خطة تزويد الكهرباء للبنان.. نحو عودة العلاقات مع سورية؟

إعداد - رؤى خضور

2021.08.27 - 07:33
Facebook Share
طباعة

 جاء إعلان الرئاسة اللبنانية مؤخراً حول قرار الولايات المتحدة بمساعدة لبنان في الحصول على الكهرباء عبر شبكات الطاقة المشتركة بين لبنان وسورية والأردن، في ظل أزمة الكهرباء الرهيبة التي يعيشها لبنان، والتي أثرت بشكل كبير على قطاعات الاقتصاد كافة.

ما هي الخطة؟

البند الأول في الخطة الأمريكية المقترحة هو قيام الأردن بتوليد الكهرباء ثم نقلها إلى لبنان عبر الشبكة السورية التي تربط البلدين، أما البند الثاني فيتمثل بإمداد البلاد بالغاز المصري عبر خط الغاز العربي. 

أي أن سورية في كلتا الحالتين ستلعب دوراً رئيساً، فهي في قلب عمل خط الغاز العربي الذي يمر عبر الأردن ثم سورية، وقد توقفت إمدادات الغاز عبر خط الأنابيب في العام 2011 بسبب تقليص مصر للصادرات للتركيز على الاحتياجات المحلية، بالإضافة إلى اندلاع الحرب في سورية وتعرض خط الغاز لعدة تفجيرات إرهابية في الأخيرة وسيناء.

صفقة محتملة للاستفادة من الغاز المصري ورد ذكرها لأول مرة في بيان لوزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار عقب اجتماع مع نظيره السوري بسام طعمة في القاهرة كشفت عن نية العراق استيراد الغاز المصري عبر سورية. 

وأعقب هذا التصريح زيارة رئيس الوزراء اللبناني السابق المكلف سعد الحريري لمصر وتصريحاته منتصف حزيران/يونيو حول التوصل إلى اتفاق مع القاهرة لاستيراد الغاز عبر الأردن وسورية. 

وهذه الاتفاقية تتناسب مع خطة قدمها العاهل الأردني الملك عبد الله إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي يقول الخبراء إنها تهدف على الأرجح إلى إعادة إقامة علاقة مع الحكومة السوري، لذلك لن تكون العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة عقبة أمام فعالية الخطة لأن بايدن يملك سلطة إصدار إعفاءات من العقوبات دون الرجوع إلى الكونغرس.

وفي هذا السياق، كتب سهيل الغازي لموقع Trtworld أن الدولة السورية ستستفيد من الصفقة، إذ سيتم الدفع لها مقابل السماح بنقل الغاز والكهرباء عبر أراضيها وبنيتها التحتية، أيضاً ستستفيد سورية من الإصلاحات الضرورية التي سيتم تنفيذها داخلها، من بينها إصلاح خط الأنابيب والبنية التحتية.

من ناحية أخرى، تتطلب الصفقة اتفاقاً سياسياً بين الأردن ولبنان وسورية لإصلاح شبكة الكهرباء والبنية التحتية المتعلقة بخط أنابيب الغاز، وسبق التطرق إلى هذه المشاركة خلال اجتماع عُقد في حزيران/يونيو بين وزيرة الطاقة والكهرباء الأردنية هالة زواتي ووزيري النفط في النظام السوري بسام طعمة، والكهرباء غسان الزامل، في أول زيارة لمسؤول أردني إلى سورية منذ العام 2011، ما قد يكون بوادر تطبيع جديد للعلاقات مع الدولة السورية، بعد أن أعادت الإمارات والبحرين فتح سفارتيهما في دمشق أواخر 2018.

بالتالي إلى جانب الفوائد الدبلوماسية الاقتصادية والإقليمية المحتملة، قد تكون سورية مهتمة بالتطورات السياسية التي تحدث على هامش هذه الصفقة، والتي قد تسمح لها بالعودة إلى مقعدها في جامعة الدول العربية والاستفادة من التجارة مع الدول العربية. 

صحيح أن هذه الصفقة لن تقدم فوائد مالية كبيرة لسورية، إذ لن يكون للرسوم المدفوعة مقابل تمرير الغاز والكهرباء عبر أراضيها تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد المتعثر، إلا أنها قد تحمل بوادر انفراجات سياسية للبلاد بعد تهميشها عن السياسة الدولية لأعوام،

حتى لو كانت هذه الانفراجات ما زالت ضيقة في الوقت الحالي.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 6