تغيير أولويات المخابرات الأميركية بعد تفجيرات مطار كابل

2021.08.28 - 02:47
Facebook Share
طباعة

أودرت "الحرة" أنه مع انتهاء حرب أفغانستان، توقعت وكالة الاستخبارات الأميركية (سي.آي.إيه) أن يتحول تركيزها الأساسي تدريجياً بعيداً عن مكافحة الإرهاب، وهي المهمة التي حولت تركيز الوكالة على مدى عقدين من الزمن على عمليات بحث وقتل الإرهابين، بدلًا من التركيز على ملفات مثل الصين وروسيا، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

لكن الانفجارات التي وقعت في مطار كابل يوم الخميس الماضي، قد تدفع المخابرات الأميركية إلى العودة إلى مهمة معقدة لمكافحة الإرهاب لسنوات قادمة.

يعيد المسؤولون الأميركيون صياغة الخطط لمواجهة التهديدات التي قد تنبثق عن الفوضى في أفغانستان، مثل التفاوض على قواعد جديدة في دول آسيا الوسطى، وتحديد كيف يمكن للضباط السريين إدارة المصادر في البلاد بدون المواقع العسكرية والدبلوماسية التي وفرت الغطاء لهم للعمل على مدى عقدين من الزمن، ومعرفة من أين يمكن أن تشن ضربات بطائرات بدون طيار في أفغانستان، وفقًا لمسؤولين حاليين وسابقين.

كانت هجمات يوم الخميس على مطار كابل، والتي أسفرت عن مقتل 12 جنديًّا أميركيًّا وعشرات المدنيين الأفغان، دليلاً على أن الجماعات الإرهابية تعمل بالفعل على زرع المزيد من الفوضى في البلاد، ويمكن أن تسعى لاستخدامها كقاعدة لشن هجمات خارج أفغانستان.

وبعد ساعات، تعهد الرئيس بايدن بمطاردة المسؤولين عن التفجيرات. وقال: "سنرد بقوة ودقة في المكان الذي نختاره وفي اللحظة التي نختارها".

وبالفعل، أعلن الجيش الأميركي، السبت، تنفيذ غارة على هدف لتنظيم داعش في أفغانستان، وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان إن القوات الأميركية "نفذت عملية مكافحة إرهاب عبر الأجواء ضد أحد مخططي داعش خراسان في إقليم ننغهار الأفغاني".

وتريد الولايات المتحدة وحلفاؤها منع أفغانستان من التحول إلى ملاذ إرهابي كما حدث في سوريا، عندما اجتذبت فوضى الحرب خليطًا من الإرهابيين وولدت جماعات متطرفة جديدة.

وقال مسؤولون أميركيون إن التهديد الأكثر إلحاحًا في أفغانستان هو تنظيم خراسان التابع لداعش. كما أن قادة القاعدة قد يحاولون أيضًا العودة إلى البلاد. وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إنه في حين أن طالبان قد لا تريد أي من التنظيمين في أفغانستان، فإنها قد تكون غير قادرة على إبعادهما.

وذكر دون هيبورن، أحد كبار المسؤولين السابقين في وكالة المخابرات المركزية: "ستزداد صعوبة الأمر كثيرًا".

وقال مسؤول استخباراتي كبير إن مهمة وكالة المخابرات المركزية الجديدة ستكون أكثر تحديدًا. وأكد أنها لن تضطر بعد الآن إلى المساعدة في حماية آلاف الجنود والدبلوماسيين وستركز بدلاً من ذلك على مطاردة الجماعات الإرهابية التي يمكنها شن هجمات خارج حدود أفغانستان.

وكان وليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، قد صرح نيسان الماضي أنه مستعد لجمع المعلومات وإدارة العمليات من بعيد، لكنه أخبر المشرعين خلال جلسة استماع أن قدرة العملاء على جمع المعلومات الاستخبارية والتصرف بناء على التهديدات سوف تتقلص.

وفي الأيام التي أعقبت هجمات 11 أيلول، حققت الاستخبارات الأميركية نجاحات كبيرة في أفغانستان، حيث طاردت وقتلت عناصر القاعدة بلا رحمة. كما بنت شبكة واسعة من المساعدين الذين التقوا بمسؤولي وكالاتهم في أفغانستان، ثم استخدموا المعلومات لشن ضربات بطائرات بدون طيار ضد الإرهابيين المشتبه بهم.

وبالفعل نجحت الوكالة في منع القاعدة من استخدام أفغانستان كقاعدة لشن هجوم واسع النطاق ضد الولايات المتحدة كما فعلت في 11 أيلول.

وتتوقع الوكالة أن مهمتها المقبلة في أفغانستان ستكون "أكثر تركيزا" على تتبع تطور الجماعات الإرهابية المصممة على مهاجمة الولايات المتحدة، بحسب مسؤول كبير في المخابرات الأميركية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 10