الاردن: مليون مواطن يتعرضون للانزلاق نحو خط الفقر

اعداد سامر الخطيب

2021.09.24 - 10:36
Facebook Share
طباعة

ادت جائحة كورونا إلى التراجع والركود الاقتصادي في الاردن مما عمق ظاهرة الفقر في البلاد نتيجة الإغلاقات التي حصلت خلال فترة الجائحة، فهي أحد الأسباب الرئيسية التي أثرت على شرائح مختلفة، الأمر الذي أدى إلى ضعف قدرة السوق على خلق مزيد من الوظائف الجديدة، وفقدان كثير من الأردنيين وظائفهم، وإغلاق المشاريع الصغيرة والمتوسطة الريادية وإفلاسها.
ويؤكدّ محللون أنّه لا مجال الآن للحديث عن الأردن القديم المبني على القيم الاجتماعية، والتمسك بالعادات والتقاليد، كما أنّ طبيعة تركيبة المستويات في المجتمع الأردني بين فقير وغني وطبقة متوسطة بينهما، قد اختلت توازناتها ولم تعد كسابق عهدها.
ويتعرض نحو مليون مواطن أردني للانزلاق نحو خط الفقر، إذ كشفت إحصائية حديثة عن وجود 825 ألف أردني يعيشون تحت خط الفقر منذ العام 2017، ما قد يزيد عدد الفقراء في الأردن الذين يعيشون بأقل من 100 دينار شهرياً.
وهو ما يعني أن نسبة الأردنيين المعرضين للفقر قد بلغت 12.5% علماً بأن هذه الفئة غير معلنة من قِبل دائرة الإحصاءات العامة، وهي تدمجها مع فئة أخرى من الفقراء المصنفين على أنّهم ضمن فئة "الفقراء الأعلى إنفاقاً".
وقد كشفت إحصائية رسمية أخرى أنّ أكثر من 15.7% من السكان في الأردن يعيشون تحت خط الفقر، وأنّ ثلث السكان في البلاد يعتبرون فقراء.
وقد أرجع المجلس الأعلى للسكان (حكومي)، في بيان صحفي سابق، تزامناً مع مناسبة يوم الشباب العالمي، ارتفاع نسبة الفقر إلى صعود البطالة لـ25% خلال الربع الأول من 2021، حيث بلغت نسبة البطالة بين الذكور خلال الربع الأول من 2021 نحو 24.2%، مقابل 28.5% للإناث، وذلك بحسب بيانات دائرة الإحصاءات العامة.
يلجأ كثير من المواطنين الأردنيين إلى برامج المعونات الاجتماعية التي يقدمها صندوق المعونة الاجتماعية، ومنها برنامج الدعم النقدي الطارئ (عمال المياومة) الذي يخفف من حدة الفقر لدى الأردنيين، والذي استفاد منه حتى اللحظة أكثر من 240 ألف أسرة أردنية، ويتم تقديرها وفق أعداد الأسرة.
كثير من العائلات الأردنية باتت تعتمد على برنامج دعم عمال المياومة والعاملين بشكل غير منتظم المسمى بـ"تكافل"، والذي يقدمه صندوق المعونة الوطنية، الذي تستفيد منه 235 ألف أسرة.
"عمال المياومة" برنامج خاص بالعاطلين عن العمل؛ لمساعدتهم على أعباء الحياة ويوفر دخلاً مؤقتاً يعتمد على مدى إنجازه اليومي، كأعمال الخردة والزراعة.
ويبلغ عدد المنتفعين من برنامج المعونة المالية الشهرية نحو 105 آلاف أسرة، وهي عبارة عن مبالغ شهرية تصرف للأسر المحتاجة التي تمر بظروف اقتصادية، وتتراوح قيمة تلك المساعدات بين (50-200) دينار، وتحدد قيمتها وفقاً لنتائج قياس مؤشرات الفقر والحاجة لدى الأسرة المستفيدة، إضافة إلى فئة وعدد أفراد الأسرة.
لكن العديد من المراقبين للشأن الأردني يرون أن مشكلة الفقر في الأردن مشكلة عميقة وذات أبعاد مختلفة، ولا تقتصر فقط على جائحة كوفيد-19، التي لم تكن السبب الرئيسي والوحيد لارتفاع عدد الفقراء الأردنيين، ويرى هؤلاء أنّه وبالعودة إلى شعارات وعناوين الحكومات الأردنية المتعاقبة عبر التصريحات والخطابات الرسمية منذ عام 2012، يتكشف أن كل حكومة تأتي بعنوان برّاق ذهب مع رحيلها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 6