كيف سلّحت الولايات المتحدة طالبان؟

إعداد - رؤى خضور

2021.08.21 - 05:28
Facebook Share
طباعة

 "بعد الإطاحة بجمهورية أفغانستان، استولت حركة طالبان التي حلت محلها على مئات الآلاف من الأسلحة وآلاف الدبابات والعربات أربع مروحيات بلاك هوك على الأقل، وما زال مصير 200 طائرة مقاتلة مجهولاً".

هكذا استهلت شبكة فولتير مقالها حول ترك الولايات المتحدة كمية من الأسلحة لجيش طالبان في مفارقة غريبة ولا تبدو بريئة.

الأسلحة الأمريكية التي استحوذ عليها مقاتلو طالبان، بحسب شبكة إي بي سي الأسترالية، تشتمل ترسانة من طائرات وبنادق ونظارات للرؤية الليلية.

تكرار السيناريو العراقي:

يذكرنا هذا العمل بتقدم تنظيم داعش الإرهابي داخل العراق في العام 2014، والذي حصل على آلاف المركبات المماثلة ومخزونات من الأسلحة الأمريكية كانت قد سُلمت للتو للجيش العراقي، وبذلك استطاعوا تشكيل جيش هائل ضد العراق.

واليوم يتم نشر صور وفيديوهات هذه الأسلحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لطالبان، حيث يظهر المقاتلون ببنادق أمريكية الصنع والمركبات محملة بأسلحة ثقيلة ومثبتة بمدافع مدفعية، وأظهر مقطع فيديو مسلحين يتفقدون طوابير طويلة من المركبات ويفتحون صناديق أسلحة نارية جديدة ومعدات اتصالات وحتى طائرات عسكرية دون طيار.

وقال مسؤول أمريكي لرويترز إنه بالرغم من عدم وجود أرقام محددة حتى الآن، فإن التقييم الاستخباراتي الحالي يشير إلى أن طالبان تسيطر على أكثر من 2000 عربة مصفحة تقدر قيمتها بنحو 308000 دولار لكل منها، في حين ذكرت مجلة فوربس أنه في شهر حزيران/يونيو وحده استولت طالبان على 700 شاحنة وعربة همفي من قوات الأمن الأفغانية بالإضافة إلى عشرات المركبات المدرعة وأنظمة المدفعية.

وتشمل المركبات العسكرية الأمريكية الصنع الأخرى التي ورد أنها أصبحت في أيدي طالبان عربات خاصة للتنقل في التضاريس الوعرة في البلاد، كما ورثت طالبان 11 قاعدة عسكرية جيدة التخطيط ومجهزة بأحدث الأسلحة والأدوات بالإضافة إلى سلاحها الجوي المقدر ب 208 طائرات منحتها الولايات المتحدة للقوات الأفغانية سابقاً، وفقاً لمكتب محاسبة الحكومة الأمريكية.

وقال الجنرال المتقاعد في الجيش الأمريكي جوزيف فوتيل ، الذي أشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان كرئيس للقيادة المركزية الأمريكية من 2016 إلى 2019، إن معظم المعدات المتطورة التي استولت عليها طالبان، بما في ذلك الطائرات، لم تكن مجهزة بتكنولوجيا أمريكية حساسة ولكن حسب قوله أيضاً "سيكون بعضها أشبه بالغنيمة".

لكن هناك قلق بشأن الأسلحة والمعدات سهلة الاستخدام، مثل نظارات الرؤية الليلية والبنادق الهجومية من طراز M16 ومعدات الاتصالات، وبحسب أسوشييتد بريس زود الجيش الأمريكي قوات الأمن الأفغانية بـ 16000 من أجهزة نظارات الرؤية الليلية وقال أحد مساعدي الكونجرس لرويترز "القدرة على العمل ليلاً تغيير حقيقي للعبة".

وفي عودة لتصريحات الجنرال فوتيل، الذي يرى أن الأسلحة الصغيرة التي استولى عليها المتمردون مثل المدافع الرشاشة وقذائف الهاون وكذلك قطع المدفعية بما في ذلك مدافع الهاوتزر، يمكن أن تمنح طالبان ميزة ضد أي مقاومة قد تظهر ضد طالبان،

ويُعتقد أيضًا أن البدلات الواقية من الرصاص ومعدات الاتصالات وقاذفات القنابل المحمولة على الكتف وحتى الطائرات العسكرية دون طيار من بين ما تركته القوات الأمريكية ليقع في يد طالبان.

الضربات الجوية لتدمير أسلحة أمريكية:

وقال الخبراء إن الوضع يظهر أن الولايات المتحدة بحاجة إلى طريقة لمراقبة المعدات التي تقدمها للحلفاء، حيث قالت جوستين فليشنر من مؤسسة أبحاث تسليح النزاعات ومقرها المملكة المتحدة، إن واشنطن كان بإمكانها فعل المزيد لضمان مراقبة تلك الإمدادات للقوات الأفغانية وجردها عن كثب.

وقال مسؤول أمريكي لشبكة إي بي سي الأسترالية طلب عدم الكشف عن هويته "كل ما لم يتم تدميره هو ملك طالبان الآن".

ويجمع المسؤولون الأميركيون الحاليون والسابقون إن هناك مخاوف من إمكانية استخدام تلك الأسلحة لقتل مدنيين، أو تسليمها لجماعات متشددة أخرى مثل تنظيم داعش.

وقال المسؤولون إن شن غارات جوية على معدات أكبر، مثل طائرات الهليكوبتر غير مستبعد، لكن هناك مخاوف من أن يثير ذلك عداء طالبان في وقت يتمثل هدف الولايات المتحدة الرئيس في إجلاء القوات والرعايا الأجانب.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5