مراقبون: ماحققته طالبان ملهما للجماعات المتطرفة

اعداد كارلا بيطار

2021.08.27 - 10:29
Facebook Share
طباعة

مع عودة حركة طالبان الأفغانية، إلى الحكم، عاد القلق إلى المنطقة العربية والشرق الأوسط من أن يرافق هذه العودة انتعاش لنشاط جماعات متطرفة، ربما ترى في نجاح طالبان نموذجا يحتذى به.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تؤذن بمرحلة جديدة، قد تشهد عودة العنف أسلوبا للتغيير السياسي في عدة مناطق.
ومنذ عودة طالبان، باتت تتردد أسماء جماعات "الأفغان العرب" و"تنظيم القاعدة" و"داعش" وغيرها.
الأفغان العرب هم مجموعات تقدر بالآلاف، كانوا قد انضموا إلى تنظيمات مسلحة في أفغانستان إبان الحرب الأفغانية-السوفيتية في ثمانينات القرن الماضي. وربما لم يعد هؤلاء موجودون حاليا بنفس الإسم، إلا أن هناك جماعات محلية في عدة بلدان تمثل امتدادا لفكرهم، وكذلك لفكر (القاعدة) و(داعش)، وهناك مخاوف من أن يمنحها فوز طالبان الأخير دفعة جديدة لتبدأ جولة أخرى من الصراع.
وتخشى أجهزة أمنية في عدة دول عربية، من أن تمنح عودة طالبان إلى السلطة ملاذا آمنا للجماعات المتطرفة في أفغانستان، وأن توفر الحركة لهم هناك التدريب والخبرات.
ورغم أن الحركة كانت قد سارعت إلى طمأنة الجميع بأنها لن تسمح باستخدام الأراضي الأفغانية في أنشطة مضادة لدول أخرى، إلا أن كثيرين يرون أن تلك الكلمات ربما لاتعني الكثير، لأنها قيلت في وقت تسعى فيه الحركة إلى تثبيت أقدامها، والحصول على اعتراف دولي.
رغم أن حركة طالبان وعدت في مفاوضاتها مع الأمريكيين في الدوحة بعدم حماية مقاتلي تنظيم القاعدة، المسؤول عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 والذي يعد أكبر هجوم إرهابي تتعرض له الولايات المتحدة، إلا أن كثيرا من المراقبين والدارسين للجماعات المتشددة لا يثقون في تنفيذ مثل هذا الوعد.
وتنقل وكالة الأنباء الفرنسية عن مايكل روبن المسؤول السابق في البنتاغون، والذي يعمل حاليا كباحث في معهد (أميركان إنتربرايز) قوله: "لم تكن طالبان أبدا صادقة بشأن قطع العلاقات مع القاعدة وما كان يجب أن نصدقها أبدا". ويضيف "نحن لا نتحدث عن مجموعتين عسكريتين تقطعان العلاقات إنما عن شقيقين، أو نسيبين". مشيرا إلى أن "وجود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي منع القاعدة من استخدام أفغانستان كملاذ ولم يتمكنوا من القيام بأنشطة علنا، لكن الأمور باتت الآن مفتوحة".
ويعتبر مراقبون أن ما حققته حركة طالبان سيكون ملهما للعديد من الجماعات التي تعتنق نفس الفكر في العديد من دول المنطقة العربية والشرق الأوسط، وأن الرسالة التي تلقتها تلك الجماعات هي أنه يمكنها أن تنتصر بقوة السلاح إن هي مضت في طريقها حتى النهاية كما فعلت طالبان.
ويستدل مراقبون على التأثير الذي تركته طالبان بما تعج به شبكات التواصل الاجتماعي من تعليقات دعائية من أوساط الجماعات "الجهادية"، التي اعتبرت ما حدث لطالبان هو "تتويج لجهادها الطويل على مدار عشرين عامًا". وقالت شبكة الثبات الإعلامية التابعة للقاعدة إن "مسلمي ومجاهدي باكستان وكشمير واليمن وسوريا وغزة والصومال ومالي يحتفلون بتحرير أفغانستان وتطبيقها الشريعة".
ومن بين ما يخشاه دارسون مختصون بالجماعات المتشددة، هو أن تسهم عودة طالبان في إحياء جماعات قديمة في الدول العربية، أو ظهور جماعات جديدة تعتمد القوة أسلوبا للتغيير السياسي، في ظل فشل جماعات الإسلام السياسي - التي توصف بالمعتدلة - في التغيير عبر صناديق الاقتراع، وهو فشل واضح في عدة دول مثل مصر وتونس وغيرها من الدول العربية.
ومنذ وقت طويل، يسخر قادة الجماعات ذات النهج المتشدد من مشاركة جماعات الإسلام السياسي الموصوفة بالمعتدلة في العملية السياسية في العديد من البلدان بالمنطقة العربية، ويرون أن هذه الجماعات المعتدلة لن تصل إلى شئ، وأنها ستكون عرضة للبطش من قبل السلطات في أي لحظة، في حين يطرحون هم بديلا آخر للتغيير عبر القوة وبعيدا عن صناديق الاقتراع. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7