كيف سيبدو مشهد الإرهاب في أفغانستان بقيادة طالبان؟

إعداد - رؤى خضور

2021.08.23 - 02:50
Facebook Share
طباعة

بعد سيطرة طالبان ستكون أفغانستان بلا شك بيئة مضيافة للإرهابيين والمتمردين والميليشيات من مختلف الأطياف، ومن المحتمل أن تصبح البلاد مرة أخرى مركزاً للمقاتلين الإرهابيين الأجانب.

وإلى جانب طالبان نفسها، فإن المستفيد الأكبر من الأحداث الأخيرة هو القاعدة، فهي اليوم في وضع يمكّنها من تجديد شبكاتها في جميع أنحاء جنوب آسيا، وزيادة المجندين في صفوفها مع تحول مركز الثقل في الحركة التطرفية العالمية من الشرق الأوسط إلى جنوب آسيا، ما قد يغيّر التركيبة الديموغرافية للقاعدة، وتحويلها من تنظيم غالبيته من العرب إلى آخر يهيمن عليه الأفغان والباكستانيون وغيرهم من مواطني جنوب آسيا، وهذا التطور من شأنه أن يساعد في الشرعية السياسية المحلية، إلا أنه قد يتسبب في حدوث شقاق داخل القاعدة حول موازنة الأولويات المحلية والإقليمية والعالمية للتنظيم.
ويعتقد عديد من خبراء مكافحة الإرهاب أن القاعدة ستنتعش تحت حماية طالبان، وحتماً ستعاود الجماعة التخطيط لشن هجمات كبيرة ضد أهداف غربية وتنفيذها.

وفي هذا السياق ذكر كولين كلارك في مقال لصحيفة Eurasiaview، أن طالبان لديها قليل من الحوافز لتقديم دعم للجماعات التي تخطط لشن هجمات ضد الغرب، بل ستسعى للحصول على الشرعية الدولية، وحتى دول مثل روسيا والصين التي تتجنب عادةً التدخل في القضايا المتعلقة "بالسيادة" ستكافح من أجل دعم حكومة توفر ملاذاً للجماعات الإرهابية التي تخطط لهجمات محتملة، لكن السؤال هو ما إذا كانت طالبان قادرة على تقييد القاعدة إذا قررت الأخيرة إعادة تخطيط العمليات الخارجية. من جهتها، ستسعى ولاية خراسان إلى الاستفادة من الوضع لتجنيد مقاتلين جدد والبدء في العودة إلى أفغانستان، وبصفته عدواً لطالبان، سيجد تنظيم داعش في كوسوفو نفسه تحت حصار تحالف من طالبان وحلفاء جهاديين.

وستتلقى القاعدة نصيب الأسد من الاهتمام وتوجيه الأنظار نحوها، وستشهد أفغانستان والمنطقة ككل انتقالاً مع حكم طالبان، وبناءً على ذلك ستسعى الدول ذات الثقل الإقليمي، وتحديداً الصين وروسيا وإيران وباكستان والهند، إلى بسط نفوذها في أفغانستان، والذي يمكن أن يشمل رعاية الجماعات بالوكالة والميليشيات غير النظامية، فهذه القوى الإقليمية لديها مخاوفها المتعلقة بالإرهاب، الصين مع مقاتلي الأويغور من الحركة، التي تقيم علاقات مع القاعدة، وروسيا مع المقاتلين الشيشان النشطين في القوقاز وآسيا الوسطى، وإيران مع الجماعات المناهضة للشيعة، وباكستان مع رد فعل سلبي من حركة طالبان باكستان، والتي ستستفيد مباشرة من حكم طالبان، والهند مع الجماعات الجهادية التي تزرعها الدولة الباكستانية والتي يتم نشرها في الهند لشن هجمات إرهابية.

ومن الواضح أن هناك إرهاقاً من مكافحة الإرهاب في واشنطن، حيث يسعى أصحاب القرار إلى تحويل التمويل والموارد إلى منافسة القوى العظمى، وقد أشار خبير الإرهاب أسفنديار مير إلى أن "الجهاديين العالميين قد تأثروا بعودة طالبان"، واصفاً استيلاء الجماعة على أفغانستان بأنه "إنجاز ضخم" بالنسبة للحركة الجهادية.

من ناحية أخرى، لن يقود الغرب مستقبل مكافحة الإرهاب في جنوب آسيا، بل على العكس من ذلك تستعد موسكو وبكين وطهران وإسلام أباد للاستيلاء على زمام الأمور لملء فراغ السلطة الذي خلفته واشنطن.

وبحسب الكاتب، فإن مشهد الإرهاب آخذ في التطور وقد يثبت أنه ينتقل إلى مستوى أكثر خطورة من التهديد الذي شكلته القاعدة في الفترة التي سبقت 11 أيلول/سبتمبر 2001، مع فارق أن الولايات المتحدة لديها الآن نفوذ محدود في كيفية الرد، وقد يكون نهج مكافحة الإرهاب في الخارج ضرورياً لكنه غير كافٍ لكبح خطر عودة حركة جهادية عالمية نشطة للغاية إلى جذورها في أفغانستان، ولمجرد أن الولايات المتحدة أنهت القتال لا يعني أن الجهاديين أوقفوه، بل في الواقع ربما بدأوا للتو. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 9