لماذا ينتحر جنود الكيان الصهيوني

اعداد سامر الخطيب

2021.10.19 - 07:03
Facebook Share
طباعة

اكدت دراسة أن العديد من حالات الانتحار بالجيش الإسرائيلي لم يتم تشخيصها فقط باضطراب نفسي، بل إن معظم الجنود الذين انتحروا عانوا مدة طويلة من قلق بشأن المستقبل، وعاشوا حالة إحباط مستمر وارتباك شديد وشعور بعدم الانتماء للإطار العسكري
أظهرت إحصاءات رسمية لمركز الأبحاث في الكنيست أن إسرائيل تسجل 500 حالة انتحار سنويا، منها مئة حالة تسجل في صفوف جيل الشباب من 15 إلى 24 عاما.
ويعتبر الانتحار سبب الوفاة الثاني لدى الفئة العمرية حتى منتصف العشرينيات التي تنخرط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، سواء من فترة التأهيل بالتعليم الثانوي للتجنيد أو خلال الخدمة العسكرية الإلزامية وحتى في خدمة الاحتياط.
وتظهر الإحصاءات أن الانتحار ما زال هو السبب المركزي للوفاة في صفوف جنود الاحتلال، إذ شهدت هذه الظاهرة تصاعدا في السنوات الأخيرة .
لكن يبدو أن عدد حالات الانتحار في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلى من المعلن، لأنه في بعض الحالات يتم توثيق الانتحار على أنه حادث تدريب أو حادث طرق.. إلخ، مما يعني تعمد التكتم على الأعداد الحقيقية للجنود المنتحرين.
تعود أسباب الانتحار في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى انتشار الظاهرة في المجتمع الإسرائيلي من مختلف الطوائف والشرائح العمرية والطبقات الاجتماعية، وذلك لأسباب نفسية واجتماعية واقتصادية لا سيما مع ارتفاع معدلات البطالة والفقر.
لا يمكن عزل ظاهرة الانتحار في صفوف الجنود عن تفشي الظاهرة في المجتمع الإسرائيلي، حيث أظهرت الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الإسرائيلية تسجيل 6215 محاولة انتحار خلال عام 2020، مع تراجع بنسبة 9% عن العام 2019 الذي سجلت خلاله 6861 محاولة انتحار. ويعود هذا التراجع إلى الإغلاق الذي شهدته فلسطين المحتلة خلال الجائحة.
يستدل من شعبة القوى البشرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي ووحدة الصحة النفسية بالجيش أن تنامي الاضطرابات النفسية بصفوف الجنود هو السبب الرئيسي للإقدام على الانتحار، ويعود ذلك لضغوط نفسية واجتماعية وكذلك أمنية وحالة الحرب والاقتتال المتواصلة.
ووجدت دراسة أن العديد من حالات الانتحار في الجيش لم يتم تشخيصها فقط باضطراب نفسي، إذ إن معظم الجنود الذين انتحروا عانوا مدة طويلة من قلق بشأن المستقبل، وعاشوا حالة إحباط مستمر، وارتباك شديد، وشعور بعدم الانتماء للإطار العسكري.
وتشير البيانات إلى أنه خلال عام 2020 تم تسجيل 1710 طلبات من الجنود للحصول على خدمات صحة نفسية وعقلية، وصنّف 26 جنديا بأنهم في دائرة الخطر الشديد وتم إنقاذهم من الانتحار.
وتشير التقديرات بالمجتمع الإسرائيلي إلى أن شعبة القوى البشرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي تتعمد حجب الحقائق بشأن تفشي ظاهرة الانتحار، وتتكتم على الأعداد الرسمية والحقيقية للجنود الذين يقدمون على الانتحار سنويا، ويبقى الانتحار هو السبب الرئيسي للوفاة بالجيش إذا لم يكن هناك حروب أو حملات عسكرية.
ويأتي بعد ذلك التكتم لأسباب أمنية ومن أجل الحفاظ على الدافعية لدى الشباب للالتحاق والانخراط في الخدمة العسكرية الإجبارية، وأيضا من أجل الحفاظ على مشاعر الطوائف المتدينة والمحافظة، ولضمان استمرار تطوع المئات من أبناء الجاليات الصهيونية حول العالم في جيش الاحتلال الإسرائيلي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 2