تدخلات خارجية ودعوات لحكم ذاتي.. هل يعود التصعيد إلى درعا؟

إعداد - أدهم السيد

2021.08.17 - 07:33
Facebook Share
طباعة

 لا تزال الأمور عالقة في ملف درعا البلد، رغم الحديث عن قرب التسوية مع الدولة السورية، إذ أعلنت فصائل مسلحة في تلك المنطقة رفضها الكامل لبنود التسوية، ترافق ذلك مع تهديدات وجهتها لما تُسمى بأعضاء اللجنة المركزية في درعا حال قبول البنود، واعتبار من يباركها خائناً ومستهدفاًن الأمر الذي ينذر بتصعيد أكبر في الساعات القادمة، وذلك رغم مهلة أخيرة أعطتها السلطات السورية لمسلحي المنطقة.


دعوات استثارة الناس والجماعات المسلحة تصاعدت من خارج سورية أيضاً، حيث دعا إمام الجامع العمري سابقاً الشيخ أحمد الصياصنة عبر مقطع فيديو مصور تلك الجماعات بعدم الموافقة على أي اتفاق مع الدولة السورية وعدم تسليم سلاحهم، واصفاً الروس بالأعداء أيضاً.


الصياصنة خاطب مسلحي درعا البلد من الأردن قائلاً:  نحن نستطيع أن نصبر على الجوع، ولكننا لا نصبر على العيش بلا كرامة، وإذا سلمتم سلاحكم فمعنى ذلك أنكم سلمتم كرامتكم وعزتكم وقوتكم، خاتماً بالقول: سيروا إلى الأمام والله ناصركم وفق تعبيره.


تزامن ذلك مع ما قاله مصدر من داخل ما تسمى بلجان درعا البلد بأن البنود كلها لمصلحة الدولة السورية وجميعها شروط وإملاءات لن يقبل بها أحد، وأهمها تسليم السلاح وعدم إعطاء ضمانات سوى الضامن الروسي والأخير هو حليف وثيق لسورية بطبيعة الحال على حد قوله.


في حين كشفت مصادر صحفية من دمشق وصفت نفسها بالعليمة بأن قرار الحسم العسكري لا تراجع عنه خلال أيام ما لم يغادر المسلحون الرافضون للتسوية ومالم يتم تسليم جمع أنواع الأسلحة.


إلى ذلك تشير تقارير إلى تصاعد التدخل الإقليمي في ملف درعا، واستثمار بعض الجهات لما يحدث حالياً، حيث أكد أكاديمي مختص بمتابعة الجماعات السلفية في الأردن، بأن هناك ارتباط عضوي بين جماعات درعا البلد المتشددة والتيار السلفي الأردني .


وتضيف التقارير أن هناك معلومات تقول بأن أوامر شرعية صدرت للجماعات المسلحة في درعا البلد للاحتفاظ بسلاجها من أجل استنزاف الجيش السوري وإحراج الحكومة السورية لإظهارها بمظهر العاجز، ريثما يتم تدويل ملف درعا البلد بدعم غربي ، وهو ما حصل فعلاً حيث تواصل بعض تلك الجماعات مع المبعوث الأمريكي في سورية غير بيدرسن والذي وعدهم بدوره في نقل ملف محافظتهم إلى اروقة الأمم المتحدة.


الكيان الإسرائيلي لم يغب لدى البعض عن ملف درعا، لا سيما وأن المحافظة على تخوم الأراضي المحتلة ، وتل أبيب تشعر بأن تلك المنطقة يجب أن لا تعود لكنف الدولة السورية لأن ذلك يعني وجود حلفاء سورية بالقرب من الأراضي المحتلة.


ما سبق قد يعني بأن المشهد سيذهب نحو التصعيد، بسبب تدخلات خارجية ، و ما سُميت بأوامر شرعية ضمن التيار السلفي والأخواني للجماعات المتحكمة بقرار درعا البلد بعدم القبول بأي تسوية ، بل بقاء الوضع على ما هو عليه مع دخول مساعدات وفك الحصار مقابل عدم استهداف حواجز الجيش، أو أن يتم تفعيل مبدأ الإدارة الذاتية في درعا البلد وفق بعض المصادر، وهذا ما لن تقبله الدولة السورية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 2