هل تسببت تحركات إقليمية وغربية بالمشهد الحالي في السويداء؟

حمزة نصار

2021.08.24 - 05:19
Facebook Share
طباعة

 وصلت محافظة السويداء إلى مشهد متوتر بعد سنوات من تراكم جزئيات كانت لها مدلولات خطيرة، يتزامن ذلك مع ما يجري حالياً في درعا، فهل هناك من ترابط؟ أم ان الأمر مجرد صدفة وعدوى تلقائية غير مدبرة؟  هل سيتطور ملف السويداء ليصبح منافساً للمشهد الدرعاوي؟ ما هو مصير الجنوب السوري ككل وفقاً لذلك؟

لم تكن هذه المحافظة استثناءً كبيراً عن اخواتها من المحافظات السورية التي عانت آثار الحرب تهديدات من داعش، صعوبات معيشية، شهداء ..الخ، ولقد شهدت هذه المحافظة أيضاً نصيباً من أمراء الحرب الذين ترأسوا عصابات .

تتمتع السويداء بخصوصية تختلف عن بقية المحافظات، فما قبل الحرب ، لم تكن الأجهزة الأمنية تستطيع اعتقال احد المطلوبين من أبناء المحافظة إلا ويتدخل وجهاء و رجال دين لإطلاق سراحه، وسط توترات شعبية يقودها ذوي المطلوب وأصدقائه على مبدأ "الفزعة" وهو ما كبل عمل السلطات المعنية هناك منذ ما قبل الحرب، واستمرت هذه السنّة حتى كتابة هذه السطور.

حول ذلك يقول صحفي من المحافظة فضل عدم الكشف عن اسمه بسبب التوترات التي تشهدها منطقته: لقد كنت معارضاً قبل الحرب لقيام اهلنا والكثير من الوجهاء والشيوخ بالتدخل لإطلاق سراح أي مطلوب ارتكب فعلاً غير قانوني، لقد شجعت هذه العادة الآخرين على خرق القانون وعدم احترامه واحترام الأجهزة المعنية به، وما وصلنا إليه اليوم هو نتيجة هذه العادة التي يجب أن تتوقف، فالشيوخ والوجهاء يجب أن يكفوا عن التدخل لدى الدولة لإطلاق سراح مجرم أو مارق، وفق تعبيره.

منذ أعوام قليلة طالبت قوى شعبية في المحافظة الدولة السورية بعدم إرسال أبنائهم في الجيش للقتال على جبهات أخرى في الريف الشمالي للاذقية ودرعا وادلب والشرق السوري، واشترطوا أن يؤدي أبناء المحافظة خدمتهم في محافظتهم للدفاع عنها، سبب ذلك سخطاً في بعض الأوساط الشعبية السورية في محافظات أخرى لأنها رأت في هذا المطلب تمييزاً، لا سيما وأن أبنائهم يقاتلون في جميع المحافظات و كثير منهم استشهد في محافظات بعيدة.

استمرت مظاهر التوتر وبدأت تتشكل العصابات في المحافظة، ونشطت أعمال الخطف مقابل الفديات، ثم ظهرت جماعة الشيخ البلحوس المعارض للدولة السورية واتخذت حركته طابعاً دينياً مذهبياً ، أدى ذلك إلى شق الصف بين أبناء المحافظة إذ لاقت حركة البلحوس معارضة من قسم ليس بقليل من أبناء المنطقة، ثم دخل على الخط الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للموحدين في الكيان المحتل، وبدأت التقارير تتحدث عن دور هام للرجل في إيجاد قنوات اتصال بين معارضي السويداء في الداخل وبين الأردن وكذلك فتح قنوات اتصال مع الروس.

حول ذلك تفيد مصادر وصفت نفسها المطلعة بأن الشيخ موفق طريف وبالتعاون مع كل من ابن الشيخ البلحوس المدعو ليث، والمدعو مالك أبو الخير في فرنسا ، يقومون بالتنسيق في الخطوات على الأرض داخل المحافظة بالتوازي مع تكثيف اتصالاتهم مع جهات عربية وأوروبية من أجل التمهيد لحشد غربي وإقليمي وصولاً إلى التدويل و الحصول على دعم خارجي أسوةً بالكثير من القوى والجماعات التي خرجت في عدة محافظات .

أخيراً يصف أحد وجهاء السويداء الوضع في محافظته قائلاً: هناك جماعات تريد أن تأخذ مكاناً في الحياة الاجتماعية داخل المحافظة، وهناك تيارات تروج لمزاعم مفادها بأنه إن لم يتم تدويل ملف المحافظة وتصويرها على أنها معارضة فإنها لن تحصل على مساعدات مالية وخدمية، على اعتبار أن الدولة السورية بإمكاناتها الحالية لا تستطيع تقديم كل شيء وفق قولهم، بالتالي يتم استغلال تلك الفكرة، وبالمناسبة هذه الادعاءات لا تلقى رواجاً بين الجميع رغم الوضع المعيشي السيء، إذ أن هناك تيارات قوية في المحافظة موالية للدولة السورية، وختم المصدر بالسؤال: أليس غريباً أن يتزامن ما يجري حالياً في السويداء مع ما يجري في درعا؟

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 3