"تصعيد بري" يحجب الدخان الابيض الحكومي!
يوسف الصايغ - بيروت
على الرغم من الأجواء الإيجابية التي سادت في الساعات الأخيرة، لا تزال الضبابية تحيط بأجواء تشكيل الحكومة، بعد دخول المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على خط مفاوضات التشكيل، ما أعطى جرعة إيجابية بإمكان إحداث خرق جدي، يترجم من خلال تذليل العقد الكامنة دون ولادة الحكومة، التي طال إنتظارها بعد مرور أكثر من 10 أشهر على دوامة التكليف والتأليف.
وفي آخر المعلومات المتوافرة لوكالة أنباء آسيا يبدو ان إرتفاع أسهم بورصة تشكيل الحكومة، لا تزال رهن ما يمكن ان يحققة اللواء ابراهيم على صعيد تذليل العقد، وتشير معلومات لوكالة اسيا الى ان العقد على طريق الحلحلة، بعد سلسلة لقاءات ابراهيم مع رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، ويبدو ان هناك توزيعا شبه نهائي للحقائب اضافة الى احراز بعض التقدم على مستوى حسم الاسماء للحقائب الوزارية.
بالمقابل تشير معلومات الى ان التطور السلبي الذي طرأ، تمثل بالمواقف العالية السقف التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، والتي طالت العهد ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بشكل مباشر، وذلك على خلفية تهديد باسيل في الجلسة العامة الاخيرة للمجلس باستقالة كتلة لبنان القوي، ما شكل مؤشرا سلبيا قد ينعكس على جهود اللواء ابراهيم الحكومية وقد يفرملها بعدما نجحت في تذليل بعض العقد.
وبالعودة الى مساعي ابراهيم الحكومية، علمت وكالة اسيا ان الجهود تتركز حاليا على عدم حصول أي طرف على الثلث المعطل، فيما ينحصر النقاش في آخر حقيبتين بعد إتفاق شبه نهائي على حقيبتي الداخلية والعدل.
وفي مؤشر على احراز بعض التقدم زار المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ثلاث مرات، قبل كلمة بري في ذكرى تغييب الامام الصدر، وعلى الرغم من الاجواء الايجابية، لا تزال مساعي اللواء عباس ابراهيم، بانتظار الوصول الى خواتيمها المرجوة من اجل ولادة الحكومة، لكن يبدو ان بعض العقد لا تزال عصية على الحل، تضاف اليها مواقف الرئيس بري الاخيرة، ما يعني ان الدخان الابيض الحكومي لن يظهر قريبا وسيبقى محجوبا، بانتظار معجزة تكون كفيلة بتذليل العقد كي تبصر الحكومة النور، في ظل ظلام الأزمات التي باتت لا تعد ولا تحصى، والتي حوَلت حياة اللبنانيين الى جحيم حقيقي.
