الغارديان : مقتل نزار بنات أبرز تواطؤ السلطة الفلسطينية مع "إسرائيل"

اعداد سامر الخطيب

2021.09.01 - 07:56
Facebook Share
طباعة

اعتبرت صحيفة الغارديان أن "مقتل الناقد القوي لحركة فتح أبرز تواطؤ السلطة الفلسطينية مع إسرائيل والمدى الذي ممكن أن يذهب (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس إليه لسحق المعارضة".
وكان بنات قد تعرض لتهديدات بالقتل مع تزايد جرأته في وصف أعضاء فتح بالفاسدين. وفي مايو/أيار، تعرض منزله بالقرب من الخليل إلى هجوم من قبل مسلحين ملثمين على دراجات نارية، في حادثة تركت أطفاله مصدومين، بحسب ما جاء في التحقيق.
وقالت الصحيفة إن وفاة بنات "أثبتت أنها نقطة تحول عميقة بالنسبة للفلسطينيين، حيث كشفت عن تواطؤ السلطة مع الاحتلال الإسرائيلي والاستبداد المتزايد الذي يرغب محمود عباس، في الذهاب إليه من أجل سحق المعارضة".
وتوفي نزار في يونيو/حزيران الماضي بعد أن داهمت وحدة من قوات الأمن الفلسطينية المنزل الذي كان يتوارى فيه واعتقلته بعد أن أوسعته ضرباً، بحسب أفراد عائلته.
ونقلت الغارديان عن الناشط الحقوقي الفلسطيني البارز فادي قرعان قوله "هناك أشخاص آخرون ينتقدون السلطة الفلسطينية، لكن أحدا لم يكن مثل نزار".
ويضيف قرعان قائلا "كما أن عضويته في حركة فتح جعلته يشكل تهديدا أيضا. لم يكن يتحدث إلى المعارضة فحسب، بل إلى قاعدتهم مباشرة"، بحسب الصحيفة.
ويقول فارس بدر، الشاب الذي كان في طليعة الموجة الجديدة من التظاهرات المناهضة للسلطة، للغارديان إن "السلطة الفلسطينية تريد ردعنا وتشتيت انتباهنا، وإيقاف الزخم الشعبي الذي يتراكم ضدها. لكن بدلا من ذلك، أصبح قتل نزار عاملاً مساعدا".
وأشارت الصحيفة إلى أن "بنات، البالغ من العمر 43 عاما، كان ذكيا للغاية، وفقا لأصدقائه وعائلته، وكان لسنوات عديدة مهتما بالفلسفة أكثر من اهتمامه بالسياسة، وكتب كتابا عن تاريخ النضال الفلسطيني".
وأضاف التحقيق "كان بنات غاضبا من النخبة التي رأى أنها تبيع القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب شخصية، على مدار السنوات القليلة الماضية، اجتذب أكثر من مئة ألف متابع على فيسبوك لمقاطع الفيديو التي كسر فيها عدم شرعية إجراءات وسياسات المؤسسة الفلسطينية."
وجرى القبض على بنات عدة مرات بموجب قوانين الجريمة الإلكترونية الصارمة للسلطة ووجهت إليه تهم بارتكاب جرائم مثل الخيانة والتحريض.
وتقول الصحيفة إن بنات تجرأ في بداية عام 2021 على الأمل في حدوث تغيير عندما أعلنت السلطة، في محاولة لكسب تأييد إدارة بايدن، أول انتخابات منذ 15 عاما. وكان يعتزم ترشيح نفسه كرئيس لقائمة الحرية والكرامة التي تم تشكيلها حديثا في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في مايو/ أيار.
وفيما اعتذرت السلطة في النهاية عن وفاة بنات ووعدت بإجراء تحقيق داخلي، قوبلت الاحتجاجات السلمية في رام الله التي دعت إلى إجراء تحقيق مستقل في الحادثة، بعنف شديد من ضباط السلطة وأنصار فتح في ثياب مدنية والذين يستخدمون العصي والقضبان الحديدية.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، اعتقل حوالي 30 شخصية من المجتمع المدني وقد اتُهم البعض بالمشاركة في تجمع غير قانوني، على الرغم من حقيقة أن المنظمين يجب أن يخطروا بالمظاهرات المخطط لها مسبقا.
ورأى تحقيق الغارديان أن الغضب العام من إخفاقات السلطة العديدة في ذروته. لكن بدلا من الاعتراف بأي خطأ، يبدو أن السلطة وفتح تضاعف من القمع والترهيب.
وأضافت أنه في بعض النواحي "تعد السلطة في أضعف حالاتها، وهو ما يمنح خصومها الأمل - لكنه يأتي بثمن"، بحسب قرعان، الذي قال أيضا "إنه ثمن باهظ دفعه نزار. سيتعين على المزيد منا دفعه في المستقبل. نحن مستعدون لذلك." 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4