيف ومريب

تشير المصادر الخاصة بأن أكثر من 50 أمنياً تابعين لتنظيم هيئة تحرير الشام قد انتشروا وسط قرية ‎كورين عند الساحة وعلى مداخل القرية مع تفتيش للمارة ومداهمة بعض بيوت المدنيين، كما نُصبت حواجز عند الساحة وعند مدخل جامع عمر ابن الخطاب وعند مخزن وليد للأدوات المنزلية وعند دكان مدين، فيما عقبت مصادر وصفت نفسها بالعليمة ما يجري هناك  بأنه مرتبط بالعملية التركية المتوقعة ضد قسد، حيث قامت الهيئة بتعميم بوجوب استنفار أمنييها إلى درجة قصوى للتعامل مع أية تطورات للمعركة القادمة، إّذ تخشى الهيئة أن يقوم الجيش السوري بالاستفادة من انشغال الأتراك وباقي الفصائل في قتالهم مع قسد للانقضاض على بعض المناطق في ادلب ، في حين نفت مصادر مقربة من الهيئة تلك المعلومات،  لكنها لم تنف أن تحركات الأمنيين مرتبطة بالمعركة ضد الأكراد، اذ هناك مخاوف من تسلل عناصر معادية إلى قرى في ادلب ومن ريف حلب لتنفيذ عمليات ضد مواقع للهيئة أو حتى ضد أهداف مدنية بما يثير الرعب في المنطقة ويظهر تحرير الشام بمظهر العاجز عن احتواء ما يجري بالتوازي مع المعارك التي قد تندلع قريباً بحسب قوله.

منابع النفط وسيناريو العودة لدمشق هل من عوائق

مع ورود معلومات عن قصف تركي صاروخي لمواقع قسد في قرية  الدردارة التابعة لبلدة تل تمر، و بدء فصائل مسلحة مناورات عسكرية مع القوات التركية قرب الطريق الدولي m4 المتاخم لخطوط التماس فيما تًشمى منطقة نبع السلام ، يتحرك الأكراد السوريون بخطى متسارعة نحو دمشق بجهود روسية، وفي تطورات الساعات الماضية قامت قسد برفع قوات الأعلام السورية على سياراتها العسكرية في مدينة ‎عين عيسى شمال الرقة ، فيما قالت مصادر صحفية من شرق سورية بأن تعليمات صدرت عن قيادة التنظيم الكردي قضت برفع أعلام الدولة السورية على العديد من النقاط العسكرية التابعة لقسد.

وفي سياق متصل أشارت المعلومات بأن تغييرات إدارية وعسكرية ستطال قيادات قسد، من أجل تهيئة الأجواء لإطلاق مرحلة جديدة، تجاه دمشق أولاً، ولنزع ذريعة تركيا بشأن شن عملية عسكرية جديدة ضد التنظيم الكردي بسبب ارتباط قيادات قسد بحزب العمال الكردستاني وفق الرواية التركية، حيث سيطال التغيير القائد العام مظلوم عبدي واستبداله باسم غير مستهلك من الصف الثاني، بينما لعب رجال حزب العمال الكردستاني دوراً في التخطيط للمرحلة القادمة والمتعلق بمستقبل شرق الفرات، اذ أفادت أوساط كردية بأن هناك توجهاً من قبل الحزب الكردي لتغيير أسماء في تنظيمات كردية، والعمل حالياً على الانتهاء من خطر الهجوم التركي، ومن ثم يتم الانتقال لمرحلة التفاوض السياسي والتفاهم مع دمشق مع تطمينات روسية بحصول الأكراد في الشرق على إدارة ذاتية مرتبطة بحكومة دمشق على أن تعود منابع النفط والحقول إلى سيطرة الدولة .

يأتي ذلك مع تصريحات أطلقها عضو الهيئة الرئاسية ، حزب الاتحاد الديمقراطي آلدار خليل أعلن فيها عن  استعداد حزبه لتسليم حقول النفط في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” للحكومة السورية، شريطة أن يكون ملف النفط والثروات الموجودة في المنطقة جزءاً مما وصفه بعملية “الحوار النهائية” مع دمشق.

وبخصوص انسحاب أمريكي من عدمه في الشرق السوري فقد أشارت المواقف الأمريكية الرافضة لأي عمل عسكري تركي ضد الأكراد إلى أن واشنطن غير معنية بالانسحاب من سورية حالياً، لا سيما بعد دخول رتل عسكري كبير يتبع للتحالف الدولي إلى مناطق قسد ، كما أن سماح واشنطن لقسد بتسوية مع دمشق بوساطة روسية معناه عودة منابع النفط إلى ما اعتبرته الولايات المتحدة نظاماً غير شرعي في سورية وفق رأيها، مما يعني بالضرورة حلقةً ثانية في تخفيف الحصار الاقتصادي عليه ، وذلك بعد الموافقة الأمريكية على مشروع تمرير الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر سورية كحلقة أولى، حتى ذلك الحين تبقى جميع السيناريوهات قادمة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9