مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار في اليمن
أصدر مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، بيانا أعرب فيه الدعم الثابت للمبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن، هانز غروندبرغ، وطالب بوقف فوري وشامل لإطلاق النار في البلاد.
ودعا المجلس إلى حل الخلافات من خلال الحوار الشامل ورفض العنف، وأكدت الدول الأعضاء من جديد توقعاتها بأن تلتقي أطراف النزاع تحت رعاية الأمم المتحدة، بحسن نية ودون شروط مسبقة.
وندد أعضاء مجلس الأمن بهجمات الحوثيين المتكررة ضد السعودية ومطاراتها، ودانوا تصاعد حوادث العنف بما في ذلك الهجمات على السفن المدنية والتجارية في خليج عدن والبحر الأحمر ، وشدد البيان على ضرورة وقف التصعيد من قبل كل أطراف الصراع، بما في ذلك الوقف الفوري لتصعيد الحوثيين في مأرب، واستنكر تجنيد الأطفال واستغلالهم وحوادث العنف الجنسي.
في السياق ذاته، جدد أعضاء مجلس الأمن ترحيبهم بإعلان السعودية، في 22 اذار الماضي، وقف إطلاق النار وهو الإعلان الذي كان قد حظي بدعم الحكومة اليمنية.
ولم يخف أعضاء مجلس الأمن قلقهم من أن عدم إحراز تقدم في عملية السلام يمكن أن يستغل من قبل الإرهابيين في اليمن، ودعوا جميع الدول والجهات الفاعلة الأخرى إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها بحظر الأسلحة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني والصحة.
وندد البيان بأشد العبارات انتهاكات حقوق الإنسان، وشدد على ضرورة ضمان المساءلة عن هذه التجاوزات.
وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم البالغ إزاء الحالة الإنسانية الكارثية في اليمن وتصاعد معدلات الجوع وتزايد خطر حدوث مجاعة واسعة النطاق، داعين الحكومة اليمنية إلى تسهيل دخول سفن الوقود بشكل منتظم ودون تأخير إلى ميناء الحديدة.
ورحب أعضاء مجلس الأمن بعودة رئيس الوزراء، معين عبدالملك، إلى اليمن، وشددوا على أهمية دعم الحكومة في تقديم الخدمات الأساسية للشعب اليمني. وأعربوا عن دعمهم القوي لمسار رئيس الوزراء للإصلاح الاقتصادي.
ودعا البيان جميع الجهات الفاعلة إلى العمل بشكل بناء لتنفيذ اتفاق الرياض بشكل كامل من أجل تحقيق الاستقرار في جنوب البلاد.
من جهته، أعلن التحالف العسكري في اليمن بقيادة السعودية مقتل 82 متمردا يمنيا في غارات جوية خلال الساعات الأربع والعشرين على منطقتين قرب مدينة مأرب الاستراتيجية.
وقال التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية إنه نفذ "26 عملية استهداف" في الكسارة على بعد نحو 30 كلم شمال غرب مأرب وفي الجوبة على بعد نحو 50 كلم جنوب المدينة
وبحسب التحالف، تم "تدمير 11 من الآليات العسكرية ومقتل أكثر من 82 عنصراً إرهابياً".
ونادراً ما يعلن المتمردون الخسائر في صفوفهم.
ويحاول التحالف منع المتمردين من الوصول إلى مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة المعترف بها دوليا في شمال البلد الغارق في الحرب. وقد صعّد الحوثيون، في فبراير، عملياتهم العسكرية للسيطرة عليها.
أوقعت المعارك منذ ذلك الوقت مئات القتلى من الجانبين وتسببت بنزوح أكثر من 55 ألف شخص من منازلهم منذ مطلع العام الحالي، على ما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
ويدور النزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ العام 2015 التحالف العسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم الكثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.
وما زال نحو 3,3 ملايين شخص نازحين بينما يحتاج 24,1 مليون شخص أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مرارا أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً.
المصدر: الحرة
