أربعة وعشرون دقيقة في إدلب: "كمين القادة"

إعداد - عبير اسكندر

2021.08.27 - 10:17
Facebook Share
طباعة

 من قائد إلى سجين، لم يعرف القائد العسكري في فصيل "فيلق الشام" عمار شرتح أن حياته وموقعه سيتغيران خلال أربعة وعشرين دقيقة من بعد ظهر اليوم الجمعة، ليتحول القيادي إلى معتقل في سجون "هيئة تحرير الشام" بريف إدلب الغربي.


في تفاصيل عملية الاعتقال، يقول مصدر مقرّب من المعارضة لـ"وكالة أنباء آسيا"، إن عملية أمنية نفذتها هيئة تحرير الشام بعد ظهر اليوم في محيط مدينة دركوش بريف إدلب الغربي، نجحت فيها باعتقال القيادي البارز في لواء هنانو التابع لفيلق الشام  عمار شرتح وقيادي آخر من الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للفيلق أيضاً.


وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن الجناح الأمني للهيئة كان قد تصب 3 حواجز طيارة في مدينة دركوش، للتمويه عن نصب كمين عند أطراف المدينة عند مرور موكب شرتح، وبعد ظهر اليوم وخلال أقل من نصف ساعة تمكن عناصر الهيئة من محاصرة موكب الشرتح عند مدخل المدينة واعتقاله ومن معه ومصادرة سيارته بما فيها من سلاح وأموال.


وفي عملية وصفها المصدر بـ"الأمنية الدقيقة"، تمكنت الهيئة من نقل المعتقلين إلى أهم سجونها في الريف الغربي لمحافظة إدلب، بما يعرف باسم "سجن الزنبقي" الذي تجمع فيه الهيئة قادة الفصائل المناهضين لها.


وحول الأسباب، يعتقد المصدر بأن الهيئة غير راضية عن سلوك الفيلق ومواقف القائد العسكري شرتح فيما يخص التحركات الميدانية داخل إدلب، معتبراً أن هناك خلافات داخلية حول بعض المواقع والنقاط التي يسيطر عليها الفيلق وتسعى الهيئة لتحييده عنها.


نبأ اعتقال القيادي العسكري، أثار موجة غضب في صفوف التشكيلات المسلحة الأخرى، محذرين من عمليات مشابهة قد تقوم بها الهيئة ضد قياديين آخرين خلال الساعات القادمة، وطالبوا بنفس الوقت بضرورة التكاتف وتوحيد الصفوف لا العكس.


إلى ذلك، فقد خرجت مظاهرة -قبل قليل- في مدينة تخاريم غربي إدلب، للمطالبة بالإفراج عن القيادي العسكري ومن معه، وسط هتافات منددة بانتهاكات الهيئة التي وصفوها بأنها "مستفزة وغير مسؤولة"، مطالبين باستنفار باقي الفصائل لوضع حد لممارسات تحرير الشام بشكل عام.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 2