مسلسل أردني يثير الجدل

اعداد سامر الخطيب

2021.08.17 - 06:13
Facebook Share
طباعة

 لم تمض سوى ساعات قليلة على عرض مسلسل نتفليكس الأصلي والأردني "مدرسة الروابي للبنات" حتى احتل مرتبة متقدمة بالأعمال الأكثر مشاهدة عبر المنصة في مختلف الدول العربية من جهة، ومن جهة أخرى أثار جدلا عريضا -خاصة في الأردن- بسبب محتواه الذي وجده البعض جريئا ومخالفا لعادات وتقاليد المجتمع الأردني.

تدور أحداث العمل في مدرسة للبنات المراهقات، حيث تمارس مجموعة من الفتيات التنمر على الأخريات الأضعف منهن، وبسبب نفوذ والد إحداهن يستطعن الإفلات من العقاب.

لكن، مع تماديهن في إيذاء إحدى الفتيات وخوف البقية من مساندتها تقرر الانتقام لنفسها وكرامتها ولجميع المستضعفات الأخريات فتضع خطة لتلقين المتنمرات درسا قاسيا لن ينسينه أبدا، وهو ما يجري في إطار يجمع بين الدراما والتشويق.

وهي الحبكة التي استعرض صناع العمل من خلالها بعض القضايا الملهمة ومعالجتها بطريقة عصرية، من بينها تأثير منصات التواصل الاجتماعي على حياة الشابات وثقتهن بأنفسهن، وكيف يمكن للبعض استغلال القُصَّر عبر تلك المنصات، إضافة إلى التحرش الجنسي، والوصم المجتمعي للعلاج النفسي، والتفكك الأسري، وتنمر الأهل بأولادهم، وانغلاق بعض المراهقات على أنفسهن مفضلات الوحدة، وغيرها من الموضوعات المهمة.

أثار تسليط الضوء على مثل تلك القضايا الشائكة غضب المتابعين، إذ قدم المسلسل قضايا انحلال بعض الشباب والشابات، وكيف صار الكثيرون يتصرفون بجرأة وينجرفون وراء تيار الانفتاح والتحرر الجنسي، هو ما أزعج البعض الذين اعتبروا ذلك وصما للمجتمع الأردني، أو على الأقل من شأنه أن يفتح أعين أبناء الطبقات المحافظة، خاصة الفتيات، ويستهدف إفساد براءتهن.

لكن في الوقت نفسه، هناك شريحة أخرى من المشاهدين وجدوا في المسلسل تجسيدا لقضايا مجتمعية واقعية شائكة، وهي كذلك لا تمثل جميع الشرائح الاجتماعية في الأردن.

يذكر أن هذا العمل ليس الأردني الأول الذي يعرض عبر منصة نتفليكس، فقد سبقه "جن" الذي كان المسلسل العربي الأول الذي تعرضه المنصة وصدر في 2019، وتمحورت قصته حول مراهقين ينجحون في استدعاء أحد الجان، ثم تتوالى الأحداث في إطار فانتازي-درامي.

وقد أثار المسلسل وقتها ضجة ضخمة منذ اليوم الأول لعرضه، إذ اتهمه الجمهور بخدش الحياء نظرا لما تضمنه من ألفاظ ولقطات جريئة منافية للآداب العامة، وهو ما ترتب عليه أمر المدعي العام بوقف عرضه فورا في العاصمة عمّان، بالتزامن مع تصريح مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية بأن المسلسل بمثابة انحدار أخلاقي ولا يمثل عادات الأردنيين ولا التعاليم الإسلامية.

ولذلك، فإن كل من شاهد العملين استطاع إدراك الفارق الكبير بين التجربتين الأردنيتين السابقة والحالية، ملاحظا التطور بنوعية الدراما المطروحة، وإن كان ذلك لا ينفي وجود معترضين على هذا وذاك.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7