طالبان تحيي أحلام الحركات الدينية السورية والإخوان المسلمون أبرزها

حمزة نصار

2021.09.04 - 04:25
Facebook Share
طباعة

تستمر أصداء استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان ، لا سيما في الشمال السوري ، حيث تنتشر حركات راديكالية كثيرة بدأت مخيلتها تداعبها بسبب نجاح طالبان بعد عقود طويلة من قتالها، وبعض الأوساط المتشددة بدأت تكرر مصطلح التجربة الطالبانية، وتتمنى تكرارها في سورية، وان تكون البداية التجريبية من حلب للاستيلاء عليها.

تصدرت هيئة تحرير الشام مشهد المرحبين والمباركين لطالبان، وعمدت عبر مقاتليها لتوزيع الحلوى ودبج بيانات الافتخار لأشقائهم الطالبانيين ، فيما قام الجناح المدني للهيئة ممثلاً بما تُسمى بحكومة الإنقاذ بالتعميم على جميع المساجد أن تكون الخطب عن انتصار طالبان.

كرت سبحة التبريكات، واللافت هو عودة حركة الأخوان المسلمين في سورية إلى الواجهة، حيث نشرت الحركة على حسابها في فيس بوك بيان تهنئة يوم 20 آب/أغسطس 2021، إلا أن البيان لم ينشر على الموقع الرسمي الخاص بالحركة، قائلاً أنّ أفغانستان نعمت بالحرية والاستقلال بعدما يزيد على نصف قرن بفضل جهاد مجاهديها على حد تعبير البيان.

كذلك قام ما يُسمى بالمجلس الإسلامي السوري بنشر بيان رسمي له هنئ فيه الحركة بوصولها للسلطة وطرد الأمريكي، ودعا المجلس لطرد حلفاء الدولة السورية من المنطقة.

يحول ذلك يقول مصدر متخصص بمتابعة المجلس ونشاطاته: يترأس هذا المجلس الشيخ أسامة الرفاعي، ولقد لعب دوراً في المظاهرات ضد الدولة بدايةً الحرب، ثم بات يفتي ويعطي الإجازة باستخدام السلاح ضدها، وهو يعيش الآن في اسطنبول إلى جانب زملائه من رجال الدين الذين يشكلون قيادة هذا المجلس، ويضيف المصدر: إن الرفاعي متأثر بالفكر الأخواني ، لذلك يمكن القول بأن هذا المجلس هو واجهة أخرى لحركة الأخوان المسلمين السورية، وما يؤكد ذلك تزامن بيان المجلس مع بيان حركة الأخوان المسلمين لتهنئة طالبان وفق قوله.

من جهتها رأت أوساط مقربة من دمشق بأن أحداث أفغانستان تظهر حقيقة جميع التنظيمات والحركات الدينية وميلها للعنف و السلطة، إذ كيف يدعي المجلس الإسلامي الوسطية وقادته ساهموا في شرعنة حمل السلاح ضد الدولة؟ وهم الآن يحاولون الدفع باتجاه فتح معارك جديدة يكون نطاقها خارج الشمال السوري، وتحديداً تجاه كل من حلب والساحل وحماة.

وتعليقاً على بيانات التهنئة تلك أكد أوساط سلفية في ادلب بأن التنظيمات الإسلامية على الساحة السورية رأت نفسها محرجة مما حققته طالبان، ومجبرة على اصدار بيانات تبريك وفرح، قد تستغل بعض التنظيمات ذلك بفتح علاقات مع طالبان أو محاولة تكرار تجربتها، لكن بعض التنظيمات الأخرى تصرح بشيء وتفعل شيئاً آخر، وإلا فكيف تهنئ تحرير الشام طالبان، وفي ذات الوقت تلاحق المقاتلين الأفغان والشيشان والأوزبك لاعتقاهم او تصفيتهم؟.

وختم المصدر بالقول: في الأيام القادمة سنرى عودةً لتنظيمات دينية مثل حركة الأخوان المسلمين بعد أن غابت عن مسرح الأحداث، فحركة أحرار الشام والعديد من فصائل ما يُسمى بالجيش الوطني هي في الأساس تنتمي للأخوان المسلمين، وأعتقد جازماً بأن الحركة ستطالب بإعادة تنظيم الفصائل وتشكيل جيش يحاكي تجربة الطليعة الأخوانية، لكن هذه المرة مع تنفيذ عمليات اغتيال وتفخيخ في مدن تسيطر عليها الحكومة السورية، وهذا سيعيدها بقوة إلى واجهة مشهد الحركات الدينية على الخارطة السورية

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 10