الجيش الوطني السوري من قادة موحدة إلى جماعات متناحرة

حمزة نصار

2021.09.06 - 05:08
Facebook Share
طباعة

ما هي وظيفة الجيش الوطني السوري؟ وما هي عقيدته؟ لمن ولائه وما هو مصدر سلاه ومن يدفع رواتب قادته ومقاتليه؟ أسئلة كثيرة دارت ولا تزال حول هذا الكيان المسلح المتواجد في ريف حلب الشرقي أو ما يسمونها درع الفرات.

بدايةّ تشكل هذا الجيش من جماعات متشرذمة وما تتبقى من فصائل كانت تشكل سابقاً ما سُمي بالجيش الحر، غالبية من تم ترحيلهم من مناطقهم في ريف دمشق ودرعا وحمص وحماة ، فضلاً عن حلب وبعض مناطق ادلب، باتوا موزعين ما بين منطقة تسيطر عليها تحرير الشام، ومنطقة يسيطر عليها ما يُسمى بالجيش الوطني.

يُقال بحسب مصدر يصف نفسه بالمطلع أن عدد مقاتلي هذا الجيش يقارب الـ 60 ألفاً مع عتاد متطور وأسلحة متنوعة منها دبابات وراجمات وصواريخ وبعض المسيرات، ويضيف المصدر: على ما يبدو فإن هذا العدد الكبير هو ما جلب الإحراج لهذا الجيش ، الذي لم يشارك في معارك إلى جانب تحرير الشام في ادلب، ولم يتدخل فعلياً فيما حصل بدرعا.

ويختم المصدر بالقول: لقد تحول هذا الجيش إلى مافيات يتزعمها بعض الأشخاص كمحمد الجامس الملقب بأبو عمشة وحسن الدغيم وغيرهم، وهؤلاء باتوا يمتلكون أملاكاً في كل من تركيا و أفريقيا موزعة بين السودان أثيوبيا وارتيريا على حد قوله.

الجماعات التي تشكل هذا الجيش تُعد بالعشرات وتتخطى تعداد الثلاثين فرقة وجماعة، بأجندات وتسميات ومعتقدات متراوحة لكنها في الحد الأدنى تشترك في النزعة الدينية المذهبية، في حين تصف مصادر منشقة عن هذا الجيش بأن التركمان هم ذوي الحظوة الأكبر فيه، وخير دليل على ذلك هو محمد الجاسم الذي وصف قبل أشهر بأنه طفل أنقرة المدلل.

أما فيما يتعلق بتمويل هذا الجيش فتقول ذات المصادر: الظاهر بأن تركيا هي المشرف الرئيسي عليه، لجهة التدريب والتأهيل والإشراف العسكري والعملياتي واللوجستي، لكن الأموال ليست من تركيا كدولة ، بل من أحزاب وحركات الأخوان المسلمين وإحدى الدول العربية ، إضافةً لجمعيات خيرية يمتلكها أثرياء أتراك وعرب موالون للفكر الأخواني في المنطقة.

وتختم المصادر بالقول: لقد كنا متحمسين لهذا الجيش كونه سيمتلك قيادة واحدة وراية واحدة بعد أن تعبنا من تشرذم الجماعات والفصائل، بأعلام وتسميات وأهداف مختلفة، لكن تبين بأن هذا الجيش قيادته في أنقرة وقراره هناك أيضاً ولا يمكنه حتى إن أراد فتح معركة أن يفتحها دون موافقة تركيا على ذلك، وبسبب تحول العديد من مقاتليه إلى مرتزقة يتم إرسالهم إلى ليبيا وإذربيجان والآن يُحكى عن أفغانستان عبر التمركز في مطار كابول كبداية، بسبب ذلك لم يعد هذا الجيش هو المشروع الذي كنا نراه في بدايات تشكيله، كما أن الاختلافات فيه بدأت تعود بقوة، وخير دليل على ذلك ما رأيناه من انسحاب وخلاف للفصائل عبر غرفة عزم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 4