العلاقة الجديدة بين السعودية وروسيا .. محاولة لإثارة غيرة واشنطن؟

إعداد - رؤى خضور

2021.08.31 - 02:22
Facebook Share
طباعة

تصريحات غامضة:

لم يتضح بعد ما تم الاتفاق عليه في اتفاقية التعاون العسكري التي وقعها نائب وزير الدفاع السعودي الأمير، خالد بن سلمان، في 24 آب/أغسطس مع وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغر، في العاصمة موسكو، واكتفى الأمير خالد بالقول، في تغريدة على تويتر، إن الاتفاقية "تهدف إلى تطوير التعاون العسكري المشترك بين البلدين"، وقال في تغريدة أخرى إنه التقى وزير الدفاع الروسي "لبحث سبل تعزيز التعاون العسكري والدفاعي" بين البلدين.

ونقلت إذاعة أوروبا الحرة (راديو ليبرتي) عن وزير الدفاع شويغو تصريحاً غامضاً أيضاً حول الاجتماع "نهدف إلى تطوير التعاون في المجالات العسكرية والتقنية العسكرية حول القضايا المشتركة"، وأشار شويغو إلى أن أنظمة الأسلحة الروسية "أثبتت نفسها في سورية"، ما يعكس الآمال الروسية في أن تشتري المملكة أسلحة روسية.

إثارة غيرة الحليف الغربي:

في هذا السياق، ذكر مارك كاتز، أستاذ سياسة بجامعة جورج ميسون وزميل أقدم في المجلس الأطلسي، أن توقيع هذه الاتفاقية السعودية الروسية في أعقاب سقوط الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة وصعود حركة طالبان في أفغانستان هو إشارة إلى أن الرياض لا تشعر بأنها تستطيع الاعتماد بشكل كامل على واشنطن التي اعتمدت عليها أمنياً على مدى عقود، لذا يبدو أن السعودية اليوم تأخذ احتياطاتها باللجوء إلى موسكو.

بالإضافة إلى ذلك، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، كان له علاقات وثيقة مع إدارة دونالد ترامب، أما إدارة جو بايدن انتقدت نزاع السعودية مع قطر والحرب على اليمن.

وأضاف كاتز أن الرياض تشير، من خلال هذه الاتفاقية، إلى أنها لن تغير سلوكها بناءً على طلب إدارة بايدن، وأن هناك دولاً أخرى يمكن للسعودية العمل معها ممن لا يهتمون بشكل خاص بتغيير السلوك السعودي.

وقد يكون توقيع اتفاقية التعاون العسكري السعودي الروسي بمثابة محاولة من قبل الرياض لتغيير سلوك واشنطن، ففي ظل خشية السعوديين أن يتضاءل الالتزام الأمريكي بهم بسبب تراجع الوجود الأمريكي في المنطقة، وإدراكهم أن العلاقات الروسية الأمريكية متوترة، قد يلعب السعوديون على وتر إثارة غيرة واشنطن بتعاونهم مع روسيا، خصم الولايات المتحدة، ما قد يدفع الأخيرة إلى زيادة التزامها وتقليل انتقادها للمملكة.

وبحسب الكاتب، إذا كان الهدف الرئيس للرياض من توقيع هذه الاتفاقية الأمنية مع موسكو هو الحصول على مزيد من الاهتمام الإيجابي من واشنطن، فمن المحتمل أن ينجح ذلك، فمنتجو الأسلحة الأمريكيون لا يريدون التنازل عن أي حصة من السوق السعودية للمنافسين الروس.

علاقة محدودة:

ويجادل أولئك في واشنطن، المهتمون بشكل أساسي بالتهديدات الإيرانية للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، بأنه بغض النظر عن أفعال ابن سلمان، تظل العلاقات السعودية الأمريكية بشكل عام تعاونية، ويجب أن تظل على هذا النحو، لكن في حال مضت المملكة قدماً واشترت صواريخ الدفاع الجوي الروسية S-400، كما تتحدث الصحافة، فإن العلاقة السعودية الأمريكية ستتدهور تماماً مثل العلاقة التركية-الأمريكية عندما اشترت أنقرة الروسية S-400.

بالنسبة للرياض إذاً قد يكون الهدف هو جعل واشنطن تشعر بالغيرة قليلاً من علاقاتها الناشئة مع موسكو مع عدم إزعاج الولايات المتحدة كثيراً، وستكون موسكو بالطبع سعيدة للغاية إذا أزعجت علاقاتها مع الرياض واشنطن، تماماً كما فعلت العلاقات الروسية مع أنقرة.
في المقابل، فإن علاقة موسكو الجيدة مع طهران، والتي لن تتخلى عنها روسيا مقابل العلاقات مع المملكة، من المرجح أن تحث الرياض على جعل علاقاتها مع موسكو ضمن الحدود. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 7